قال المبعوث الأممي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، اليوم الاثنين، إن الإتفاق الذى جرى بين وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظيره الروسى سيرجى لافروف فى الوصول إلى حل بشأن الأسلحة الكيميائية فى سوريا، أبعد "كابوس" الضربات العسكرية التي كانت تنوي واشنطن ودول أخرى القيام بها ضد النظام السوري، و يعتبر انتصارا كبيرا للغاية يصب في صالح البلدين والشعب السورى. وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أضاف الإبراهيمي في مقابلة خاصة مع قناة (روسيا اليوم) في العاصمة السويسرية جنيف "أن تنفيذ الاتفاق يتطلب مساع كثيرة تشترك فيها واشنطن وموسكو والحكومة السورية والأممالمتحدة وأطراف أخرى، ولا شك أن تنفيذه سيظل على صلة بالوضع القائم في سوريا وهذه الأزمة التي باتت بمثابة "الكابوس" الذي يعيشه الشعب السوري وأبناؤه". وأشار إلى أنه حين التقى كيري ولافروف، دار الحوار بينهم ليس على أزمة الأسلحة الكيميائية السورية فحسب بل على الأزمة السورية ككل وظهر جليا خلال اللقاء اهتماهم واستعدادهم الكبير لمواصلة التعاون لحل الأزمة السورية، مضيفا أن لقاء آخر سيجمعهم في نيويورك على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في مدينة نيويورك. وتابع الإبراهيمي يقول "إن روسيا وأمريكا لهما دورين رئيسيين في حل الأزمة السورية ولقد واجهت انتقادات كثيرة لذهابي إلى روسيا وأمريكا لمحاولة وضع حل للأزمة، فليس هناك حل عسكري للقضية السورية فلابد من حل سياسي، ولا يتم ذلك الحل عن طريق مفاوضات أو لقاءات بين الأطراف السورية فتلك الأطراف لا تبدي استعدادا للجلوس على طاولة المفاوضات". مشيرا إلى أن مؤتمر "جنيف 2" قد يمنح الأطراف السورية إطارا لامكانية اللقاء. وألمح إلى أن بيان "جنيف 2012" قد يكون أساسا متين وجيد لإجراء مفاوضات بين الأطراف السورية تؤدي إلى نهاية الاقتتال ووجود حل لبناء سوريا الجديدة حيث إن الأمر يتطلب حاليا التحول من حالة الحرب والدمار إلى بناء الدولة الجديدة وهو الأمر الذي لن يحققه إلا السوريون أنفسهم بمساعدة من المجتمع الدولي (الأممالمتحدة وأمريكا وروسيا). ورجح الإبراهيمي أن تستجيب أطياف المعارضة أن الحل السياسي هو النافذ لتلك الأزمة مع عدم وجود حل عسكري وأن التدخل العسكري أمر غير وارد وغير مستحب، فسوريا لا تحتاج لعمل عسكري جديد، حيث يكفيها ما تعرضت له خلال الصراع الذي دخل عامه الثالث، مشددا على أنه ينبغي عقد المؤتمر بحضور الأطراف السورية القادرة على ايقاف القتال فضلا عن الأطراف الخارجية صاحبة المصلحة أو النفوذ، فهي تشجع وتساعد تلك الأطراف على الوصول إلى تفاهم. ونوه إلى أنه يجري اتصالات حاليا مع كل من الحكومة والمعارضة السورية، وأنه في حال عقد مؤتمرات أو إجراء لقاءات لحل النزاع السوري سيتم تكثيف تلك الاتصالات، معربا عن أمله في عقد مؤتمر جنيف "2" في أكتوبر المقبل، الأمر الذي يرغب فيه كيري ولا فروف والأمين العام اللأمم المتحدة بان كي مون. وفيما يتعلق بتأثير موضوع الأسلحة الكيميائية على الحل السياسي للأزمة السورية قال الإبراهيمي "إن ذلك الموضوع شديد التعقيد، لذا فينبغي أن تكون الخطوات الأولى فيما يتعلق بذلك الصدد صحيحة وأن يكون هناك ارتياحا لتعاون الحكومة السورية وجديتها في الالتزام بما جاء في الاتفاق الروسي الأمريكي، وسيكون للأمم المتحدة دورا وسيتم تناول ما جاء خلال لقاء جنيف في نيويورك وسيتم الحديث عن الأليات المختلفة لتنفيذ ذلك الاتفاق بموافقة الحكومة السورية". وأضاف أن مسألة أمن فرق التفتيش الأممية عن الأسلحة الكيميائية يجب أن يكون محل نقاش، فالأسلحة الكيميائية موجودة في عدد معلوم من الأماكن وليست في عموم سوريا وأن القائمة السورية ستوفر قائمة بما هو موجود لديها من أسلحة ومواقعه، مشيرا إلى أن أقاويلا تتداول أن روسيا ستقدم قوات خاصة لتأمين مواقع الأسلحة الكيميائية من تعرضها لأي ضرر وهي أمور ستتم جميعها بمشاورة روسيا وأمريكا والأممالمتحدة.