التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    برتوكول تعاون بين «العاملين بالنيابات والمحاكم» والعدالة التركية    ارتفاع أسعار النفط.. لهذا السبب    محافظ المنوفية يعلن جاهزية المراكز التكنولوجية لبدء تلقى طلبات التصالح غدا الثلاثاء    الرقابة المالية و«الأعلى للجامعات» يبدأن نشر الثقافة المالية بين الطلاب    توريد 445 ألفًا و351 طن قمح لصوامع وشون الشرقية    محافظ الغربية يتابع استمرار الأعمال بمشروع محطة إنتاج البيض بكفر الشيخ سليم    ارتفاع الأسهم الأوروبية اليوم وسط تفاؤل بخفض الفائدة عالميا    الرئاسة الفلسطينية: اجتياح رفح أكبر إبادة جماعية    الرئاسة الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يمهد لاجتياح رفح    الرئيس الفرنسي يستقبل نظيره الصيني بقصر الإليزيه    ذكرى وفاة صالح سليم.. «المايسترو» أسطورة الفن والإدارة    جوميز يطلب تقريرا شاملا عن مصابي الزمالك قبل ذهاب نهائي الكونفدرالية    وزير الرياضة: 7 معسكرات للشباب تدخل الخدمة قريبًا    زياد السيسي يحقق ذهبية تاريخية لمصر ببطولة الجائزة الكبرى لسلاح السيف بكوريا    رئيس مدينة مطاي يتفقد سير العمل بمعدية الشيخ حسن    القبض على 6 أشخاص سرقوا سيارة وعدادات مياه ونوافذ بالقاهرة    إعلان حالة الطوارئ في المدارس استعدادًا لامتحانات نهاية العام    6 عروض مسرحية مجانية في روض الفرج بالموسم الحالي لقصور الثقافة    «شقو» يحقق 62 مليون جنيه إيرادات في شباك التذاكر    ماجدة الصباحي.. نالت التحية العسكرية بسبب دور «جميلة»    وفاه شقيق الفنان الراحل محمود ياسين    فيديو.. هل انشق البحر الأحمر لسيدنا موسى؟    بالفيديو.. مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: شم النسيم عيد مصري بعادات وتقاليد متوارثة منذ آلاف السنين    «المستشفيات التعليمية» تناقش أحدث أساليب زراعة الكلى بالمؤتمر السنوى لمعهد الكلى    استشاري تغذية ينصح بتناول الفسيخ والرنجة لهذه الأسباب    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويطالب مجلس الأمن بالتدخل لوضع حد لهذا العدوان    لاعب نهضة بركان: حظوظنا متساوية مع الزمالك.. ولا يجب الاستهانة به    من "حديقة الأمراء".. مبابي يحلم بإسعاد الباريسيين    تمارا نادر السيد: لقطتي أنا وشقيقي بصالة الأهلي طبيعية.. ودور مرتجي دليل على الروح الرياضية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    فنان العرب في أزمة.. قصة إصابة محمد عبده بمرض السرطان وتلقيه العلاج بفرنسا    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    انتصار السيسي: عيد شم النسيم يأتي كل عام حاملا البهجة والأمل    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    تعرف على أسعار البيض اليوم الاثنين بشم النسيم (موقع رسمي)    إصابة 7 أشخاص في تصادم سيارتين بأسيوط    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    طريقة عمل سلطة الرنجة في شم النسيم    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطفالنا بين التلقائية و التدريب
نشر في البوابة يوم 03 - 12 - 2014

تتوالى مراحل النمو النفسي وتتشابك بحيث يصعب تحديد نقطة زمنية معينة قاطعة تنتهى عندها مرحلة لتبدأ مرحلة جديدة، والاجتهادات العلمية المتخصصة لتناول هذه المشكلة عديدة تفوق الحصر، ولسنا بحال في مجال التعرض لها، ما يعنينا هو الإشارة إلى حقيقة علمية مؤداها أن انقضاء مرحلة معينة من مراحل النمو النفسي لا يعنى اندثار ملامحها تماما، بل أنها تظل قائمة بشكل أو بآخر فيما يليها من مراحل، وهكذا حتى نهاية العمر.
ولقد حظيت قضية التنشئة الاجتماعية باهتمام فلاسفة ومفكري العلوم الإنسانية منذ القدم، ففي القرن السادس قبل الميلاد أرجع الفيلسوف الصيني كونفوشيوس فساد نظام الحكم إلى غياب المواطنة الصالحة بسبب عجز الأسرة عن تلقين الفضيلة والحب المتبادل والمصلحة العامة، لهذا دعا جهاز الدولة إلى تحمل مهمة تعليم الناشئة ابتغاء خلق نظام اجتماعي سليم يتأتى معه قيام حكم صالح.
كذلك ذهب أفلاطون في كتابه "الجمهورية" إلى اعتبار التعليم واحدا من أهم أعمدة الدولة الفاضلة وكرس أرسطو الكتاب الأخير من " السياسة " للحديث عن التربية جاء فيه أنه ضمن واجبات الحاكم أنه يهتم غاية الاهتمام بأمر تربية النشء وفي العصر الحديث نبه روسو إلى تأثير الثقافة والتنشئة الاجتماعية على نظام الحكم في الدولة وسياستها العامة، فضلا عن إشارات ابن خلدون والعديد من المفكرين العرب.
