امتنعت قوات "البيشمركة" الكردية عن التقدم في اتجاه تلعفر والموصل بعد أن سيطرت علي المنطقة الحدودية مع سوريا وأعادت فتح الطريق إلي منفذ ربيعة الحدودي، وسيطرت علي قضاء سنجار، ورغم أن "البيشمركة" تبعد كيلومترات عن تلعفر/56 كم غربي الموصل، لكن مسؤلاً كرديا أكد أنه لا نية لتقدم القوات بمفردها باتجاه مدينة تلعفر ذات الأغلبية التركمانية، خشية إثارة الحساسيات، ما لم يتم التنسيق مع القوات الاتحادية وأبناء تلك المناطق، وذلك بعد أن نجحت في عزل الموصل عن سوريا بالسيطرة على المرتفعات الغربية، وقطعت عمليات البيشمركة العسكرية خط الإمدادات لداعش من سوريا، وهو ما سيكون حاسمًا لتحرير الموصل مستقبلا. وقال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارازاني الذي تفقد القوات في سنجار في وقت سابق، أمس الأحد، إن ما قامت به البيشمركة وتحريرها لقضاء سنجار في 24 ساعة أسطورة تاريخية، البيشمركة سوف تستمر بمهامها القتالية لحين تحرير كل شبر من المناطق الكردية التي تحت سيطرة داعش، وأن الأقليم مستعد لمناقشة دعم ومساعدة الحكومة الاتحادية لاستعادة الموصل شرط أن تكون لديها استراتيجية وخطة واضحة للهجوم. وأضاف أن قوات البيشمركة استطاعت خلال أيام معدودة السيطرة على أهم طريقين لقطع الإمداد عن تنظيم (داعش) الإرهابي وهي طريق ربيعة سنجار وطريق زمار سنجار. وأكدت مصادر محلية في نينوي شمالي العراق اقتراب القوات الكردية من قضاء تلعفر بمسافة تقل عن 15 كم عن الجبهة الغربية، كما تحيطه من الجانب الشمالي أيضا، كما توقفت البيشمركة شرقي الموصل عند شمال بلدة القيارة، بعد تحرير كامل قضاء مخمور والقرى الجنوبية، لكنها لن تدخل القرى العربية خشية استغلال داعش الخطوة لتأليب الشارع ضدها وإثارة النعرات القومية. على صعيد متصل، كشفت عضو مجلس نينوى جميلة سلطان ل"المدى برس"، عن إن (داعش) بدأ يجبر السكان على التطوع للقتال في صفوفه، وقالت إن "التنظيم يأخذ من كل بيت رجل او اثنين للقتال، أو لاستخدامهم كدروع بشرية ". ولفتت جميلة سلطان إلي أن حكومة بغداد "تجمد" قرابة 6000 من عناصر الأمنية موجودين في معسكر تحرير نينوى الذي أسسه المحافظ اثيل النجيفي، ولا توجد اي عمليات حقيقية داخل الموصل حاليا. ومن جانبه، قال عضو في ائتلاف "متحدون" النائب العراقي أحمد المطلك إن الموصل تعيش وضعا سيئا، لا نمتلك موطئ قدم داخل مدينة الموصل يمكن ان نتحرك من خلاله لتحريرها، وأضاف أن "الحل لتحرير الموصل هو استخدام قوات التحالف لحماية الحدود مع سوريا وإيقاف تدفق المسلحين، فضلا عن تكثيف الضربات الجوية، وأن هذه الإجراءات ستحسم وضع الموصل خلال شهرين".
