اكد حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إنه يشارك الشباب مخاوفهم من العودة إلى نظام مبارك معتبرا أن المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لم يتخذ موقفا لتبديدها. وأكد صباحي في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية" فرانس برس" أن الشباب الذي شارك في الثورة على حسني مبارك عام 2011 وفي التظاهرات الحاشدة ضد الرئيس السابق محمد مرسي في 30 يونيو 2013، لديه إحساس بأن ثورته تسرق، خصوصا ان زملاءهم يحبسون وبعضهم يقتلون أمام عيونهم مثل سيد وز" كما صدرت أحكام بالسجن خلال الشهرين الأخيرين ضد عدد من رموز الشباب المناهضين لمبارك و"الإخوان" ووصف الوكالة صباحي بأنه"المنافس الجدي الرئيسي للمشير السيسي الذي يتوقع أن يعلن رسميا ترشحه للرئاسة"وأوضح"صباحي"في مقابلته مع «فرانس برس"أنه"عندما يجد الشباب أيضا أن جزء من رموز الفساد في عصر مبارك يسبحون على السطح، فإن النتيجة هي غضب مشروع وتخوف مشروع، وأشاركهم قلقهم ومخاوفهم" وأشار"صباحي" إلى أن"حملة الدعوة لتأييد الدستور تحديدا شهدت حضورا لوجوه نظام مبارك في الإعلام بشكل فج، وظهر ضيوف كثر ومذيعون متعددون معروفون بارتباطهم بنظام مبارك وبالأجهزة الأمنية في زمن مبارك، وصاروا الآن يوجهون الرأي العام عبر بعض الفضائيات الخاصة"معتبرا أن"رجال مبارك يخوضون الآن معركتهم الخاصة من أجل العودة (متمسحين) بالمشير السيسي، وليس بالضرورة أن يكون هو راضيا أو غير راض عن ذلك" وتابع:"لكن المشير السيسي لم يأخذ موقفا يطمئن الشباب إزاء خطر لن يقبله الشباب وهو استعادة وجوه الفساد في دولة مبارك لنفوذها مرة أخرى في الدولة والمجتمع" أضاف:"ما يحدث في مصر الآن من شأنه أن يغضب كل الباحثين عن حياة ديموقراطية في دولة يسودها القانون وتتحقق فيها العدالة ويأمن فيها المواطن على نفسه" منتقدا بشدة قانون التظاهر الذي صدر في نوفمبر الماضي»، مطالبا وطالب المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، بالإفراج فورا عن كل من صدرت ضدهم أحكام نهائية لمشاركتهم في تظاهرات سلمية، وبضرورة إطلاق سراح المحبوسين احتياطيا منهم. وحول الاعتداءات الدامية التي تستهدف الشرطة والجيش والسائحين، أكد"صباحي"تأييده الكامل لضرورة مواجهة الإرهاب بمنتهى الحسم الأمني ولكنه اعتبر أن آداء الشرطة بحاجة إلى تقويم، وأن توسيع دائرة الاشتباه والقبض العشوائي على أشخاص ليسوا أصلا نشطاء امر غير مقبول ولابد من تصحيح فوري لأخطاء الآداء الأمني للموازنة بين ضرورات مواجهة الإرهاب وضرورات احترام الحريات في هذا البلد. وأوضح أن"الإخوان"ارتكبوا خطيئتين، الأولى أنهم عندما حكموا استفردوا بالسلطة وقدموا نموذجا لا يمت بصلة للديموقراطية، والثانية هي لجوؤهم للعنف واستثمارهم للارهاب الذي يقوم به حلفاؤهم السياسيون الذين يتبنون نفس خطابهم المرتكز على وصف التظاهرات الشعبية في 30 حزيران بأنها «انقلاب». أضاف:"الإخوان مدعوون الآن إلى الإعراب عن احترامهم لإرادة الشعب والكف عن وصف ثورة 30 يونيو بأنها انقلاب، وأن يكفوا بالدليل العملي عن تقديم أي غطاء سياسي للإرهاب، وإذا ما تحقق هذان الشرطان فإن باب العودة للحياة السياسية يكون مفتوحا أمام أعضاء الجماعة كأفراد وليس كحزب سياسي فالدستور الجديد يمنع تشكيل الأحزاب على أساس ديني" وعن رؤيته لفرصه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أكد"صباحي"أن"الأجيال الشابة تمثل قوة تصويتية رئيسية في مصر، وأنه يأمل في أن يحصل على تأييدها ويراهن على وعي المصريين الذي سيرشدهم إلى المرشح الأكثر قدرة على تطبيق برنامج للعدالة الاجتماعية يحقق مصالح الأكثرية والأقدر على صيانة كرامة وحريات هذا الشعب وإقامة نظام ديموقراطي" وحول اتخاذه قرار الترشح للرئاسة الذي رأى فيه كثيرون أن القرار"مغامرة"في ظل ما يتمتع به السيسي من شعبية كبيرة، قال"صباحي"إن شباب التيار الشعبي وهي الحركة التي أسسها عقب انتخابات 2012، وصل إلى درجة لا يطيق معها الإحساس بأن هذه الانتخابات سيتم خوضها بمرشح وحيد وهو السيسي في ما يقرب من مشهد الاستفتاء أو الانتخابات بطعم الاستفتاء.