"التعليم": إعلان تنسيق المرحلة الأولى خلال 4 أيام من ظهور نتيجة الثانوية العامة    نشرة التوك شو| قانون الإيجار القديم ينتظر قرار الرئيس السيسي.. و"الزراعة" توفر الأسمدة رغم التحديات    رئيس هيئة الرقابة المالية يعلن إطلاق المختبر التنظيمي للتطبيقات التكنولوجية    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: نريد وقف قتل الأطفال بغزة وإنقاذ من تبقى منهم    أمريكا تسعى لتمديد الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية مع الصين    بزشكيان: مستعدون لصياغة مفهوم الأمن الجماعي المشترك مع جيراننا العرب    أندية سعودية تنافس بنفيكا على ضم جواو فيليكس    بسيناريو جنوني.. إنجلترا تهزم إيطاليا في الوقت القاتل وتتأهل لنهائي يورو السيدات    موندو ديبورتيفو: الخطيب بحث إمكانية مواجهة برشلونة بافتتاح استاد الأهلي خلال زيارة لابورتا    درس حصوله على الجنسية المصرية.. شوبير يكشف مفاجأة بشأن وسام أبو علي    إلى الحبيب الغالي.. رسالة من ممدوح عباس إلى حسن شحاتة    التاسع على الجمهورية بالثانوية: الوزير مكلمنيش والمحافظ جبر خاطري (فيديو وصور)    الثانية على الجمهورية "علمي علوم": "التزامي بالمذاكرة اليومية سر تفوقي"    التاسعة على الجمهورية بالثانوية.. فرحة ياسمين اكتملت بمديرة مدرستها (صور)    ب"فستان تايجر".. أحدث جلسة تصوير جريئة ل نورهان منصور تخطف الأنظار    حدث بالفن| زفاف مخرج ونقل زوج فنانة إلى المستشفى وأحدث أزمات حفلات الساحل الشمالي    بالصور.. صبا مبارك تستمتع بعطلتها الصيفية أمام برج إيفل    «يوليو» في عيون وقحة.. لماذا اعتبرت تل أبيب الثورة تهديدًا استراتيجيًا؟    محافظ بني سويف يهنئ "يوسف سامي" و"وسام بكري" أوائل الجمهورية بالثانوية العامة    زيزو يوجه رسالة لجمهور الأهلي ويتحدث عن أهدافه الفردية    برلمانية: ثورة 23 يوليو بداية بناء الدولة الوطنية الحديثة على أسس العدالة والاستقلال والسيادة الشعبية    افتتاح معرض للمتحف المصري الكبير ببرلين بمشاركة 600 طالب -صور    أحمد سعد يكشف تفاصيل أغنيته الجديدة "اتحسدنا" من ألبوم "بيستهبل"    آمال ماهر تتصدر الترند ب8 أغنيات من ألبومها "حاجة غير"    انطلاق أولى فعاليات ورشة السيناريو "التراث في السينما المصرية الروائية" بالثقافة السينمائية    ما هي كفارة اليمين؟.. أمين الفتوى يجيب    متي تكون فواكه الصيف منعشة ومتى تتحول إلى خطر؟.. استشاري تغذية يوضح    «سانا»: بدء دخول الحافلات إلى السويداء لإخراج العائلات المحتجزة داخل المدينة    رئيس مجلس الشيوخ: حاولنا نقل تقاليد العالم القضائي إلى عالم السياسة    اعتماد أولى وحدات مطروح الصحية للتأمين الشامل.. وتكامل حكومي - مجتمعي لرفع جودة الخدمات    أوكرانيا تراهن على الأصول الروسية والدعم الغربي لتأمين الإنفاق الدفاعي في 2026    محافظ شمال سيناء يفتتح "سوق اليوم الواحد" بالعريش لتوفير السلع بأسعار مخفضة    هل يجوز الوضوء مع ارتداء الخواتم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى: الإيذاء للغير باب خلفي للحرمان من الجنة ولو كان الظاهر عبادة    أهم أخبار الكويت اليوم.. ضبط شبكة فساد في الجمعيات التعاونية    لتعزيز صناعة الدواء بالقارة السمراء.. مصر تدرس إنشاء مصنع دواء مشترك مع زامبيا    حملة للتبرع بالدم فى مديرية أمن أسيوط    هل يواجه المستشار الألماني ضغوطا لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل؟    «انتهت رحلتي».. نجم اتحاد طنجة يوجه رسالة إلى جماهيره قبل الانتقال للزمالك    الجريدة الرسمية تنشر قرارين للرئيس السيسي (تفاصيل)    تقديم الخدمات المجانية ل 4010 حالات ضمن حملة "100 يوم صحة" بالمنيا    وزير قطاع الأعمال يبحث مع هيئة الشراء الموحد التعاون بقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية    أدعية لطلاب الثانوية العامة قبل النتيجة من الشيخ أحمد خليل    رفع الأشجار المتساقطة من شوارع الوايلي غرب القاهرة    وزيرة التخطيط تلتقي ممثلي شركة ميريديام للاستثمار في البنية التحتية لبحث موقف استثمارات الشركة بقطاع الطاقة المتجددة    البورصة المصرية تخسر 12.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    حملة دعم حفظة القرآن الكريم.. بيت الزكاة والصدقات يصل المنوفية لدعم 5400 طفل من حفظة كتاب الله    تنسيق كلية تجارة 2025 علمي وأدبي.. مؤشرات الحد الأدنى للقبول بالجامعات    بعد أيام.. موعد وخطوات ورابط نتيجة الثانوية الأزهرية    فيلم الشاطر ل أمير كرارة يحصد 22.2 مليون جنيه خلال 6 أيام عرض    أحمد عصام عن «كتالوج»: «كنّا أسرة مع بعضينا ووليد الحلفاوي شغل الكاميرا» (فيديو)    استخراج جثامين طفلين من الأشقاء المتوفين في دلجا بالمنيا    اجتماع طارئ بجامعة الدول العربية لبحث الوضع الكارثي في غزة    جهود قطاع الأمن العام خلال 24 ساعة    «الصحة» تبحث التعاون في الذكاء الاصطناعي مع شركة عالمية    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى الرئيس النيجيري    العش: معسكر تونس مفيد.. ونتطلع لموسم قوي مع الأهلي    10 تيسيرات من «الداخلية» للمُتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشاكل تتعرض لها المرأة فى عالمنا العربى

كثيراً ما تكون المرأة عرضة لاضطرابات نفسية تفاعلية نتيجة تعرضها لسوء معاملة من قِبل الرجال في حياتها. وتعاني المرأة في كل مكان من العالم من تسلّط الرجال عليها، سواء كان هؤلاء الرجال، آباء، أخوة أو أزواجاً، والأزواج أكثر الاشخاص الذكور الذين تُعاني منهم المرأة من سوء المعاملة، نظراً للعلاقة المعُقّدة التي تربط المرأة والرجل بعقد الزواج.
وتعاني المرأة الزوجة كثيراً من سوء سلوك الزوج معها، لأن بعض الأزواج يعتقد بأنه امتلك المرأة تماماً ويستطيع أن يفعل بها ما يشاء.!
ربما تكون المرأة في مجتمعاتنا العربية أكثر معاناةً نظراً للصعوبات التي تواجه المرأة المطلقة أو المرأة التي ترفض العيش مع زوجها. وتمر عليّ قصص متعددة لعلاقات سيئة بين رجال وزوجاتهم ، تكون المرأة فيه هي الجانب الذي يتألم و يُعاني بشكلٍ كبير، ولكنها لا تستطيع أن تسير بعيداً عن زوجها الذي يتولى أذيتها النفسية.

هناك امرأة كان زوجها يُعاني من اضطراب الضلالات الذُهانية، وهي عبارة عن شكوك مرضية؛ حيث يعتقد الزوج بأن زوجته تخونه، برغم أن ليس لديه أي دليل على ذلك، فهو يمنع عنها زيارة الرجال، حتى أشقائها والأقارب المحارم من الرجال، ومع كل هذا يشك بأن ابنته الكبرى ليست ابنته، ويطلب من هذه الابنة التي لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة أن لا تجلس معهم على الطعام ولا تجلس مع بقية أفراد العائلة عند مشاهدة التليفزيون، ودائماً يضطهد هذه الابنة لأنه – حسب شكوكه – يعتقد بأنها ليست ابنته، لذلك دائماً ينعتها بالفاظ قاسية وأنها لا تُشبهه لأنها ليست ابنته.