ويشير مفهوم التنشئة الاجتماعية بصفة عامة إلى تلك العملية المستمرة التي تهدف إلى غرس وتكريس أو تعديل وتغيير مجموعة من القيم والاتجاهات والسلوكيات والرموز الاجتماعية أو الاجتماعية ذات الدلالة الاجتماعية لدى المواطن، وهي بذلك عملية مستمرة تلازم الفرد منذ طفولته المبكرة حتى وفاته وتقوم على عمليات التلقين والتعليم لقيم واتجاهات معينة للمواطنين وذلك من خلال اشتراك مجموعة من المؤسسات منها المدرسة والأسرة وجماعة الرفاق وكلها مصادر تعتمد أساسا على الاتصال الشخصي مضافا إليها وسائل الاتصال الجماهيري الأخرى مثل الراديو والتليفزيون، والصحافة، والسينما وغيرها.
التنشئة الاجتماعية بعبارة أخرى عملية يتم بموجبها تلقين الأطفال القيم والمعايير السلوكية المستقرة في ضمير المجتمع بما يضمن بقاءها واستمرارها عبر الزمان، إنها في أوسع معانيها إنما تشير إلى كيفية نقل الثقافة الاجتماعية للمجتمع من جيل إلى جيل، إنها التلقين الرسمي وغير الرسمي، والمخطط وغير المخطط للمعارف والقيم والسلوكيات الاجتماعية وخصائص الشخصية ذات الدلالة الاجتماعية وذلك في كل مرحلة من مراحل الحياة، عن طريق المؤسسات الاجتماعية القائمة داخل المجتمع.
التنشئة الاجتماعية في النهاية عملية تعلم الأفراد للأفكار والاتجاهات والسلوكيات الاجتماعية السائدة في المجتمع والتي تمكنهم من التكيف مع الآخرين. إنها اكتساب الفرد للاتجاهات والقيم الاجتماعية و الاستعدادات السلوكية التي تتفق مع استمرارية قيام الجماعات والنظم الاجتماعية بأداء الوظائف الضرورية للحفاظ على وجودها.
و يعرف البعض التنشئة الاجتماعية بأنها تلك العمليات التي يكتسب بواسطتها الطفل هويته القومية المحددة، ومن خلالها تتكون استجاباته و إدراكاته ووعيه وعاطفته، أي أنها العملية التي يتم من خلالها جذب الأفراد إلى ثقافة الجماعة وتشكيل اتجاهاتهم نحوها، إنها العملية التي يكتسب الأطفال عن طريقها المعرفة من أجل المشاركة في الحياة المتقدمة في مجتمعهم السياسية.
وتقوم عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال من خلال أدواتها المتنوعة بتحقيق عدد من الوظائف في مقدمتها تهيئتهم للمشاركة في تشكيل مستقبل مجتمعاتهم، وتمارس عملية التنشئة الاجتماعية دورها في تشكيل أطفال المجتمع بما يخدم الأهداف المرجوة من خلال تلك المؤسسات الاجتماعية التي يفضل البعض أن يطلق عليها تعبير "أدوات التنشئة الاجتماعية". و تتمثل أهم تلك المؤسسات في: مؤسسة الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والمؤسسات الإعلامية، ولعله من المناسب أن نطل إطلالة سريعة علي كل من تلك الأدوات أو المؤسسات باعتبار أنها في النهاية هي التي تتولي إعداد الطفل لمواجهة تحديات مجتمع المعرفة.
1- مؤسسة الأسرة
يندر أن نجد كتابا أو مقالا يتناول عملية التنشئة الاجتماعية دون أن يؤكد أن الأسرة هي الخلية الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل، ومنها يبدأ اتصاله بالعالم المحيط به، و من ثم تعد الأسرة واحدة من الأدوات الرئيسية الأساسية في عملية التنشئة, نظرا لما لها من تأثير يمتد ليترك بصماته علي كل الأدوات الأخرى، مثل جماعات الرفاق، والمدرسة، والسلطة، ووسائل الاتصال وغيرها.
و يستند أصحاب ذلك الفكر في تغليبهم لدور الأسرة علي حقيقة ذات طابع فيزيقي اجتماعي. فالوليد الإنساني، وبحكم تكوينه الفيزيقي، يولد عاجزًا عن كفالة حياته لنفسه. إن وليد الإنسان هو أضعف الصغار على الإطلاق، إنه أضعف من وليد أي كائن آخر، فهو يعتمد على الكبار في بداية حياته اعتمادًا مطلقًا. مستخلصين من تلك الحقيقة أن الأسرة تظل لسنوات عديدة بمثابة المصدر الوحيد الذي يشبع للطفل حاجاته البدنية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية، ومن ثم فإنها أي الأسرة تقوم بتشكيل الطفل وفق ما تراه مناسبًا من اتجاهات وقيم وعادات وتقاليد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.