كسائر بقاع سوريا، تعيش مدينة قارة على الطريق الرئيسي بين دمشق وحمص أوضاعا معيشية صعبة، باستثناء قاطنيها من المهربين الذين يحققون ارباحا طائلة من تهريب المازوت والمشتقات النفطية من لبنانلسوريا . المدينة التي تحتضن ما يوازي عدد سكانها من النازحين يقطنها اليوم قرابة الخمسين أ لف نسمة يعانون من صعوبات جمة في توفير النفقات اللازمة لتأمين احتياجاتها الأساسية من مأكل ومشرب، خاصة في ظل تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار الذي سجل 190 ليرة، مقابل 48 ليرة في مارس 2011 قبل بدء الثورة السورية . وكلما تراجع سعر الليرة كلما زادت حدة الأزمة في الدولة التي أنهكها الصراع وباتت لا تنتج ما تأكل، وتعتمد في ذلك على استيراد معظم المواد الغذائية . وفي يناير الماضي، وقّعت الحكومة السورية على بروتوكول ينظّم مقايضة النفط مقابل الغذاء لمواجهة الأزمة الاقتصادية الناتجة عن العقوبات المفروضة عليها على خلفية الأحداث الجارية في البلاد . وتبرر وزارة الاقتصاد السورية اللجوء للمقايضة لكسر الحصار والعقوبات المفروضة على سورية ووقف التعامل باليورو والدولار، وهو ما أدى لتراجع احتياطي النقد الأجنبي هناك إلى أقل من 4 مليارات دولار حسب احصائيات رسمية ولأقل من ملياري دولار طبقا لمصادر غربية . وتقوم جماعات لبنانية بتهريب الوقود إلى سوريا التي تعاني شُحا في الإمدادات بسبب عقوبات غربية . وحسب التجار، فقد طال الغلاء أسعار الخضروات بنسب تصل إلى أكثر من 50 %. الأناضول Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA