ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أنه على الرغم من النبرة الغاضبة والانتقادات التي تحملها الصين لحليفتها وجارتها الصغرى كوريا الشمالية، إلا أنه من المرجح ألا تتخلى الأولى عن الثانية في حال دخولها الحرب في مواجهة المعسكر الغربي. وقالت المجلة – في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت – إن التساؤل حول إمكانية دعم الصين لكوريا الشمالية في الموقف المتوتر بينها من جهة وكل من الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية من جهة أخرى هو التساؤل الأكثر إلحاحا لدى كل من هم خارج شبه الجزيرة الكورية؛ غير أن حالة السرية والتكتم التي يتعامل بها الحليفان تجعل من الإجابة القاطعة لهذا التساؤل أمرا شديد الصعوبة.
وأوضحت المجلة أن مجرد توقع ما سيكون عليه موقف الصين من هذا التوتر قد يكون مغلوطا، تماما كما سبق أن أخطأ الرئيس الأمريكي هاري ترومان والجنرال دوجلاس ماكآرثر في تقدير مدى الدعم الذي يمكن للصين أن تقدمه لحليفتها الإشتراكية عندما قادت واشنطن القوات الأممية لاجتياح كوريا الشمالية عام 1950، وبالتالي فإن أية توقعات غير محسوبة قد تؤدي لتبعات أقل ما توصف به أنها مدمرة.
وأكدت المجلة أنه من الأفضل في هذا الوضع الإنتباه لما صرح به الرئيس الصيني شي جينبينج بشأن التوتر القائم بين بيونج يانج وواشنطن عندما قال إنه "من المفترض ألا يسمح لأحد بإلقاء المنطقة، أو العالم أجمع ، في بحر من الفوضى من أجل تحقيق مكاسب شخصية". وعلى الرغم من أن بينجينج لم يشر في حديثه صراحة إلى كوريا الشمالية، إلا أن التهديدات التي تنشرها الأخيرة يوميا، وما تثيره من استفزازات خلال الأسابيع الماضية، دفع الكثير من المحللين للقول بأن أصابع الإتهام الصينية موجهة نحو بيونج يانج.
وأشارت المجلة إلى ما بدا من البيت الأبيض من توقع بشأن تغير الموقف الصيني إزاء كوريا الشمالية؛ غير أن بعض المحللين قالوا إن وسائل الإعلام الأمريكية بالغت كثيرا في تفسير تحول الموقف الصيني، لافتين إلى أن فكرة تغيير الصين لسياستها تجاه بيونج يانج إذا ما استشعرت قلقا أمنيا هي فكرة شديدة الرسوخ لدى المسئولين الأمريكيين.
وقالت المجلة إن تغيرالموقف الصيني من كوريا الشمالية يعود لبدايات التسعينيات، فبعد انحلال الإتحاد السوفييتي وتدشين الصين للعلاقات الدبلوماسية مع كوريا الجنوبية، أفادت جميع مؤشرات العلاقات بين بكين وبيونج يانج بغضب صيني إزاء كوريا الشمالية، ويمكن الإشارة في هذا السياق للكلمات التي استخدمها الزعيم الكوري الشمالي كيم إيل سونج آنذاك لوصف الصين ، حيث قال إنها "الساحة الخلفية الكبيرة لكوريا الشمالية".
واختتمت المجلة تقريرها بالقول أنه بعد مرور عقدين كاملين ، تولى الحكم خلالهما في كوريا الشمالية زعيمان ، وأجرت بيونج يانج خلالهما ثلاث تجارب نووية، لا تزال العلاقات بين الجارتين الإشتراكيتين مرتبكة، غير أنه من المؤكد أنه إذا كان التسلح النووي لكوريا الشمالية يخيف الصين، فإن ما يفزعها بشكل أكبر هو رؤية شبه جزيرة كورية موحدة صديقة للولايات المتحدة ، كما يفزعها تخيل أعداد اللاجئين المتدفقين من الكوريتين إلى أراضيها في حال نشوب الحرب ، وبالتالي فإنه رغم كل الإنتقادات التي تحملها الصين لكوريا الشمالية إلا إنه من غير المحتمل أن تدفع حليفتها "الضعيفة" لحافة الهاوية.