رفض حاد للضغوط الأمريكية بشأن شبكة حقاني حذر رئيس الأركان الباكستاني أشفق كياني الولاياتالمتحدة من أن عليها "التفكير 10 مرات" قبل القيام بأي عمل عسكري من جانب واحد. وأضاف كياني أن على واشنطن التركيز على إرساء الاستقرار في أفغانستان بدل الدفع بباكستان لمهاجمة جماعات مسلحة في منطقة الحدود الهامة. وتحث واشنطن إسلام اباد منذ سنوات على حل مسألة المسلحين في المنطقة وخاصة "شبكة حقاني". وتحمل الولاياتالمتحدة الشبكة المسؤولية عن سلسلة من الهجمات في أفغانستان. وقال كياني الذي كان يتحدث في جلسة خاصة للجنة الدفاع في البرلمان الباكستاني عقدت في روالبندي "إذا ما أقنعني أحدهم أن جميع المشاكل ستحل لو قمنا بعمل ما في إقليم شمال وزيرستان فسأقوم به غدا"، كما نقل عنه أحد أعضاء اللجنة. وأضاف "لو احتجنا القيام بعمل ما فسنقوم به وفقا لبرنامج نضعه نحن، ووفقا لقدراتنا"، مؤكدا أن اي سحب للمعونة الأمريكية لن يؤثر على القدرات الدفاعية لبلاده. حصار السفارة وشبكة حقاني "التي يعتقد أن لها صلات بطالبان والقاعدة" متهمة بتنفيذ حصار السفارة الأمريكية في كابل الشهر الماضي والذي استمر لمدة 19 ساعة. وتشير تقارير إلى أن كياني دافع خلال الجلسة عن الاتصالات الباكستانية بالشبكة، لأنها "مفيدة من حيث جمع المعلومات الاستخبارية" حسبما قال. وقد اشتد الهجوم العسكري الذي تشنه الولاياتالمتحدة ضد الشبكة وكذلك التصريحات المعادية، وهذا هو السبب الرئيسي للتوتر بين التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أفغانستان وبين باكستان. وقد نقل عن مستشار الأمن القومي في الولاياتالمتحدة توماس دينلون أنه قال للجنرال كياني أوائل الشهر في اجتماع سري بالسعودية إن "على باكستان إما قتل قيادات حقاني أو تسهيل قتلهم من قبل الولاياتالمتحدة أو إقناع تلك القيادات بالانضمام إلى حكومة أفغانية سلمية وديمقراطية". وكان رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الأمريكية الأدميرال مايك مولن قد وصف في أيلول/سبتمبر الماضي شبكة حقاني بأنها "ذراع فعلي" لهيئة الاستخبارات الباكستانية، متهما إياها بالدعم المباشر للمسلحين الذين شنوا الهجوم على السفارة الأمريكية. إلا أن باكستان تبدي حتى الآن ترددا في الاستجابة للضغوط الأمريكية حول هذه المسألة. وأكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الشهر الماضي أن بلاده "لن تخضع للضغوط الأمريكية" بشأن محاربة المسلحين.