تصوروا هذه الطفلة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة وهي تسمع من والدها الذي يُفترض أن يكون هو من يُخفّف عنها المشاكل التي تواجهها في مراهقتها.
كانت حياة الأسرة أجمع جحيماً لا يُطاق، فالزوجة التي يُمطرها زوجها بوابلٍ من الاتهامات كل يوم عن خيانتها له ويمنع عنها المصروف، برغم أن دخله الشهري جيد، ولكن لا يُعطي الزوجة والأطفال أي مبلغ مالي. هذا التصّرف جعل الزوجة تطلب علاج زوجها من الاضطراب المرضي الذي يُعاني منه. فعلاً تم إدخاله إلى احدى المصحات المتخصصة في علاج الاضطرابات النفسية، لكن عائلته أخرجته من المصح ليعود مرةً آخرى ليُعذّب زوجته وأبناءه الضعاف.
وعندما أصبح شكه لا يُطاق طلقّ زوجته وطردها من المنزل، ونظراً لأن الزوجة فقيرة وليس لها أي مُعين وعائلتها تُعاني الفاقة الشديدة، فقد اضطرت لأن تستجدي بعض المحسنين وأستأجرت منزلاً بسيطاً دفع لها القسط الأول أحد المحسنين ولكن لم تجد ما تفرش به منزلها، هي وأطفالها، وساعدها بعض الأقارب بفرشٍ مستخدم لتفرش به المنزل الصغير القديم الذي أستأجرته. وبعد فترة اعتذر المحسن الذي تبرع لها بنصف الإيجار، بأنه لا يستطيع أن يدفع لها القسط الثاني من الايجار، ووجدت نفسها في وضعٍ لا تعرف ماذا تصنع في أولادها ونفسها من دون أي معين. وتم تحويلها إلى الشؤون الاجتماعية الذين قاموا بصرف مبلغ 2000 ريال شهرياً مصاريف لها ولأولادها الذين لا يكفيهم خبزاً، فضلاً عن أن لا أثاث في منزلها وليس للأولاد ملابس ومصاريف للمدرسة. أضطرت أخيراً أن تطلب من أقارب لها أن يقُنعوا زوجها بإرجاعها إلى عصمته مرةً أخرى!. كانت كالمسُتغيث من الرمضاء بالنارِ. كانت تعرف بأن الحياة مع زوجها أمرٌ في غاية الصعوبة. وافق الزوج على أن يُعيدها بشروطٍ قاسية. في أول قائمة الشروط التي قبل أن يُعيد الزوج زوجته؛ هي أن تقطع علاقتها بجميع أفراد عائلتها؛ والدها ووالدتها واشقائها وشقيقاتها، وكذلك جيرانها، أخبرت الجميع بأنها لا تُريد أن يزورها أحد أو أن تزور أحداً. وعندما علم أنها تقبض المعونة الشهرية من الشؤون الاجتماعية منع عنها أي مبلغ، وأكتفى بأن يسمح لزوجته وأولاده بالسكن معه في منزله أما أي مصاريف فقد رفع يده عن أي مسؤولية مادية في المنزل. تحاول أن تخبره الزوجة بأن الألفي ريال لا تكفي للغذاء والملابس لجميع من في المنزل، لكنه يمتنع عن دفع أي مبلغ إضافة لما تتقضاه من الشؤون الاجتماعية.
هذه المرأة وابنتها التي يرفض والدها أن يُعاملها معاملة حسنة، أصبحتا مريضتين نفسياً؛ مريضتين بالاكتئاب ويتناولان الأدوية المضادة للاكتئاب!. هاتان المرأتان كانتا في غنى عن الوصول إلى حالة المرض النفسي لو أن الرجل الذي يسّير أمور حياتهما عاملهما معاملة حسنة، وربما لو أن أهل الزوج تركوه كي يتعالج من اضطرابه النفسي، الذي قلب حياة أسرته رأساً على عقب، وجعل زوجته وابنته تُصبحان مريضتين نفسيتين.
