تنسيق الجامعات 2025.. التعليم العالي تنشر دليلًا إرشاديًا لتنسيق القبول بالجامعات الحكومية والمعاهد في "سؤال وجواب"    تنسيق الجامعات 2025.. التعليم العالي تنشر انفوجرافات حول تنسيق القبول بالجامعات الحكومية والمعاهد في "سؤال وجواب"    د. يسري جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة ومكانتها في البيت والمجتمع    وزير العمل عن دمج وتوظيف ذوي الهمم: قضية تحتاج تكاتف المؤسسات    جامعة بنها: طفرة غير مسبوقة في الأنشطة الطلابية خلال 2024 - 2025    هولندا تقدم تمويلات تنموية لمصر بقيمة تتجاوز 407 مليون يورو    "الإصلاح الزراعي" تواصل دعم المنتفعين وإزالة التعديات وتحصيل المستحقات    «اقتصادية قناة السويس» تبحث تخصيص مساحة جديدة لمجموعة «تيدا» الصينية    غدا.. ضعف المياه بحى شرق وغرب سوهاج لأعمال الاحلال والتجديد    ماذا ورد في البيان السوري الفرنسي الأمريكي بشأن السويداء وقوات سوريا الديمقراطية؟    مصر ترحب بإعلان الرئيس الفرنسي اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية    حرائق الغابات تحاصر ساحل البحر المتوسط في تركيا والحكومة تعلن منطقتي كوارث    فيريرا يُلقي محاضرة فنية على لاعبي الزمالك قبل ودية وادي دجلة    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 4 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    32 ألف شخص شاهدوا الشاطر في دور العرض أمس.. و6 ل سيكو سيكو    عرض أفلام تسجيلية وندوة ثقافية بنادي سينما أوبرا دمنهور ضمن فعاليات تراثك ميراثك    ب"فستان قصير"..أحدث ظهور ل نرمين الفقي بمنزلها والجمهور يغازلها (صور)    هل يقبل عمل قاطع الرحم؟ د. يسري جبر يجيب    مشروبات الصيف المنعشة.. بين المذاق الساحر والفوائد الصحية    وكيلة "الصحة" توجه بتوسيع خدمات الكُلى بمستشفى الحميات بالإسماعيلية    وزير الاستثمار يلتقي مسئولي 4 شركات يابانية لاستعراض خططها الاستثمارية في مصر    طريقة عمل الكيكة، هشة وطرية ومذاقها لا يقاوم    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    برنامج تأهيلي مكثف لنجم الهلال السعودي    زيلينسكي: دفاعاتنا تصد الهجوم الروسي خلال الصيف    «حماة الوطن» يحشد الآلاف في سوهاج لدعم مرشحيه بانتخابات الشيوخ 2025    قصور الثقافة تختتم ملتقى فنون البادية التاسع بشمال سيناء    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    استشهاد شخص في استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لسيارة في جنوب لبنان    بيراميدز يتجه إلى إسطنبول لمواجهة قاسم باشا    رحيل هالك هوجان| جسد أسطوري أنهكته الجراح وسكتة قلبية أنهت المسيرة    مصرع شخصين وإصابة آخرين إثر حادث تصادم في الطريق الزراعي بالشرقية    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    ضبط 596 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة خلال 24 ساعة    شقيقة مسلم: عاوزة العلاقات بينا ترجع تاني.. ومستعدة أبوس دماغة ونتصالح    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    وزارة الداخلية تواصل حملاتها المكثفة لضبط الأسواق والتصدى الحاسم لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز الحر    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    بطابع شكسبير.. جميلة عوض بطلة فيلم والدها | خاص    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    انخفاض أسعار الحديد وارتفاع الأسمنت اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره السنغالي    بعد إثارته للجدل.. أحمد فتوح يغلق حسابه على "إنستجرام"    مواعيد مباريات الجمعة 25 يوليو - الأهلي ضد البنزرتي.. والسوبر الأردني    عالم أزهري يدعو الشباب لاغتنام خمس فرص في الحياة    غدا، قطع الكهرباء عن 9 مناطق فى قنا    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    «مشتغلش ليه!».. رد ناري من مصطفى يونس بشأن عمله في قناة الزمالك    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    الآلاف يحيون الليلة الختامية لمولد أبي العباس المرسي بالإسكندرية.. فيديو    سعاد صالح: القوامة ليست تشريفًا أو سيطرة وإذلال ويمكن أن تنتقل للمرأة    دعاء يوم الجمعة.. كلمات مستجابة تفتح لك أبواب الرحمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشاكل تتعرض لها المرأة فى عالمنا العربى

كثيراً ما تكون المرأة عرضة لاضطرابات نفسية تفاعلية نتيجة تعرضها لسوء معاملة من قِبل الرجال في حياتها. وتعاني المرأة في كل مكان من العالم من تسلّط الرجال عليها، سواء كان هؤلاء الرجال، آباء، أخوة أو أزواجاً، والأزواج أكثر الاشخاص الذكور الذين تُعاني منهم المرأة من سوء المعاملة، نظراً للعلاقة المعُقّدة التي تربط المرأة والرجل بعقد الزواج.
