اجتمع أربعون خبيرا من عدّة بلدان في المنطقة ومن المجتمع المدني والمنظمة الدولية لقانون التنمية وبرنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز ومنظمة الصحة العالمية في الدار البيضاء، المغرب، خلال الفترة 11-13 نوفمبر 2014 في مؤتمر خبراء إقليمي دام ثلاثة أيام نظمه مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وشبكة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للحد من المخاطر (مينارة). كان الهدف من المؤتمر هو بناء القدرات الإقليمية للتصدي لفيروس نقص المناعة البشرية بين متعاطي المخدرات بالحقن في المنطقة من خلال التدخلات المسندة علميًا والقائمة على حقوق الانسان. وركز المؤتمر على التدخلات ذات الأولوية، وبرامج الإبر والمحاقن والعلاج بالمواد البديلة لأثر الأفيون، كجزء من الحزمة الشاملة للأمم المتحدة لوقاية متعاطي المخدرات بالحقن من هذا الفيروس وعلاجهم. كما قدّم منبرا لفرق العمل الوطنية للحدّ من المخاطر لعرض مبادراتها وإنجازاتها، ومناقشة التحديات التي تواجهها وفي ذات الوقت للتشبيك وتبادل الخبرات مع بعضها البعض عبر المنطقة.
ما زال فيروس نقص المناعة البشرية في ازدياد في المنطقة جرّاء تقاسم معدات الحقن بين متعاطي المخدرات بالحقن، لذا فإن زيادة الاستجابات الوطنية فيما يتعلق بتوفير خدمات الحدّ من الضرر الشاملة لمتعاطي المخدرات بالحقن في المنطقة واستدامة هذه التدخلات أمر بالغ الأهمية. في كلمته الافتتاحية، سلط مسعود كريمي بور، الممثل الإقليمي لمكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الضوء على فوائد العلاج بالمواد البديلة لأثر الأفيون قائلاً إن "العلاج بالمداومة على المواد البديلة لأثر الأفيون هو خيار العلاج الأكثر فعالية لمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية للمرتهنين للمواد الأفيونية. فهو يقلل من تكرار الحقن والحقن بالإبر المستعملة. ويقلّل من ارتفاع تكلفة ادمان المواد الأفيونية على الأفراد وعلى أسرهم والمجتمع ككلّ من خلال الحدّ من الوفيات المرتبطة به، والنشاط الإجرامي والممارسات السلوكية الخطرة". كما شدّد على حاجة متعاطي المخدرات بالحقن إلى الحصول على الرعاية الصحية مع مراعاة حقوقهم الإنسانية ومبادئ الصحة العامة، بدلا من عقابهم.
ألقى الكلمات الافتتاحية في المؤتمر أيضا البروفيسور عبد الرحمن معروفي مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة المغربية، والدكتور كمال العلمي، المدير القطري لبرنامج الأممالمتحدة المشترك في المغرب، وإيلي أعرجي، المدير التنفيذي لمينارة.
خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات لبلدان المنطقة، منها: أ) إنشاء منتديات لمشاركة وشراكة الجهات المعنية المتعددة في تخطيط وتنفيذ ورصد وتقييم العلاج بالمواد البديلة لأثر الأفيون وبرنامج الإبر والمحاقن؛ ب) تعزيز منظمات المجتمع المدني ومشاركتها في وضع السياسات بشأن العلاج بالمواد البديلة لأثر الأفيون وبرنامج الإبر والمحاقن والتخطيط لهما وتنفيذهما ورصدهما وتقييمهما؛ ج) تقديم برامج الإبر والمحاقن وخدمات العلاج بالمواد البديلة لأثر الأفيون المراعية لحقوق الإنسان ومبادئ الصحة العامة إلى متعاطي المخدرات بالحقن مع اتخاذ تدابير خاصة للتصدّي للحواجز بين الجنسين والفوارق العمرية، والتوسع في نطاق هذه البرامج والخدمات؛ د) وضع وتنفيذ خطط واضحة بحسب كلّ دولة للدعوة لمناصرة قوانين مكافحة المخدرات وإصلاح السياسات، وإدراج تدخلات الحزمة الشاملة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية ومعالجة ورعاية متعاطي المخدرات بالحقن، لا سيّما العلاج بالمواد البديلة لأثر الأفيون وبرامج الإبر والمحاقن في الخدمات الصحية؛ ه) كفالة التمويل المستدام للعلاج بالمواد البديلة لأثر الأفيون وبرامج الإبر والمحاقن والتدخلات الأخرى للحزمة الشاملة؛ و) ضمان الروابط الفعّالة ما بين متعاطي المخدرات بالحقن ونظم إحالتهم من خلال التعاون الوثيق ما بين جهات تقديم الخدمة على طول سلسلة خدمات الرعاية في كلّ من المجتمع وفي السجون على حدّ سواء؛ ز) الضلوع بتدابير للحدّ من الوصمة والتمييز ضد متعاطي المخدرات بالحقن.