***********
حالة هذه المرأة ليست هي الاستثناء فمثل هذه المرأة نساء كثيرات يُعانين من الاضطرابات النفسية بسبب معاناتهن من قِبل رجال، سواء كانوا أباء أو أخوة أو أقارب أو ازواج. سيدة في العقد الثالث من العمر كانت تُعاني من زوجها المدمن على الكحول. كان هذا الزوج في كل مساء يحضر إلى منزله مجموعة من زملائه ليشربوا الخمر ويسكرون وهم بالطبع معهم. كانت هذه السيدة تُعاني من خوفٍ شديد هي وبناتها الثلاث اللاتي كنّ يتجمدن من الخوف بسبب عدم قدرتهن على تفّهم ما الذي يحدث لوالدهن و هؤلاء الرجال من سلوكيات غريبة!. هذه السيدة و بناتها أردن الخروج من دواّمة هذا الخوف اليومي إلى الذهاب عند أهلها – أهل الزوجة – ولكن عندما ذهبت الزوجة وبناتها إلى منزل أهل الزوجة، بدأت عائلتها بمعاملتها بشك وريبة وأي سلوك يُفسّر على أنه سلوك مُريب، وبدأ الأهل يُشددون على ابنتهم في خروجها ودخولها، ما جعل المرأة التي هربت من زوجها بسبب تعاطيه الكحول والخوف على بناتها من الأشخاص الذين يسهرون مع زوجها، تعود إلى زوجها مرةً آخرى ليشملها المثل القائل "نارك ولا جنة أهلي". تعامل أهل هذه السيدة معها جعلها تعود مرةً أخرى إلى نار زوجها ولا جنة أهلها. هذه السيدة أصبحت أيضاً مريضة نفسية بالاكتئاب وتتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، ولا أحد يعلم ماذا سوف يكون مصير بناتها الثلاث!.
***********
سيدة ثالثة من القائمة الطويلة للسيدات اللاتي يذهبن ضحية لمرض الزوج. هذه الزوجة تعمل مُعلمة، ومتزوجة ولديها خمسة أطفال. مشكلة زوجها هي الشكوك المرضية ومع ذلك يرفض العلاج ويدّعي بأنه لا يُعاني من أي مرض أو اضطراب نفسي. يُراقب زوجته في كل حركة من تحركاتها. يضع آلة تسجيل في كل مكانٍ في المنزل. وإذا كانت مريضة وتغيّبت عن العمل فإنه يشك بأنها فعلت ذلك لأنها تواعد رجلاً لتُقابله في غيابه. يُفاجئها في كل يوم في وقتٍ مختلف لكي يرى مع من تتكلم، يفتش هاتفها المحمول ليرى من اتصل بها وما هي الرسائل التي وصلتها ويقرأ كل ما في هاتفها من رسائل؛ سواءً كانت الرسائل المرسلة أو الرسائل التى تصل لها. يشك أحياناً في أسماء صديقاتها اللاتي تسجّلها الزوجة وتُخزنّها في هاتفها المحمول. مرات كثيرة يتهمها الزوج بأنها تخونه مع أشخاص لا يعرف من هم!. في مرةٍ اتهمها بخيانته وأعتدى عليها بالضرب فما كان منها إلا أن تركت المنزل وذهبت إلى منزل أهلها الذين غضبوا كثيراً لما يقوله الزوج عن ابنتهم ورفضوا أن تعود إليه مرةً آخرى إلا بعد أن تعهّد بألا يعود لمثل هذه الاتهامات لابنتهم. لكن الأمر كان أكثر من عادةٍ أو أمر طارئ، الأمر كان مرضاً نفسياً، لذا سرُعان ماعاد الزوج إلى سلوكه من الشك المرضي بزوجته وعادت الزوجة للمعاناة ولا تُريد أن تُنهي حياتها الزوجية – برغم العذاب الذي تعيشه جراّء شكوك الزوج المرضي – وتهدم بيتها وهناك خمسة أطفال بينهما، ربما سيضيعون لو انفصلت عن والدهم..!