وتعاني المرأة الزوجة كثيراً من سوء سلوك الزوج معها، لأن بعض الأزواج يعتقد بأنه امتلك المرأة تماماً ويستطيع أن يفعل بها ما يشاء.!
ربما تكون المرأة في مجتمعاتنا العربية أكثر معاناةً نظراً للصعوبات التي تواجه المرأة المطلقة أو المرأة التي ترفض العيش مع زوجها. وتمر عليّ قصص متعددة لعلاقات سيئة بين رجال وزوجاتهم ، تكون المرأة فيه هي الجانب الذي يتألم و يُعاني بشكلٍ كبير، ولكنها لا تستطيع أن تسير بعيداً عن زوجها الذي يتولى أذيتها النفسية.

هناك امرأة كان زوجها يُعاني من اضطراب الضلالات الذُهانية، وهي عبارة عن شكوك مرضية؛ حيث يعتقد الزوج بأن زوجته تخونه، برغم أن ليس لديه أي دليل على ذلك، فهو يمنع عنها زيارة الرجال، حتى أشقائها والأقارب المحارم من الرجال، ومع كل هذا يشك بأن ابنته الكبرى ليست ابنته، ويطلب من هذه الابنة التي لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة أن لا تجلس معهم على الطعام ولا تجلس مع بقية أفراد العائلة عند مشاهدة التليفزيون، ودائماً يضطهد هذه الابنة لأنه – حسب شكوكه – يعتقد بأنها ليست ابنته، لذلك دائماً ينعتها بالفاظ قاسية وأنها لا تُشبهه لأنها ليست ابنته.
تصوروا هذه الطفلة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة وهي تسمع من والدها الذي يُفترض أن يكون هو من يُخفّف عنها المشاكل التي تواجهها في مراهقتها.
كانت حياة الأسرة أجمع جحيماً لا يُطاق، فالزوجة التي يُمطرها زوجها بوابلٍ من الاتهامات كل يوم عن خيانتها له ويمنع عنها المصروف، برغم أن دخله الشهري جيد، ولكن لا يُعطي الزوجة والأطفال أي مبلغ مالي. هذا التصّرف جعل الزوجة تطلب علاج زوجها من الاضطراب المرضي الذي يُعاني منه. فعلاً تم إدخاله إلى احدى المصحات المتخصصة في علاج الاضطرابات النفسية، لكن عائلته أخرجته من المصح ليعود مرةً آخرى ليُعذّب زوجته وأبناءه الضعاف.
وعندما أصبح شكه لا يُطاق طلقّ زوجته وطردها من المنزل، ونظراً لأن الزوجة فقيرة وليس لها أي مُعين وعائلتها تُعاني الفاقة الشديدة، فقد اضطرت لأن تستجدي بعض المحسنين وأستأجرت منزلاً بسيطاً دفع لها القسط الأول أحد المحسنين ولكن لم تجد ما تفرش به منزلها، هي وأطفالها، وساعدها بعض الأقارب بفرشٍ مستخدم لتفرش به المنزل الصغير القديم الذي أستأجرته. وبعد فترة اعتذر المحسن الذي تبرع لها بنصف الإيجار، بأنه لا يستطيع أن يدفع لها القسط الثاني من الايجار، ووجدت نفسها في وضعٍ لا تعرف ماذا تصنع في أولادها ونفسها من دون أي معين. وتم تحويلها إلى الشؤون الاجتماعية الذين قاموا بصرف مبلغ 2000 ريال شهرياً مصاريف لها ولأولادها الذين لا يكفيهم خبزاً، فضلاً عن أن لا أثاث في منزلها وليس للأولاد ملابس ومصاريف للمدرسة. أضطرت أخيراً أن تطلب من أقارب لها أن يقُنعوا زوجها بإرجاعها إلى عصمته مرةً أخرى!. كانت كالمسُتغيث من الرمضاء بالنارِ. كانت تعرف بأن الحياة مع زوجها أمرٌ في غاية الصعوبة. وافق الزوج على أن يُعيدها بشروطٍ قاسية. في أول قائمة الشروط التي قبل أن يُعيد الزوج زوجته؛ هي أن تقطع علاقتها بجميع أفراد عائلتها؛ والدها ووالدتها واشقائها وشقيقاتها، وكذلك جيرانها، أخبرت الجميع بأنها لا تُريد أن يزورها أحد أو أن تزور أحداً. وعندما علم أنها تقبض المعونة الشهرية من الشؤون الاجتماعية منع عنها أي مبلغ، وأكتفى بأن يسمح لزوجته وأولاده بالسكن معه في منزله أما أي مصاريف فقد رفع يده عن أي مسؤولية مادية في المنزل. تحاول أن تخبره الزوجة بأن الألفي ريال لا تكفي للغذاء والملابس لجميع من في المنزل، لكنه يمتنع عن دفع أي مبلغ إضافة لما تتقضاه من الشؤون الاجتماعية.
