داء كرون هو أحد أمراض التهابات الأمعاء الذي تظهر أعراضه كآلآم في البطن وإسهال حال قد يسببان سوء تغذية. يحدث هذا الداء نتيجة وجود إلتهاب ببطانة الجهاز الهضمي يتخلل عميقاً في طبقات الأنسجة المصابة، ليسبب ألماً ووهناً وأحياناً مضاعفات قد تهدد الحياة. على الرغم أنه، ولغاية الآن، لم يتم التوصل إلى علاج لداء كرون، إلا أن هنالك بعض الأدوية التي قد تسهم كثيراً في التخفيف من أعراضه وقد تمنح المصاب به حياة لا يعكر صفوها كثيراً أعراض الداء، فهي تساعد العديد من المصابين بالداء على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. لكن ما هي أعراض داء كرون؟ قد تتراوح أعراض داء كرون من كونها بسيطة إلى حادة، وقد تظهر بشكل تدريجي أو تظهر بشكل مفاجئ دون أي سابق إنذار، فقد يمر المصاب بفترات لا تظهر بها عليه أعراض الداء. ومن أهم أعراضه: · الإسهال: الإسهال هو من أكثر أعراض داء كرون شيوعاً، فهو يحدث نتيجة دفع الالتهاب الذي يحدثه داء كرون في خلايا الأنسجة المتضررة من الأمعاء إلى إفرازها لكميات كبيرة من الماء والملح، ولأن القولون لا يستطيع امتصاص كل هذه الكميات الإضافية من السوائل، فسيصاب المرء بالإسهال. وكما تساهم التقلصات المعوية بتكون براز مائي القوام. · ألم ومغص في البطن: قد تسبب الالتهابات والتقرحات لبعض أجزاء جدار الأمعاء الانتفاخ، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة سماكتها ويخلف بها ندوباً. وكما قد تسبب حركة الغذاء في الجهاز الهضمي ألماً ومغصاً. وفي الحالات الأكثر تطوراً من داء كرون، يكون الألم حاداً ويرافقه غثيان وقيء. · دم في البراز: تسبب حركة الغذاء خلال الجهاز الهضمي نزف الأنسجة الملتهبة، وقد تنزف الأنسجة الملتهبة من تلقاء ذاتها. قد يلاحظ المريض وجود دم أحمر فاتح اللون في المرحاض أو دم أغمق لوناً مختلطاً ببراز. وقد لا يكون الدم ظاهراً. · القرحة: قد تظهر تقرحات صغيرة على جدار الأمعاء تزداد حجماً مع مرور الزمن لتتخلخل في طبقات جدران الأمعاء وقد تخترقها. وكما قد تظهر بعض التقرحات في الفم أيضاً. · فقدان الوزن والشهية: قد تؤثر آلام البطن والمغص والالتهابات جدران الأمعاء على الشهية وعلى قدرة الجسم على الهضم وامتصاص المغذيات. · وكما قد يعاني البعض من: § الحمى § التعب § التهاب المفاصل § التهاب العين § مشاكل جلدية § التهاب الكبد أو القنوات الصفراوية § تأخر النمو أو التطور الجنسي عند الأطفال لكن متى يتوجب عليك استشارة الطبيب: يتوجب عليك مراجعة الطبيب إن تغيرت عادات حركة أمعاءك بشكل دائم أو إن ظهرت عليك أي من علامات أو أعراض داء كرون، مثل : · آلام البطن · ظهور الدم في البراز · نوبات من الإسهال لا تستجيب للأدوية · حمى دون سبب تستمر لأكثر من يوم أو يومين الأسباب لم يتمكن إلى الآن من معرفة السبب الرئيسي وراء داء كرون. ففي السابق، كان يعتقد أن التوتر والنظام الغذائي المتبع هما سبب الداء، ولكنه قد أصبح جلياً الآن أن هذه فقط من العوامل التي تفاقم من الداء ولكن لا تسببه. حالياً يعتقد الباحثون بوجود عدد من العوامل المسببة له مثل: · نظام المناعة: من المحتمل أن تسبب الفيروسات أو البكتيريا داء كرون. فعندما يحاول جهاز المناعة محاربة الكائنة الحية الدقيقة الغازية، يصاب الجهاز الهضمي بالالتهاب. يعتقد العديد من الباحثين حالياً أن فرط استجابة الجهاز المناعي عند بعض الأفراد للبكتريا التي تعيش في الأمعاء هو السبب وراء إصابة البعض بهذا الداء. · العوامل الوراثية: يترافق وجود الطفرة الوراثية في الجين "nod2" كثيراً مع المصابين بداء كرون، وكما يترافق مع زيادة احتمالات الحاجة إلى الخضوع إلى عملية جراحية مع داء كرون. وما زال العلماء يواصلون البحث عن طفرات جينية جينية أخرى قد تلعب دوراً في الإصابة بداء كرون. العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بداء كرون: · العمر: قد يصاب الشخص في أي عمر بداء كرون، ولكنه يكون أكثر عرضة للإصابة به في مقتبل العمر. ففي العادة يتم تشخيص الداء لدى من تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين. · التاريخ الطبي العائلي: ستكون أكثر عرضة للإصابة بداء كرون إن كان أحد والديك أو إخوتك مصاباً به. تقريباً واحد من كل خمسة أشخاص مصابين بداء كرون له أقارب مصابين به. · التدخين: إن التدخين هو من أهم عوامل الخطورة التي يمكن السيطرة عليها لمنع الإصابة بداء كرون، كما أنه يزيد التدخين من خطورة الداء ومن مخاطر الجراحة. لذا فإن كان المريض مدخناً، فيجب عليه التوقف والتحدث مه الطبيب بهذا الخصوص. · مكان السكن: إذا كنت تعيش في منطقة حضرية أو في بلد صناعي، فأنت ستكون أكثر عرضة للإصابة بداء كرون وذلك لأن الداء هو أكثر حدوثاً لدى الذين يقطنون في المدن والدول الصناعية. وقد تلعب العوامل البيئية ومن ضمنها الأطعمة المشبعة بالدهون دوراً في حدوث داء كرون. · الأدوية الحاوية على الايزوتريتنون: يعد الايزوتريتنون دواءً قوياً لعلاج حب الشباب التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى. وعلى الرغم من أن السبب وراء ذلك وتأثيره لم يثبت بعد، إلا أن الدراسات قد أكدت ارتباط أمراض التهاب الأمعاء مع استخدام الأيزوتريتينوين. · مضادات الالتهابات اللاسترويدية (nsaids): على الرغم من أن هذه الأدوية مثل الأيبوبروفين والنابروكسين والديكلوفيناك والبيروكسيكام وغيرها لم يثبت تسببها في داء كرون، فإنها يمكن أن يسبب علامات وأعراض مشابهة. بالإضافة إلى ذلك، فإنها ممكن أتزيد حالة الداء سوءاً. لكن ماذا يمكن أن يقوم المريض به للسيطرة على الداء؟ قد يشعر المريض بعجزه أحياناً عندما يتعلق الأمر بداء كرون، لكن بعض التغييرات البسيطة على أنماط غذائه وعاداته اليومية قد تسهم في السيطرة عليه وعلى أعراضه. النظام الغذائي لا يوجد أي دليل حازم بأن ما تأكله سيسبب إلتهاب الأمعاء، ولكن بعض الأطعمة والمشروبات قد تزيد من سوء أعراض الداء، وخاصة عند تهيج الحالة لدى المصاب. فإن اعتقدت أن هنالك بعض الأطعمة أو المشروبات التي قد تزيد من حالتك سوءاً، فحاول أن تميزها وتتجنبها. قد تساعدك الإرشادات الغذائية التالية في إتباع نظام غذائي صحي يتناسب وداء كرون: § الحد من تناول منتجات الألبان: مثل العديد من الأفراد المصابين بالتهابات الأمعاء، فستجد أن المشاكل مثل الاسهال والمغص والانتفاخ ستتحسن عندما تمتنع عن تناول منتجات الألبان. § تناول الأطعمة قليلة الدسم: إن أصاب مرض كرون الأمعاء الدقيقة، فقد لا يتمكن المريض من هضم أو امتصاص الدهون بشكل طبيعي. بل إن الدهون التي تمر عبر الأمعاء تزيد من حالة الإسهال سوءاً. من الأطعمة التي تسبب المشاكل الزبدة والسمنة والصلصات ذات القوام القشدي والأطعمة المقلية § الألياف: تعد الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة هي أساس الغذاء الصحي لمعظم الناس. ولكن عند المصاب بأمراض التهابات الأمعاء، فإنها قد تزيد من سوء حالة الإسهال وتزيد الانتفاخ والمغص. في حال كانت الخضروات والفواكه الطازجه تسبب لك ضيقاً فحاول أن تطهوها بالبخار أو الشواء. وأيضاً يجب أن تحاول معرفة ما هي الفواكه والخضار التي لا تناسب جسمك لكي تتجنبها في المستقبل. في العادة يتوجب على مرضى كرون تجنب القرنبيط والملفوف والبروكلي والمكسرات والحبوب والذرة. § تناول وجبات صغيرة الحجم: قد يشعر المصاب بداء كرون بالراحة أكثر إن تناول من خمس إلى ست وجبات صغيرة في اليوم عوضاً عن تناول وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة. § الإكثار من السوائل: حاول تناول الكثير من السوائل في اليوم. أفضلها الماء. تهيج المشروبات الحاوية على الكحول أو الكافيين أمعاءك وتزيد من سوء حالة الإسهال بينما تسبب المشروبات الغازية الشعور بالانتفاخ. § الفيتامينات: يؤثر داء كرون على قدرة جسمك على امتصاص المغذيات ولأن ما تستطيع أكله قد يكون محدوداً، فقد تساعدك الفيتامينات والمكملات الغذائية على تجاوز النقص. § استشارة أخصائي تغذية: إن بدأت بفقدان الوزن أو أن ما تستطيع تناوله قد أصبح محدوداً، فاستشر أخصائي التغذية