***********
هذه عينات من حياة نساء كثيرات يُعانين من جراّء اضطرابات نفسية لرجالٍ مسؤولين عنهم، سواء كان هؤلاء الرجال، آباء أو أخوة أو أزواجاً، ويرفضون الذهاب للعيادة النفسية نظراً لأنهم لا يعترفون بأنهم يُعانون من أي اضطرابات نفسية وتبقى المرأة وربما الأطفال يعانون من نتاج سلوكيات هؤلاء الاشخاص الذين يُعطيهم المجتمع الحق في التحّكم في مصير هذه العائلات. إننا بحاجة إلى أن نُدرك مدى المعاناة التي تعُاني منها المرأة وربما كذلك الأطفال ولا يجدون من يساعدهم على الخروج من هذه الدواّمة التي يعيشونها.. وربما بقوا سنواتٍ طويلة فيها ولا تلوح بارقة أمل في الخروج من هذه الدواّمة.كثيراً ما تكون المرأة عرضة لاضطرابات نفسية تفاعلية نتيجة تعرضها لسوء معاملة من قِبل الرجال في حياتها. وتعاني المرأة في كل مكان من العالم من تسلّط الرجال عليها، سواء كان هؤلاء الرجال، آباء، أخوة أو أزواجاً، والأزواج أكثر الاشخاص الذكور الذين تُعاني منهم المرأة من سوء المعاملة، نظراً للعلاقة المعُقّدة التي تربط المرأة والرجل بعقد الزواج.
وتعاني المرأة الزوجة كثيراً من سوء سلوك الزوج معها، لأن بعض الأزواج يعتقد بأنه امتلك المرأة تماماً ويستطيع أن يفعل بها ما يشاء.!
ربما تكون المرأة في مجتمعاتنا العربية أكثر معاناةً نظراً للصعوبات التي تواجه المرأة المطلقة أو المرأة التي ترفض العيش مع زوجها. وتمر عليّ قصص متعددة لعلاقات سيئة بين رجال وزوجاتهم ، تكون المرأة فيه هي الجانب الذي يتألم و يُعاني بشكلٍ كبير، ولكنها لا تستطيع أن تسير بعيداً عن زوجها الذي يتولى أذيتها النفسية.

هناك امرأة كان زوجها يُعاني من اضطراب الضلالات الذُهانية، وهي عبارة عن شكوك مرضية؛ حيث يعتقد الزوج بأن زوجته تخونه، برغم أن ليس لديه أي دليل على ذلك، فهو يمنع عنها زيارة الرجال، حتى أشقائها والأقارب المحارم من الرجال، ومع كل هذا يشك بأن ابنته الكبرى ليست ابنته، ويطلب من هذه الابنة التي لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة أن لا تجلس معهم على الطعام ولا تجلس مع بقية أفراد العائلة عند مشاهدة التليفزيون، ودائماً يضطهد هذه الابنة لأنه – حسب شكوكه – يعتقد بأنها ليست ابنته، لذلك دائماً ينعتها بالفاظ قاسية وأنها لا تُشبهه لأنها ليست ابنته.
تصوروا هذه الطفلة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة وهي تسمع من والدها الذي يُفترض أن يكون هو من يُخفّف عنها المشاكل التي تواجهها في مراهقتها.
كانت حياة الأسرة أجمع جحيماً لا يُطاق، فالزوجة التي يُمطرها زوجها بوابلٍ من الاتهامات كل يوم عن خيانتها له ويمنع عنها المصروف، برغم أن دخله الشهري جيد، ولكن لا يُعطي الزوجة والأطفال أي مبلغ مالي. هذا التصّرف جعل الزوجة تطلب علاج زوجها من الاضطراب المرضي الذي يُعاني منه. فعلاً تم إدخاله إلى احدى المصحات المتخصصة في علاج الاضطرابات النفسية، لكن عائلته أخرجته من المصح ليعود مرةً آخرى ليُعذّب زوجته وأبناءه الضعاف.
