كتبت أمانى حسن تذكرت بالأمس -وأنا أطالع التشكيل الوزاري الجديد- مثلاً حكته لي جدتي يومًا فقالت "تعرف فلان؟..أيوه... عاشرته؟ لأ ...يبقي ما تعرفوش" . ذلك المثل الشعبي المعروف لدي كثير من المصريين ومفاده ان الرجل يتحدث اليك بما تتمني أن تسمع فإن عاشرته وخبرت أفعاله عرفته معرفة حقيقية. فالحقيقة أن بعض الوزراء الجدد محبوب ومشهود له بالكفاءة والثورية. أما باقي التشكيل، فهو مكون من وجوه جديدة غير مألوفة لعامة الشعب المصري. وتعجبت من موقف بعض "الثوار"بالشروع فور إعلان التشكيل الوزاري فى الإعتراض عليه دون انتظار تجربة أداء الوزراء الجدد علي أرض الواقع، لمجرد انهم ليسوا من الشباب أو لأنهم ليسوا من خريجي مدرسة التحرير، إعمالاً لمبدأ أنا اعترض إذاً أنا موجود! بالتأكيد أنا كلي ثقة فى بعد نظر الدكتور عصام شرف فى اختيار وزرائه، وخاصة عندما اعلن التفويض الكامل الذي حصل عليه من المجلس العسكري فى اختيارهم. ولكن هذه الثقة لم تمنع خاطرة مجنونة من أن تلح علي تفكيري عندما طالعت اسماء الوزراء الجدد: لماذا لم يستعن د. شرف ببعض من مرشحي الرئاسة لشغل حقائب وزارية؟ إنني فى الحقيقة أري هذا الطرح – بالرغم ما فيه من الخيال الجامح – به من المنفعة ما كان يجعله جدير بالتجربة ولي أسبابي. أولاً، نحن نتحدث عن حكومة انتقالية مؤقته منوط بها تسيير الأعمال وتحسين الوضع الحالي للبلد سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وكلاً من هؤلاء المرشحين لديه بالفعل خطة اصلاحية شاملة وإلا لما تقدم للترشح لمنصب رئيس الجمهورية. ثانياً: حتي لو اتفقنا ان بعض هؤلاء المرشحين يبدون عكس ما يكتمون ويضمرون بعض النوايا السيئة، فإنني لا أجد وقتاً أفضل من هذا الوقت لإختبار نواياهم الحقيقية وكشف المستور. ولعلنا نضحي بحقيبة وزارية فى حكومة انتقالية افضل من ان نضحي ب4 سنوات علي الأقل من عمر الوطن. أستطيع ان أتخيل بالفعل قفزة غير مسبوقة فى أداء وزارة بمثل هذا التشكيل. فهل رأيت يومًا أي مرشح لأي منصب يكون فى حالة أدائية أفضل منه في وقت الدعاية للإنتخابات؟؟ أنني اجدها فرصة عظيمة فبدلاً من أن يوزع المرشحين المنشورات الدعائية على الناخبين أن يرونا أفعالهم و انجازاتهم في وزاراتهم أولاً. و أراني اتخيل هؤلاء المرشحين في سباق من الزمن لتحقيق العدالة و لخطب ود الشعب المصري بكافة طبقاته وفئاته. وعندئذ لا يصبح المواطن المصري مشغولاً بمتابعة المؤتمرات الجماهيرية ولقاءات البرامج الحوارية، وكفي به متابعة الأداء الوزاري حصرياً علي أرض الواقع. وحضرات السادة المرشحين يورونا شطارتهم والمية تكدب الغطاس!! تخيل معي لو يختار الدكتور شرف الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح وزيراً للصحة والدكتور محمد البرادعي وزيراً للخارجية. ما رأيك في تولي الدكتور محمد سليم العوا وزارة العدل و تولي المستشار هشام البسطويسي حقيبة الداخلية؟ ولماذا لا يتولي المناضل حمدين صباحي وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية؟ ويتولي الفريق مجدي حتاته وزارة الانتاج الحربي؟ وهل من ممكن ان يصبح السيد مجدي حسين وزيرًا للقوي العاملة والهجرة؟؟ ويعود الدكتور كمال الجنزوري ليصبح وزيرًا للتجارة والصناعة ويصبح الدكتور أيمن نور وزيرًا للتنمية المحلية؟؟ ونظرًا للظروف الراهنة يمكننا استحداث وزارة جديدة نسميها وزارة التوعية السياسية ويتولاها الداعية الدكتور حازم صلاح أبو اسماعيل. أما بثينة كامل فمن الممكن أن تكون وزيرة الدولة لحقوق الانسان و يتولي السيد عمرو موسي اتحاد الإذاعة والتليفزيون استثمارًا لخبرات سيادته الطويلة فى مجال الكاريزما، بس علشان خاطري بلاش حكاية وزارة الإعلام دي! وممكن حتي سيادة الفريق أحمد شفيق يرجع وزير طيران ومطارات دولية. أما السيد توفيق عكاشة فممكن نولية وزارة الثروة الحيوانية نظرًا لخبراته المتفرده فى هذا الصدد. ويبقي السيد مرتضي منصور الذي من ممكن يكون أكبر استثمار لقدراته فى توليه وزارة الرقابة والمعارضة!! وبكده نكون سبقنا العالم وعملنا نموذجًا للديموقراطية يحتذي به العالم حيث تكون المعارضه نابعة من الحكومة ذاتها. وقتها سنضمن تماماً أن باقي الوزراء يمشوا علي العجين ما يلخبطهوش و بالذات أن أي واحد منهم قد يفكرأن يحيد عن الطريق المستقيم ممكن مرتضي يطلع له سيديهاته منذ كان جنيناً فى بطن امه! وعلي سيرة استحداث الوزارات، ونظرًا لأن المتابع للساحة الأعلامية لا يجد الآن كلمة اكثر تكراراً من كلمة "الثورة المضادة"، اقترح علي الدكتور شرف استحداث وزارة جديدة لشئون الفلول. ولا اعتقد ان الدكتور عصام سيبذل جهداً كبيراً في اختيار وزيراً لشئون الفلول فالساحة الثورية عامرة بالنشطاء الوطنيين الذين لن يدخروا وسعاّ لمحاربة الفلول و حماية الثورة وتحت غطاء شرعي من الدولة. ووقتها يصبح دليل براءة كل مواطن من تهمة "الفلولية" هو صورة فوتوغرافية حديثة له مع دبابة مبتسماً وحاملاً لعلم مصر!