هذه المرأة وابنتها التي يرفض والدها أن يُعاملها معاملة حسنة، أصبحتا مريضتين نفسياً؛ مريضتين بالاكتئاب ويتناولان الأدوية المضادة للاكتئاب!. هاتان المرأتان كانتا في غنى عن الوصول إلى حالة المرض النفسي لو أن الرجل الذي يسّير أمور حياتهما عاملهما معاملة حسنة، وربما لو أن أهل الزوج تركوه كي يتعالج من اضطرابه النفسي، الذي قلب حياة أسرته رأساً على عقب، وجعل زوجته وابنته تُصبحان مريضتين نفسيتين.
***********
حالة هذه المرأة ليست هي الاستثناء فمثل هذه المرأة نساء كثيرات يُعانين من الاضطرابات النفسية بسبب معاناتهن من قِبل رجال، سواء كانوا أباء أو أخوة أو أقارب أو ازواج. سيدة في العقد الثالث من العمر كانت تُعاني من زوجها المدمن على الكحول. كان هذا الزوج في كل مساء يحضر إلى منزله مجموعة من زملائه ليشربوا الخمر ويسكرون وهم بالطبع معهم. كانت هذه السيدة تُعاني من خوفٍ شديد هي وبناتها الثلاث اللاتي كنّ يتجمدن من الخوف بسبب عدم قدرتهن على تفّهم ما الذي يحدث لوالدهن و هؤلاء الرجال من سلوكيات غريبة!. هذه السيدة و بناتها أردن الخروج من دواّمة هذا الخوف اليومي إلى الذهاب عند أهلها – أهل الزوجة – ولكن عندما ذهبت الزوجة وبناتها إلى منزل أهل الزوجة، بدأت عائلتها بمعاملتها بشك وريبة وأي سلوك يُفسّر على أنه سلوك مُريب، وبدأ الأهل يُشددون على ابنتهم في خروجها ودخولها، ما جعل المرأة التي هربت من زوجها بسبب تعاطيه الكحول والخوف على بناتها من الأشخاص الذين يسهرون مع زوجها، تعود إلى زوجها مرةً آخرى ليشملها المثل القائل "نارك ولا جنة أهلي". تعامل أهل هذه السيدة معها جعلها تعود مرةً أخرى إلى نار زوجها ولا جنة أهلها. هذه السيدة أصبحت أيضاً مريضة نفسية بالاكتئاب وتتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، ولا أحد يعلم ماذا سوف يكون مصير بناتها الثلاث!.