وعندما أصبح شكه لا يُطاق طلقّ زوجته وطردها من المنزل، ونظراً لأن الزوجة فقيرة وليس لها أي مُعين وعائلتها تُعاني الفاقة الشديدة، فقد اضطرت لأن تستجدي بعض المحسنين وأستأجرت منزلاً بسيطاً دفع لها القسط الأول أحد المحسنين ولكن لم تجد ما تفرش به منزلها، هي وأطفالها، وساعدها بعض الأقارب بفرشٍ مستخدم لتفرش به المنزل الصغير القديم الذي أستأجرته. وبعد فترة اعتذر المحسن الذي تبرع لها بنصف الإيجار، بأنه لا يستطيع أن يدفع لها القسط الثاني من الايجار، ووجدت نفسها في وضعٍ لا تعرف ماذا تصنع في أولادها ونفسها من دون أي معين. وتم تحويلها إلى الشؤون الاجتماعية الذين قاموا بصرف مبلغ 2000 ريال شهرياً مصاريف لها ولأولادها الذين لا يكفيهم خبزاً، فضلاً عن أن لا أثاث في منزلها وليس للأولاد ملابس ومصاريف للمدرسة. أضطرت أخيراً أن تطلب من أقارب لها أن يقُنعوا زوجها بإرجاعها إلى عصمته مرةً أخرى!. كانت كالمسُتغيث من الرمضاء بالنارِ. كانت تعرف بأن الحياة مع زوجها أمرٌ في غاية الصعوبة. وافق الزوج على أن يُعيدها بشروطٍ قاسية. في أول قائمة الشروط التي قبل أن يُعيد الزوج زوجته؛ هي أن تقطع علاقتها بجميع أفراد عائلتها؛ والدها ووالدتها واشقائها وشقيقاتها، وكذلك جيرانها، أخبرت الجميع بأنها لا تُريد أن يزورها أحد أو أن تزور أحداً. وعندما علم أنها تقبض المعونة الشهرية من الشؤون الاجتماعية منع عنها أي مبلغ، وأكتفى بأن يسمح لزوجته وأولاده بالسكن معه في منزله أما أي مصاريف فقد رفع يده عن أي مسؤولية مادية في المنزل. تحاول أن تخبره الزوجة بأن الألفي ريال لا تكفي للغذاء والملابس لجميع من في المنزل، لكنه يمتنع عن دفع أي مبلغ إضافة لما تتقضاه من الشؤون الاجتماعية.
هذه المرأة وابنتها التي يرفض والدها أن يُعاملها معاملة حسنة، أصبحتا مريضتين نفسياً؛ مريضتين بالاكتئاب ويتناولان الأدوية المضادة للاكتئاب!. هاتان المرأتان كانتا في غنى عن الوصول إلى حالة المرض النفسي لو أن الرجل الذي يسّير أمور حياتهما عاملهما معاملة حسنة، وربما لو أن أهل الزوج تركوه كي يتعالج من اضطرابه النفسي، الذي قلب حياة أسرته رأساً على عقب، وجعل زوجته وابنته تُصبحان مريضتين نفسيتين.
