كتبت هالة مصطفى الجريدة - تشير أحد الأبحاث العلمية الى الفوائد الكبيرة التي يمكن تحقيقها بتجنب تناول اللحوم الحمراء، وتعويضها بأنواع أخرى من البروتينات. حيث تتسبب اللحوم الحمراء في عدد من المشاكل الصحية منها زيادة خطر الاصابة بسرطان القولون والمستقيم. وهكذا يمكن القول أن تعبير "التناول الصحي للحوم" أصبح اليوم متناقضا. واستند البحث الى دراستين مستمرتين طويلتي الأمد من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد استمرتا على مدى عقود؛ الأولى عن صحة الممرضات، والثانية لذوي المهن الصحية. وقال الدكتور فرانك هيو، الأستاذ بالتغذية في كلية الصحة العامة بهارفارد وأحد الباحثين المشرفين على الدراسة، أن الدراسة "تقدم دليلا واضحا على أن تناول اللحوم الحمراء بانتظام، وخصوصا المعالجة صناعيا، يساهم بشكل كبير في الوفاة المبكرة". حيث أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا اللحوم الحمراء كانوا أكثر تعرضا للوفاة المبكرة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان في الغالب. وبعد 28 عاما من المتابعة توفي 24 ألفا من المشاركين والمشاركات في الدراستين بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. وتوصل البحث الى أن تناول حصة اضافية من اللحوم الحمراء يوميا زاد من خطر الوفاة بنسبة 13%. وزادت النسبة الى 20% في حالة اللحوم المعالجة صناعيا. وعن ذلك يقول الدكتور والتر ويليت، الباحث الأقدم في فريق البحث ورئيس قسمي التغذية وعلم الأوبئة في كلية الصحة العامة "ان كان احتمال وفاة شخص عمره 60 سنة خلال السنوات ال25 اللاحقة يبلغ 50%، فأن اضافة حصة واحدة من اللحوم الحمراء يوميا تزيد الخطر الى 57%. واضافة حصتين تزيده الى 63%". وترى الدراسة أنه يمكن تقليل تناول اللحوم الحمراء الى نصف الحصة اليومية لها، أونصة أو نصف أونصة. والأونصة تمثل حوالي 29 جراما، وتماثل حجم علبة من ورق اللعب. ويمكنك وضع ثلاثة أونصات من اللحم في راحة يدك. وتشير الدراسة أيضا الى بدائل مكافئة من البروتينات الصحية تحقق فوائد أكبر؛ كالسمك، والدجاج، والمكسرات، والبقول، ومنتجات الألبان قليلة الدسم. وقد أثبتت النتائج تقليل المخاطر بنسبة 7% عند التعويض بالسمك، و14% بالدجاج، و19% بالمكسرات.