أكد الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي والاستراتيجي لرئيس الجمهورية المؤقت، مساء السبت، أن مصر كانت تعيش خلال الفترات السابقة تحت مبدأ الاستقرار مقابل قهر شديد وفوضى مكتومة فى بعض الأحوال. وشدد حجازي، في مقابلة مع برنامج "هنا العاصمة" الذي يذاع على فضائية "سي. بي. سي"، على ضرورة أن يتحول هذا المبدأ إلى الحق مقابل الواجب بعيدًا عن الفوضى في مختلف المجالات. وأشار مستشار الرئيس إلى أن الخروج الأمن لمصر من الحالة الموجودة حاليًا يتمثل في وجود توازن بين الحق والواجب، موضحًا أن الصراع الحالي في مصر ليس صراعًا فكريًا أو أيدلوجيًا وإنما هو صراع ماضي أمام مستقبل في مختلف قطاعات الدولة. ورأى حجازي أن انتخابات الرئاسة بعد ثورة 25 يناير كانت بين ماضي وصراع شعبوي ثوري دون النظر إلى الكفاءات، لافتاً إلى أن مصر تشهد تغييرًا جذريًا ولكنه يحدث بشكل تدريجي. وناشد الشعب أن يعتمد في اختياراتهم المستقبلية على أساس الكفاءة، مشيرًا إلى أن مصر أمامها حرب استنزاف ضد قيم وأخلاقيات وإطارات الماضي من 5 إلى 10 سنوات قادمة. ولفت إلى أن المؤسسية تعني أساس بناء أي مجتمع بشكل صحي، مؤكدًا أن مصر بعد ثورة 30 يونيو تسعى إلى السير في هذا الطريق. وأشار مستشار الرئيس، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن المرحلة الحالية التي تمر بها مصر ليست انتقالية كما يرى البعض بل هي مرحلة تأسيسية، مؤكدًا أن الحكومة وأصحاب القرار يعملون حاليًا على وضع قواعد بناء وتأسيس لمصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو. وشدد حجازي على ضرورة النظر إلى الاشياء في وضعها الكامل، موضحًا أن الوضع الحالي يحتاج إلى أن نراه بشكل كامل وليس بالتعامل معه بشكل تقليدي قديم. ورفض حجازي التصالح من أي شخص يقوم بترويع المجتمع وأمنه، مشيرًا إلى أن الإخوان ومثلهم لا مصالحة معهم إلا بعد الاعتذار للمجتمع عما فعلوه بحقه. وشدد على أن من يعود إلى رشده ويعتذر للمجتمع وينبذ العنف وينخرط ويعترف بالوضع الحالي يعتبر جزء من المجتمع برضاء المجتمع وليس السياسيين أو أصحاب القرار، فالمجتمع هو فقط صاحب الصفح عن الإخوان وغيرهم، مؤكدًا أنه يوجد حاليًا عدو داخلي وخارجي، مشيرًا إلى أن أخطر شيء حاليًا فى مصر هو محاولات بلبلة الرأي العام.