***********
حالة هذه المرأة ليست هي الاستثناء فمثل هذه المرأة نساء كثيرات يُعانين من الاضطرابات النفسية بسبب معاناتهن من قِبل رجال، سواء كانوا أباء أو أخوة أو أقارب أو ازواج. سيدة في العقد الثالث من العمر كانت تُعاني من زوجها المدمن على الكحول. كان هذا الزوج في كل مساء يحضر إلى منزله مجموعة من زملائه ليشربوا الخمر ويسكرون وهم بالطبع معهم. كانت هذه السيدة تُعاني من خوفٍ شديد هي وبناتها الثلاث اللاتي كنّ يتجمدن من الخوف بسبب عدم قدرتهن على تفّهم ما الذي يحدث لوالدهن و هؤلاء الرجال من سلوكيات غريبة!. هذه السيدة و بناتها أردن الخروج من دواّمة هذا الخوف اليومي إلى الذهاب عند أهلها – أهل الزوجة – ولكن عندما ذهبت الزوجة وبناتها إلى منزل أهل الزوجة، بدأت عائلتها بمعاملتها بشك وريبة وأي سلوك يُفسّر على أنه سلوك مُريب، وبدأ الأهل يُشددون على ابنتهم في خروجها ودخولها، ما جعل المرأة التي هربت من زوجها بسبب تعاطيه الكحول والخوف على بناتها من الأشخاص الذين يسهرون مع زوجها، تعود إلى زوجها مرةً آخرى ليشملها المثل القائل "نارك ولا جنة أهلي". تعامل أهل هذه السيدة معها جعلها تعود مرةً أخرى إلى نار زوجها ولا جنة أهلها. هذه السيدة أصبحت أيضاً مريضة نفسية بالاكتئاب وتتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، ولا أحد يعلم ماذا سوف يكون مصير بناتها الثلاث!.
***********
سيدة ثالثة من القائمة الطويلة للسيدات اللاتي يذهبن ضحية لمرض الزوج. هذه الزوجة تعمل مُعلمة، ومتزوجة ولديها خمسة أطفال. مشكلة زوجها هي الشكوك المرضية ومع ذلك يرفض العلاج ويدّعي بأنه لا يُعاني من أي مرض أو اضطراب نفسي. يُراقب زوجته في كل حركة من تحركاتها. يضع آلة تسجيل في كل مكانٍ في المنزل. وإذا كانت مريضة وتغيّبت عن العمل فإنه يشك بأنها فعلت ذلك لأنها تواعد رجلاً لتُقابله في غيابه. يُفاجئها في كل يوم في وقتٍ مختلف لكي يرى مع من تتكلم، يفتش هاتفها المحمول ليرى من اتصل بها وما هي الرسائل التي وصلتها ويقرأ كل ما في هاتفها من رسائل؛ سواءً كانت الرسائل المرسلة أو الرسائل التى تصل لها. يشك أحياناً في أسماء صديقاتها اللاتي تسجّلها الزوجة وتُخزنّها في هاتفها المحمول. مرات كثيرة يتهمها الزوج بأنها تخونه مع أشخاص لا يعرف من هم!. في مرةٍ اتهمها بخيانته وأعتدى عليها بالضرب فما كان منها إلا أن تركت المنزل وذهبت إلى منزل أهلها الذين غضبوا كثيراً لما يقوله الزوج عن ابنتهم ورفضوا أن تعود إليه مرةً آخرى إلا بعد أن تعهّد بألا يعود لمثل هذه الاتهامات لابنتهم. لكن الأمر كان أكثر من عادةٍ أو أمر طارئ، الأمر كان مرضاً نفسياً، لذا سرُعان ماعاد الزوج إلى سلوكه من الشك المرضي بزوجته وعادت الزوجة للمعاناة ولا تُريد أن تُنهي حياتها الزوجية – برغم العذاب الذي تعيشه جراّء شكوك الزوج المرضي – وتهدم بيتها وهناك خمسة أطفال بينهما، ربما سيضيعون لو انفصلت عن والدهم..!
***********
هذه عينات من حياة نساء كثيرات يُعانين من جراّء اضطرابات نفسية لرجالٍ مسؤولين عنهم، سواء كان هؤلاء الرجال، آباء أو أخوة أو أزواجاً، ويرفضون الذهاب للعيادة النفسية نظراً لأنهم لا يعترفون بأنهم يُعانون من أي اضطرابات نفسية وتبقى المرأة وربما الأطفال يعانون من نتاج سلوكيات هؤلاء الاشخاص الذين يُعطيهم المجتمع الحق في التحّكم في مصير هذه العائلات. إننا بحاجة إلى أن نُدرك مدى المعاناة التي تعُاني منها المرأة وربما كذلك الأطفال ولا يجدون من يساعدهم على الخروج من هذه الدواّمة التي يعيشونها.. وربما بقوا سنواتٍ طويلة فيها ولا تلوح بارقة أمل في الخروج من هذه الدواّمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.