***********
سيدة ثالثة من القائمة الطويلة للسيدات اللاتي يذهبن ضحية لمرض الزوج. هذه الزوجة تعمل مُعلمة، ومتزوجة ولديها خمسة أطفال. مشكلة زوجها هي الشكوك المرضية ومع ذلك يرفض العلاج ويدّعي بأنه لا يُعاني من أي مرض أو اضطراب نفسي. يُراقب زوجته في كل حركة من تحركاتها. يضع آلة تسجيل في كل مكانٍ في المنزل. وإذا كانت مريضة وتغيّبت عن العمل فإنه يشك بأنها فعلت ذلك لأنها تواعد رجلاً لتُقابله في غيابه. يُفاجئها في كل يوم في وقتٍ مختلف لكي يرى مع من تتكلم، يفتش هاتفها المحمول ليرى من اتصل بها وما هي الرسائل التي وصلتها ويقرأ كل ما في هاتفها من رسائل؛ سواءً كانت الرسائل المرسلة أو الرسائل التى تصل لها. يشك أحياناً في أسماء صديقاتها اللاتي تسجّلها الزوجة وتُخزنّها في هاتفها المحمول. مرات كثيرة يتهمها الزوج بأنها تخونه مع أشخاص لا يعرف من هم!. في مرةٍ اتهمها بخيانته وأعتدى عليها بالضرب فما كان منها إلا أن تركت المنزل وذهبت إلى منزل أهلها الذين غضبوا كثيراً لما يقوله الزوج عن ابنتهم ورفضوا أن تعود إليه مرةً آخرى إلا بعد أن تعهّد بألا يعود لمثل هذه الاتهامات لابنتهم. لكن الأمر كان أكثر من عادةٍ أو أمر طارئ، الأمر كان مرضاً نفسياً، لذا سرُعان ماعاد الزوج إلى سلوكه من الشك المرضي بزوجته وعادت الزوجة للمعاناة ولا تُريد أن تُنهي حياتها الزوجية – برغم العذاب الذي تعيشه جراّء شكوك الزوج المرضي – وتهدم بيتها وهناك خمسة أطفال بينهما، ربما سيضيعون لو انفصلت عن والدهم..!
***********
هذه عينات من حياة نساء كثيرات يُعانين من جراّء اضطرابات نفسية لرجالٍ مسؤولين عنهم، سواء كان هؤلاء الرجال، آباء أو أخوة أو أزواجاً، ويرفضون الذهاب للعيادة النفسية نظراً لأنهم لا يعترفون بأنهم يُعانون من أي اضطرابات نفسية وتبقى المرأة وربما الأطفال يعانون من نتاج سلوكيات هؤلاء الاشخاص الذين يُعطيهم المجتمع الحق في التحّكم في مصير هذه العائلات. إننا بحاجة إلى أن نُدرك مدى المعاناة التي تعُاني منها المرأة وربما كذلك الأطفال ولا يجدون من يساعدهم على الخروج من هذه الدواّمة التي يعيشونها.. وربما بقوا سنواتٍ طويلة فيها ولا تلوح بارقة أمل في الخروج من هذه الدواّمة.كثيراً ما تكون المرأة عرضة لاضطرابات نفسية تفاعلية نتيجة تعرضها لسوء معاملة من قِبل الرجال في حياتها. وتعاني المرأة في كل مكان من العالم من تسلّط الرجال عليها، سواء كان هؤلاء الرجال، آباء، أخوة أو أزواجاً، والأزواج أكثر الاشخاص الذكور الذين تُعاني منهم المرأة من سوء المعاملة، نظراً للعلاقة المعُقّدة التي تربط المرأة والرجل بعقد الزواج.
وتعاني المرأة الزوجة كثيراً من سوء سلوك الزوج معها، لأن بعض الأزواج يعتقد بأنه امتلك المرأة تماماً ويستطيع أن يفعل بها ما يشاء.!
ربما تكون المرأة في مجتمعاتنا العربية أكثر معاناةً نظراً للصعوبات التي تواجه المرأة المطلقة أو المرأة التي ترفض العيش مع زوجها. وتمر عليّ قصص متعددة لعلاقات سيئة بين رجال وزوجاتهم ، تكون المرأة فيه هي الجانب الذي يتألم و يُعاني بشكلٍ كبير، ولكنها لا تستطيع أن تسير بعيداً عن زوجها الذي يتولى أذيتها النفسية.

هناك امرأة كان زوجها يُعاني من اضطراب الضلالات الذُهانية، وهي عبارة عن شكوك مرضية؛ حيث يعتقد الزوج بأن زوجته تخونه، برغم أن ليس لديه أي دليل على ذلك، فهو يمنع عنها زيارة الرجال، حتى أشقائها والأقارب المحارم من الرجال، ومع كل هذا يشك بأن ابنته الكبرى ليست ابنته، ويطلب من هذه الابنة التي لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة أن لا تجلس معهم على الطعام ولا تجلس مع بقية أفراد العائلة عند مشاهدة التليفزيون، ودائماً يضطهد هذه الابنة لأنه – حسب شكوكه – يعتقد بأنها ليست ابنته، لذلك دائماً ينعتها بالفاظ قاسية وأنها لا تُشبهه لأنها ليست ابنته.
