أوقف جون لينوود رئيس قسم التكنولوجيا في بي بي سي على خلفية الواقعة تخلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مشروع للانتاج الرقمي كلفها أكثر من 98 مليون جنيه استرليني. وقال توني هول المدير العام للهيئة إن ذلك المشروع قد "تسبب في إهدار مبالغ هائلة من أموال دافعي رسوم التراخيص"، معربا عن قلقه الشديد إزاء الطريقة التي أدير بها المشروع. وأطلقت مبادرة الإعلام الرقمي عام 2008، إلا أنها أوقفت في الخريف الماضي لأنها لم تنفذ بشكل كامل. وتمثل أموال التراخيص التي تحصلها الحكومة البريطانية كضريبة على مشاهدة التلفاز مصدرا أساسيا لتمويل بي بي سي. وقال هول إنه تم اجراء مراجعة مستقلة "للتعرف على الأخطاء التي وقعت، والدروس التي يمكن الاستفادة منها". وكانت المبادرة تهدف إلى تطوير العمل وتسهيل الوصول للمواد الصوتية والمرئية والأرشيف، وكان ينظر إليها على أنها جزء هام من عملية نقل العمل إلى مدينة الإعلام في سالفورد. "مخاطر الفشل" وأضاف هول أن مثل تلك المشروعات التكنولوجية الطموحة عادة ما تحمل معها مخاطر الفشل. وتابع "لا يعني ذلك عدم محاولة القيام بمشروعات أخرى لكن يعني ضرورة ادراك مسؤولية السيطرة عليها بشكل أكبر مما سبق." وكان عقد تلك المبادرة قد منح في البداية لشركة سيمينز عام 2008، إلا أنه سحب منها وأوكل إلى فريق عمل من داخل بي بي سي عام 2010. وفي الفترة ما بين عامي 2010 و2012، كلف المشروع هيئة الإذاعة البريطانية نحو 98.4 مليون جنيه استرليني، وهو ما دفع لتشكيل لجنة مراجعة داخلية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2012 وذلك بعد أن أعرب مجلس أمناء بي بي سي عن مخاوفها الشديدة إزاءه. ففي خطاب أرسل إلى مارغريت هودج، رئيسة لجنة المحاسبة العامة بمجلس العموم، كشف أنتوني فراي، العضو في مجلس الامناء، عن أن المشروع "لم يخرج بفائدة تذكر". وقال فراي: "نحن قلقون بشدة من أن مشروعا أخفق بالفعل في إحراز قيمة مالية في مراحله الأولى، قد أنفق حاليا مبالغ هائلة من أموال دافعي رسوم التراخيص." وتابع قائلا: "نسعى لاتخاذ خطوات سريعة للتأكد من عدم تكرار مثل ذلك الإخفاق." بينما وصفت هودج ذلك بأنه بمثابة "صدمة صعبة". من جانبها، قالت بي بي سي إن تلك المبادرة قد أديرت بطريقة سيئة، وأن الاستمرار فيها سيعتبر إهدارا للمال العام. ووجه هول رسالة إلكترونية إلى فريق العمل في بي بي سي جاء فيها: "حاولت تلك المبادرة جاهدة مواكبة التطورات الحديثة ومتطلبات بي بي سي وصناعة البث الأوسع نطاقا." إجراء تأديبي وأضاف هول: "سنعمل على دراسة ما حدث ونتخذ الإجراءات المناسبة حياله، سواء أكانت تأديبية أو غير ذلك." وأوقف جون لينوود، رئيس قسم التكنولوجيا في بي بي سي. وفي عام 2011، أخبر المدير العام لبي بي سي آنذاك مارك تومبسون لجنة المحاسبة العامة بأن المبادرة كانت "هامة" لانتقال بي بي سي إلى مدينة سالفورد الإعلامية وإنشاء مبنى جديد للبث. وقال تومبسون: "يعوّل مستقبل بي بي سي على الأداء الإيجابي لهذا المشروع." من جانبه، قال جيمس بيرنيل، مدير القسم الرقمي في بي بي سي: "سنعتمد بشكل أكبر في المستقبل على التكنولوجيا الجاهزة، لقد أخطأنا خطأ فادحا ونعتذر إلى دافعي رسوم التراخيص عن ذلك." إلا أنه أكد على أن الإخفاق في ذلك المشروع "لا يعتبر هو القاعدة"، مشيرا إلى نجاحات بعض المشاريع التقنية الأخرى في بي بي سي مثل مشروع آي بلاير.