سلطت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية الضوء على التصعيد الكوري الشمالي، قائلة إن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع النظام الأكثر شرا على وجه الأرض. وقالت -في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني الخميس – إنه حتى من وجهة النظر العدوانية، تصرفت كوريا الشمالية على مدار الأسبوعين الماضيين على نحو متطرف، مشيرة إلى التهديد الذي لوح به الدكتاتور الشاب "كيم يونج أون" للولايات المتحدة بشن حرب نووية كارثية وإمطار أراضيها وقواعدها العسكرية في "هاواي" و"جوام" بالصواريخ، وإعلان حالة الحرب على الجارة الجنوبية وإعادة تشغيل مفاعل "يونجبيون" النووي لتخصيب اليورانيوم وصناعة المزيد من الأسلحة النووية ومنع مدراء تابعين لكوريا الجنوبية من دخول مجمع "كايسونج" الصناعي الذي يمثل موضع التعاون الوحيد بين الجارتين. ولفتت المجلة إلى أن كل هذه التطورات تأتي في أعقاب إجراء هذا النظام اختباره النووي الثالث في شهر فبراير الماضي، مشيرة إلى أن التوترات التي تشهدها شبه الجزيرة الكورية هي الأسوأ منذ عام 1994، عندما كانت بيونج يانج وواشنطن على شفا الدخول في حرب ضد بعضهما البعض. ورأت "الإيكونوميست" أن ثمة سؤالين يطرحان نفسهما في هذا الصدد: ما العمل إزاء كل هذه الاستفزازات؟ وكيف يكون الرد؟، قائلة إن الإجابة على أي منهما ليست بالأمر السهل، مشيرة إلى محاولات البيت الأبيض التقليل من أهمية هذا التصعيد، بالحديث عن "الفصل بين الأقوال والأفعال" والقول أن جانبا كبيرا من التهديدات لا تتجاوز كونها مجرد جعجعة بلا طحن لا سيما تلك التي تتعلق بضرب أراضي أمريكية. وأشارت المجلة البريطانية إلى أن المسألة تتطلب سنوات حتى تمتلك كوريا الشمالية التقنية اللازمة لإطلاق صواريخ تحمل رؤوسا نووية، لافتة إلى عدم استعداد كوريا الشمالية في الوقت الراهن إلى خوض حرب؛ فهي لم تصدر بعد أوامر تعبئة لجيشها الذي يبلغ تعداده 1ر1 مليون مقاتل، كما أن أجواء العاصمة بيونج يانج حاليا ليست أجواء حرب. وحذرت "الإيكونوميست" من مغبة سوء تقدير الولاياتالمتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية للموقف، قائلة إنه حتى إذا لم تستخدم بيونج يانج صورايخا نووية فإن حربا على شبه الجزيرة الكورية المزدحمة بالسكان من شأنها أن تكون ذات نتائج كارثية على المستويين الإنساني والاقتصادي على السواء. واختتمت المجلة تعليقها بالقول إن محاولات إثناء كوريا الشمالية عن سلوكها التصعيدي باءت حتى الآن بالفشل، لكن مع ظهور الصين تبقى ثمة محاولات ممكنة.