تصوروا هذه الطفلة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة وهي تسمع من والدها الذي يُفترض أن يكون هو من يُخفّف عنها المشاكل التي تواجهها في مراهقتها.
كانت حياة الأسرة أجمع جحيماً لا يُطاق، فالزوجة التي يُمطرها زوجها بوابلٍ من الاتهامات كل يوم عن خيانتها له ويمنع عنها المصروف، برغم أن دخله الشهري جيد، ولكن لا يُعطي الزوجة والأطفال أي مبلغ مالي. هذا التصّرف جعل الزوجة تطلب علاج زوجها من الاضطراب المرضي الذي يُعاني منه. فعلاً تم إدخاله إلى احدى المصحات المتخصصة في علاج الاضطرابات النفسية، لكن عائلته أخرجته من المصح ليعود مرةً آخرى ليُعذّب زوجته وأبناءه الضعاف.
وعندما أصبح شكه لا يُطاق طلقّ زوجته وطردها من المنزل، ونظراً لأن الزوجة فقيرة وليس لها أي مُعين وعائلتها تُعاني الفاقة الشديدة، فقد اضطرت لأن تستجدي بعض المحسنين وأستأجرت منزلاً بسيطاً دفع لها القسط الأول أحد المحسنين ولكن لم تجد ما تفرش به منزلها، هي وأطفالها، وساعدها بعض الأقارب بفرشٍ مستخدم لتفرش به المنزل الصغير القديم الذي أستأجرته. وبعد فترة اعتذر المحسن الذي تبرع لها بنصف الإيجار، بأنه لا يستطيع أن يدفع لها القسط الثاني من الايجار، ووجدت نفسها في وضعٍ لا تعرف ماذا تصنع في أولادها ونفسها من دون أي معين. وتم تحويلها إلى الشؤون الاجتماعية الذين قاموا بصرف مبلغ 2000 ريال شهرياً مصاريف لها ولأولادها الذين لا يكفيهم خبزاً، فضلاً عن أن لا أثاث في منزلها وليس للأولاد ملابس ومصاريف للمدرسة. أضطرت أخيراً أن تطلب من أقارب لها أن يقُنعوا زوجها بإرجاعها إلى عصمته مرةً أخرى!. كانت كالمسُتغيث من الرمضاء بالنارِ. كانت تعرف بأن الحياة مع زوجها أمرٌ في غاية الصعوبة. وافق الزوج على أن يُعيدها بشروطٍ قاسية. في أول قائمة الشروط التي قبل أن يُعيد الزوج زوجته؛ هي أن تقطع علاقتها بجميع أفراد عائلتها؛ والدها ووالدتها واشقائها وشقيقاتها، وكذلك جيرانها، أخبرت الجميع بأنها لا تُريد أن يزورها أحد أو أن تزور أحداً. وعندما علم أنها تقبض المعونة الشهرية من الشؤون الاجتماعية منع عنها أي مبلغ، وأكتفى بأن يسمح لزوجته وأولاده بالسكن معه في منزله أما أي مصاريف فقد رفع يده عن أي مسؤولية مادية في المنزل. تحاول أن تخبره الزوجة بأن الألفي ريال لا تكفي للغذاء والملابس لجميع من في المنزل، لكنه يمتنع عن دفع أي مبلغ إضافة لما تتقضاه من الشؤون الاجتماعية.
هذه المرأة وابنتها التي يرفض والدها أن يُعاملها معاملة حسنة، أصبحتا مريضتين نفسياً؛ مريضتين بالاكتئاب ويتناولان الأدوية المضادة للاكتئاب!. هاتان المرأتان كانتا في غنى عن الوصول إلى حالة المرض النفسي لو أن الرجل الذي يسّير أمور حياتهما عاملهما معاملة حسنة، وربما لو أن أهل الزوج تركوه كي يتعالج من اضطرابه النفسي، الذي قلب حياة أسرته رأساً على عقب، وجعل زوجته وابنته تُصبحان مريضتين نفسيتين.
