تحدث الغيبوبة الكبدية فى المراحل المتقدمة لمرضى التليف الكبدى الغير متكافئ نظرا لعدم قدرة الكبد على التخلص من السموم النيتوجينية المختلفة وعلى رأسها الأمونيا . ومادة الأمونيا يتم تحويلها الى يوريا بواسطة الكبد السليم ويتم التخلص منها بواسطة الكليتين. وتراكم المواد النيتروجينية والعضوية السامة فى الدم يصل الى المخ ويؤدي الى الغيبوبة الكبدية. وهناك عوامل مساعدة تؤدي الى حدوث الغيبوبة الكبدية منها تناول كميات كبيرة من البروتينات الحيوانية وعدم قدرة الكبد على التعامل معها وتحويل الأمونيا الناتجة الى يوريا .. وهناك ايضا الأمساك الشديدكعامل يساعد على أمتصاص كمية أكبر من الأمونيا الناتجة من تأثير البكتيريا على البروتينات الموجودة بالأمعاء . ومن الأسباب المؤدية الى الغيبوبة الكبدية النزيف الناتج من دوالى المرئ و المعدة وما يصاحبه من وجود كميات كبيرة من الدم والذى يمثل مصدرا للبروتين يتولد منه أمونيا. ومن الممكن حدوث الغيبوبة الكبدية نتيجة للأستخدام العشوائى الغير مقنن طبيا لمدرات مع تجاوز الجرعات المصوفة ممايؤدى الى نقص البوتاسيوم وحمضية الدم مع حدوث الغيبوبة الكبدية.. وايضا يؤدى الأسهال الشديد ونقص الأملاح الهامة او الألتهاب البريتونى الأولى الي حدوث الغيبوبة الكبدية. ويؤدي أيضا بذل كميات كبيرة من السائل البريتونى أو الأستسقاء الي حدوث الكباد المخى. والنظام العلاجى والغذائي الطبي الأمثل لمثل هذه الحالات هو كالأتى : تقليل او منع البروتينات الحيوانية مثل اللحوم والطيور والأسماك حسب شدة الحالة وذلك لفترة حتى تتحسن درجة وعي المريض.. مع تعويض ذلك بالبروتينات التى تحتوي على الأحماض الأمينية الغير ضارة ذات السلسلة المتفرعة التى لاتؤثر سلبيا على المخ وتحسن درجة وعى المريض أما عن طريق المحاليل أو عن طريق اللأنبوبة المعدية عمل غسيل قولوني بواسطة شراب اللاكتيلوز على فترات متقاربة حسب شدة الحالة وتعطي أيضا هذه المادة عن طريق الفم لأنها تعوق أمتصاص الأمونيا والسموم النيتروجينية الأخرى أعطاء مضادات حيوية لاتمتص مثل النيوميسين أو المترونيدازول عن طريق الفم أو الرايل لتقليل تكوين الأمونيا بالأمعاء والقولون وللقضاء على البكتيريا المكونة لها ويجب على الطبيب علاج السبب المؤدي الى الغيبوبة اذا وجد مثل الأسهال و الألتهاب البريتوني الأولى ونزيف الجهاز الهضمى العلوى. ويتحتم وقف مدرات البول عند حدوث بداية أعراض الغيبوبة الكبدية لأن نقص البوتاسيوم بسبب هذه المدرات يؤدي الى الغيبوبة الكبدية. وبعد أن يتحسن وعى المريض ويعود الى سابق تركيزه واتزانه يجب التدرج بعد ذلك باعطاء المريض كميات صغيرة من البروتين تزداد تدريجيا حتى تصل لمعدلها السابق حوالى 60جرام يوميا حتى لايحدث هزال وضعف نتيجة للتوازن النيتروجينى السلبي. واذا لم يتحمل المريض البروتين الحيوانى يمكن الستعاضة عنه بالبروتينات النباتية الأقل تكوينا للأمونيا عن مثيلاتها الحيوانية مثل الفول واللوبيا والعدس والبقوليات الأخري. وجدير بالذكر أن منتجات الألبان وخاصة اللبن الرايب والزبادي أكثر أنواع البروتينات الحيوانية تحملا من قبل مريض الكبد غير متكافئ كما أن هذه المواد تحتوى على محفزات حيوية تحسن المناعة لدى المرضى وتجعل البراز حمضى مما يقلل من البكتيريا الضارة المكونة للأمونيافى الأمعاء. ويوجد أيضا أكياس طبية تحتوى على الأحماض الأمينية الغير عضوية وذات السلسة المتفرعة التى تحسن من درجة وعى المريض ويمكن أستخدامها بصفة منتظمة لمرضى الغيبوبة الكبدية المتكررة خاصة الذين لايتحملون البروتينات الحيوانية.