الفريق حقق عدة انجازات في عهد المدرب يورغن كلوب يستعد نادي بروسيا دورتموند الألماني بقوة للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعب ويمبلي في لندن السبت القادم ضد غريمه بايرن ميونيخ. تمثل المباراة فرصة أخيرة لدورتموند بقيادة المدرب يورغن كلوب في إنقاذ موسمه بعد خسارته لقب الدوري الألماني الممتاز الذي احرزه العامين الماضيين وأيضا خروجه من كأس ألمانيا. لكن الفريق برأي خبراء كثيريين تخطى فترة صعبة في السنوات الأخيرة، ووصف مديره التنفيذي هانتس-يواكيم فاتسكه التأهل إلى النهائي الأوروبي بالقول "من الحضيض الى ويمبلي" مشيرا إلى المرحلة التي عاشها فريقه بين 2005 حين كان على حافة الافلاس و2013 حيث اصبح مجددا من كبار أندية القارة الأوروبية. ففي عام 2005 كان دورتموند تحت عبء الديون التي بلغت 120 مليون يورو ما هدد مصيره في دوري الأضواء ليواجه شبح الهبوط إلى الدرجات الدنيا. عاش دورتموند تقلبات كثيرا في مشواره الكروي، لكن أزهى فتراته كانت في التسعينات. ففي عام 1991 تعاقد مع المدرب اوتمار هيتسفيلد الذي لم يكن يتمتع بخبرة كبيرة في ذلك الوقت. وفي 1995 أحرز لقب الدوري المحلي بعد غياب دام 32 عاما وتمكن ايضا من الدفاع عن لقبه في الموسم التالي. ثم توج النادي عام 1997 بدوري ابطال اوروبا للمرة الأولى في تاريخه إثر تغلبه على يوفنتوس الايطالي 3-1 ، ولم يقف عند هذا الحد بل فاز بكأس انتركونتيننتال اثر انتصاره على نادي كروزيرو البرازيلي 2-صفر. وفي تلك الفترة كانت تشكيلة الفريق تزخر بلاعبين كبار من امثال شتيفان رويتر ويورغن كولر وكذلك ماتياس زامر وشتيفن فرويند واندرياس مولر الذين كانو يشكلون نواة المنتخب الألماني الفائز بكأس أوروبا عام 1996 في لندن. غير ان فترة النجاحات لم تدم طويلا، فبعد مغادرة صائد الالقاب هيتسفيلد للفريق واعتزال العديد من اللاعبين، استثمر النادي في النجوم الجدد بيد انهم لم يستطيعوا مواصلة مشوار النجاح الذي بدأه الجيل السابق بل انهم وضعوا النادي تحت وطأة الديون بسبب الاموال التي انفقها للتعاقد معهم. وشهد موسم 1999-2000 تراجعا كبيرا للفريق ما ادى به الى الاكتفاء بالمركز الحادي عشر في العام الذي اصبح فيه اول فريق الماني يدخل البورصة. لكنه لم يبق طويلا في الحضيض اذ احتفل في 2002 بسادس لقب له في الدوري الألماني بعدما تولى زامر الاشراف عليه وقاده ايضا في الموسم ذاته الى نهائي كأس الاتحاد الاوروبي حيث خسر امام فيينورد روتردام الهولندي بنتيجة 2-3. ودخل النادي بورصة فرانكفورت في أكتوبر/تشرين الأول 2000 دون اي مردود مالي عليه، ما دفع في نهاية المطاف برئيسه الدكتور غيرد نييباوم إلى الاستقالة في أكتوبر/تشرين الأول 2004 وبالتالي الى بيع ملعبه "فيشتفالن شتاديون". واضطر لاعبو دورتموند الى الاقتطاع من رواتبهم بنسبة 20 بالمئة، ثم لجأ النادي بعد تجنبه الافلاس الى التخلي عن اللاعبين الذين يتقاضون اموالا طائلة ووقع مع لاعبين شبان جدد وتبنى فلسفة مختلفة ساهمت لاحقا بتخطي النتائج السيئة التي حققها بين 2006 و 2008. وعاد الفريق إلى دائرة المنافسة مع مدرب جديد هو يورغن كلوب الذي انضم اليه في يوليو/تموةز 2008 بعد ان صعد بماينتس الى الدرجة الاولى عام 2004 وأبقاه بين الكبار لثلاثة مواسم رغم امكانياته المتواضعة. واثمرت فلسفة الاعتماد على الشبان وعلى كلوب وتمكن دورتموند من احراز لقب الدوري مجددا عام 2011 ثم احتفظ به في الموسم التالي واحرز ايضا الكأس الالمانية في 2012، وأخيرا بلوغ نهائي دوري الابطال للمرة الثانية فقط في تاريخه بعد ان تخلص في نصف النهائي من العملاق الاسباني ريال مدريد حامل الرقم القياسي بعدد الالقاب.