***********
حالة هذه المرأة ليست هي الاستثناء فمثل هذه المرأة نساء كثيرات يُعانين من الاضطرابات النفسية بسبب معاناتهن من قِبل رجال، سواء كانوا أباء أو أخوة أو أقارب أو ازواج. سيدة في العقد الثالث من العمر كانت تُعاني من زوجها المدمن على الكحول. كان هذا الزوج في كل مساء يحضر إلى منزله مجموعة من زملائه ليشربوا الخمر ويسكرون وهم بالطبع معهم. كانت هذه السيدة تُعاني من خوفٍ شديد هي وبناتها الثلاث اللاتي كنّ يتجمدن من الخوف بسبب عدم قدرتهن على تفّهم ما الذي يحدث لوالدهن و هؤلاء الرجال من سلوكيات غريبة!. هذه السيدة و بناتها أردن الخروج من دواّمة هذا الخوف اليومي إلى الذهاب عند أهلها – أهل الزوجة – ولكن عندما ذهبت الزوجة وبناتها إلى منزل أهل الزوجة، بدأت عائلتها بمعاملتها بشك وريبة وأي سلوك يُفسّر على أنه سلوك مُريب، وبدأ الأهل يُشددون على ابنتهم في خروجها ودخولها، ما جعل المرأة التي هربت من زوجها بسبب تعاطيه الكحول والخوف على بناتها من الأشخاص الذين يسهرون مع زوجها، تعود إلى زوجها مرةً آخرى ليشملها المثل القائل "نارك ولا جنة أهلي". تعامل أهل هذه السيدة معها جعلها تعود مرةً أخرى إلى نار زوجها ولا جنة أهلها. هذه السيدة أصبحت أيضاً مريضة نفسية بالاكتئاب وتتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، ولا أحد يعلم ماذا سوف يكون مصير بناتها الثلاث!.
***********
سيدة ثالثة من القائمة الطويلة للسيدات اللاتي يذهبن ضحية لمرض الزوج. هذه الزوجة تعمل مُعلمة، ومتزوجة ولديها خمسة أطفال. مشكلة زوجها هي الشكوك المرضية ومع ذلك يرفض العلاج ويدّعي بأنه لا يُعاني من أي مرض أو اضطراب نفسي. يُراقب زوجته في كل حركة من تحركاتها. يضع آلة تسجيل في كل مكانٍ في المنزل. وإذا كانت مريضة وتغيّبت عن العمل فإنه يشك بأنها فعلت ذلك لأنها تواعد رجلاً لتُقابله في غيابه. يُفاجئها في كل يوم في وقتٍ مختلف لكي يرى مع من تتكلم، يفتش هاتفها المحمول ليرى من اتصل بها وما هي الرسائل التي وصلتها ويقرأ كل ما في هاتفها من رسائل؛ سواءً كانت الرسائل المرسلة أو الرسائل التى تصل لها. يشك أحياناً في أسماء صديقاتها اللاتي تسجّلها الزوجة وتُخزنّها في هاتفها المحمول. مرات كثيرة يتهمها الزوج بأنها تخونه مع أشخاص لا يعرف من هم!. في مرةٍ اتهمها بخيانته وأعتدى عليها بالضرب فما كان منها إلا أن تركت المنزل وذهبت إلى منزل أهلها الذين غضبوا كثيراً لما يقوله الزوج عن ابنتهم ورفضوا أن تعود إليه مرةً آخرى إلا بعد أن تعهّد بألا يعود لمثل هذه الاتهامات لابنتهم. لكن الأمر كان أكثر من عادةٍ أو أمر طارئ، الأمر كان مرضاً نفسياً، لذا سرُعان ماعاد الزوج إلى سلوكه من الشك المرضي بزوجته وعادت الزوجة للمعاناة ولا تُريد أن تُنهي حياتها الزوجية – برغم العذاب الذي تعيشه جراّء شكوك الزوج المرضي – وتهدم بيتها وهناك خمسة أطفال بينهما، ربما سيضيعون لو انفصلت عن والدهم..!
***********
هذه عينات من حياة نساء كثيرات يُعانين من جراّء اضطرابات نفسية لرجالٍ مسؤولين عنهم، سواء كان هؤلاء الرجال، آباء أو أخوة أو أزواجاً، ويرفضون الذهاب للعيادة النفسية نظراً لأنهم لا يعترفون بأنهم يُعانون من أي اضطرابات نفسية وتبقى المرأة وربما الأطفال يعانون من نتاج سلوكيات هؤلاء الاشخاص الذين يُعطيهم المجتمع الحق في التحّكم في مصير هذه العائلات. إننا بحاجة إلى أن نُدرك مدى المعاناة التي تعُاني منها المرأة وربما كذلك الأطفال ولا يجدون من يساعدهم على الخروج من هذه الدواّمة التي يعيشونها.. وربما بقوا سنواتٍ طويلة فيها ولا تلوح بارقة أمل في الخروج من هذه الدواّمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.