_ قال حمدين صباحي، المرشح الرئاسي المحتمل، في مقابلته مع "رويترز"، والتي نشرتها اليوم، الخميس، إنه لديه شكوك في أن يتمكن المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، من إحلال الديمقراطية إذا انتخب لمنصب رئيس الجمهورية. صباحي قال إن السيسي يتحمل مسؤولية مباشرة أو ضمنية سياسية عن انتهاكات حقوقية وقعت في أكبر الدول العربية سكانا، خلال الفترة الانتقالية التي بدأت بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وتستمر لحين إجراء انتخابات تشريعية بعد الانتخابات الرئاسية. وأكد على أنه غير نادم على المشاركة في الاحتجاجات التي اندلعت ضد مرسي في 30 يونيو، وأنه يعتبرها ثورة متممة ومصححة لثورة 25 يناير، مشيرا إلى إن مصر ما زالت بانتظار نظام ديمقراطي حقيقي. وعن الحكم الانتقالي الحالي قال: "لم يعبر عن احترامه للقيم الديمقراطية والتعدد، انتهك الدستور اللي احنا اتفقنا عليه في تعامله مع المعارضين، ما نعيشه ليس تعبيرًا عما يريده ويستحقه الشعب المصري من حريات"، وحمل الإخوان» المسؤولية الأكبر في العنف، قائلا: "ما أعرفه أن جماعة الإخوان المسلمين كجماعة وحزب مسئولة مسئولية سياسية كاملة عن ظاهرة العنف والإرهاب في مصر، فلو كانوا اختاروا أن يحترموا إرادة شعبهم ثم يمارسوا المعارضة بطرق سلمية لم يكن يحدث أبدا هذا الاندفاع نحو العنف". وأكد على أن مصر لم تطهر بعد من النظام، الذي وصفه ب "العفن"، أو تضع نواة لجيل جديد من الساسة، قائلا: "النظام اللي حكمنا لأربع عقود وقام على فقر واستبداد وفساد وتبعية لا يزال قائما بنفس سياساته الجوهرية.. التغير في وقت مرسي كان تغيرا على السطح… وتم نوع من أنواع إحلال نخبة تطلق ذقونها مكان نخبة حليقة، لكن ملايين المصريين الذين نزلوا إلى الشارع للمساعدة في الإطاحة برئيسين في ثلاثة أعوام لن يتسامحوا مع أي دكتاتورية جديدة". وقال إن الحكومة الحالية استخدمت حربها على الإرهاب كغطاء من أجل خنق المعارضين، مُشيرا إلى أن أبرياء تعرضوا للاعتداء، واصفا قانون تنظيم المظاهرات بأنه "خطأ لا معنى له"، قائلا: "شباب الثورة ملقى في السجون ووجوه مبارك الفاسدة تعود لتطل علينا في الإعلام والمشهد السياسي". وقد أرجع شعبية السيسي إلى الشعور الجمعي بالخوف على قضية الأمن، مشيرا إلى أن هذا هو ما دفع الناس للجوء إلى قوة قادرة على أن تفل الحديد بالحديد، قائلا: "الجيش انحاز للشعب، والسيسي تعبير عن هذا الانحياز لإرادة الشعب فلاقى هذا التقدير وهو مستحق له". وأضاف: "السيسي في حال وصوله للحكم ستكون لديه فرصة أنه يمشي باتجاه عبد الناصر، ولكنه يواجه خطر أن يمشي في اتجاه مبارك.. إذا أحاطت بالسيسي نخبة نظام مبارك البائدة فهي ستثقله باتجاه الانحدار إلى حال مبارك.. وإذا أحاطت به نخبة من الثورة هتحلق في اتجاه أحلامها ليقترب من تجربة العدل الاجتماعي اللي عبر عنها عبد الناصر". ووصف صباحي نفسه بأنه يمثل الثورة ومطالبها وأهدافها المتمثلة بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية، معتبرا عدم وصول من قاموا بالثورة للحكم، بأنه ليس ضعفا من الشعب، بل ضعف القوى السياسية المعبرة عنه، وأقر بصعوبة المنافسة مع السيسي، إلا أنه قال: "أعتقد فرصي أكبر في معركة أصعب".