أحمد السقا استطاع أن يمسك بالخيط من أوله حتى آخره؛ ليظهر عزت حنفى على الشاشة بصورته الحقيقية.. لم يكن ظهوره مهمًا بقدر ما كان تجسيد حكمة «حنفى» في الحياة، فهو كان يفعل الخطأ لكن المهم عنده أنه كان مقتنعًا بأنه ليس خطأ. عندما أحاطوا به ليقصفوا رقبته، صرخ مندهشًا: «لماذا يطلبون رأسى وأنا لم أفعل خطأ أو ارتكب إثمًا؟». عزت حنفى في نظر نفسه ليس مذنبًا، ولم يكن كذلك أبدًا، وجد مبررًا لما يرتكبه من جرائم بدم بارد، وهو إن «الداخلية» في ظهره، كانت تمده بالسلاح اللازم لتنفيذ مهمته دون أن تظهر في الصورة حتى ينتهى ممّا طلب منه. بسبب علاقته الوثيقة بمطاريد الجبل، كان يصل إلى أي عنصر تريد الداخلية نحره، وتقديمه جثة هامدة دون أن يكلف الداخلية رصاصة واحدة. لكنه.. يرى أنه كان «على حق»، ويتعامل طوال الوقت مع جرائمه على أنها خدمات للحكومة لا تحسب على «الذنوب»، ولكن تدخل في باب «النضال»، كان ينتظر منحه نياشين «البطولة» فلم يجد إلا رصاص «الداخلية» التي تعاون معها حتى أهدرت دمه، وذبحته، رغم أنه –حسب ما يرى نفسه- برىء ومظلوم ورّطته «الداخلية» فيما وصل إليه، و«كسرت عينه». «الداخلية» فعلت ذلك بلا شك، توحّدت معه، فتوحّد معها.. حتى استلهم «السقا» من تلك العلاقة خيطًا رفيعًا قاده إلى حقيقة ما كان يحدث ولم يقدر عزت حنفى على قوله، لكنه قال ما يمكن تفسيره بالمعنى نفسه، وقال أشهر جملة في الفيلم: «من النهاردة مافيش حكومة.. أنا الحكومة». برَّأ عزت حنفى نفسه من كل ما هو منسوب إليه، فهو ليس متهمًا عاديًا، لكنه متهمًا بدرجة «حكومة».. قدّمت «الداخلية» له كل ما كان يطلبه، كانت تحت جزمته مقابل ما يقدمه هو لها، فقد كان ما تقدمه لا شىء مقارنة بما يقدر هو على عمله. كان «يخلّص» النظام من أعدائه (من أعضاء الجماعات الإسلامية) دون نقطة دم واحدة على يد أمين شرطة، ويزوّر الانتخابات لمرشحى الحزب «الوطنى»، وهى أمور سهلة على بلطجى بلغ في أصول العنف آخرها. ولأن الحكومة كسرت عينه فشل في الرجوع من الطريق الذي اختارته له «الداخلية» ولم يختاره لنفسه، لكنه رضى به لأنه كان أمام خيارين، إمّا أن يدخل «السجن» أو ينفذ ما يطلب منه في سكوت، فقد كان محملًا بأحكام بالسجن تصل إلى 155 سنة في قضايا مختلفة، لكن خدماته - التي كان يعتبرها بديلًا عن الزنازين –سمحت له بالتحرك بحرية تامة دون أن يعترض طريقه أحد، ولا تمّ القبض على أحد إخوته الذين صدرت ضدهم أحكام عديدة بالسجن، هل كان هذا جزءًا من الثمن أم الثمن كله؟ كان جزءًا فقط.. فقد ظلّ عزت حنفى يتاجر في المخدرات لأكثر ربع قرن دون أن يستوقفه أمين شرطة؛ ليسأله عمّا يزرع أو يقلع أو يبيع، كان يتعامل ك«تاجر بلح» طوال الوقت، ويهرب المخدرات من أسيوط إلى القاهرة في سيارات أعضاء مجلس الشعب مستغلًا «الحصانة» لحسابه، وشطح «السقا» بتمثيله حتى استغلّ علاقاته بقيادات الداخلية- في فيلم «الجزيرة»- لنقل المخدرات في سياراتهم الخاصة، وهى سيارات «محصنة» كل ما بداخلها لا يمكن أن يتعرض للتفتيش. بين الحقيقة والفيلم شعرة لا أحد يعرف ما حدث بالضبط.. كلها حكايات لا دليل عليها، لكن «الدراما» استسلمت للخيال الشعبى الذي رسم أساطير حول عزت حنفى وصلت إلى ذروتها في فيلم «الجزيرة».. وهذه لعبة الشعوب الأثيرة حين تفشل في فرض سيطرتها، وسطوتها، تلجأ إلى «مخلّص».. عنترة الذي تبدأ من عنده كل الخيوط، وتنتهى تحت رجليه الأساطير. عزت حنفى خلطة عجيبة تلمس وترًا حساسًا لدى المصريين، فالمصرى ليس أخلاقيًا كما يبدى دائمًا، أو كما يريد أن يظهر، خياله يصل إلى مناطق غامضة، وبعيدة، لكنه في النهاية - يستسلم لقدرته المحدودة، ويرضى بما قسمه الله له من رئيس يطلب منه ألا يعيش، وحكومة لا تعرف قيمة الحياة، ولا تريد منه إلا أن يكون أليفًا، وحين تحاول اغتصابه يسلّم نفسه لها بهدوء، وبأقل قدر من الخسائر النفسية التي تصل به إلى حد الرغبة في الانتحار، وشَنْق نفسه فعلًا. يعجب المصرى بأى شخصية تشغل الدنيا وتحير الناس حتى لو كانت في جانب منها شريرة، وترفض كل شىء، وتقف ضد اتجاه الهواء، ربما يكون غير أخلاقى أن تتصالح مع شخص قتل بدم بارد، وخدم الحكومة ضد كل من وقف أمامها، لكن عزت حنفى كان حالة مختلفة، تدينه وترفضه وترفض ما يفعله لكنك لا تستطيع أن تخفى إعجابك الشديد به، فهو شخصية أسطورية مثيرة تداعب شيئًا ما في النفس المصرية، وما قاله حين شعر بخنجر «الداخلية» يقترب من حشّ رقبته كان كفيلًا وكافيًا حتى تتوقف أمام سيرته المليئة بالتناقض. عزت حنفى كان قارئًا نهمًا يتابع ما تكتبه الصحافة، يشجع صحفيين يكتبون ضد أصدقائه في جهاز أمن الدولة، ويحيى محررين كشفوا قضايا فساد بمكالمات تليفونية، رغم أنه أكثر فسادًا ممّا تتخيل، فقد كان يذبح بدم بارد، ويدرب الأطفال على زراعة الأفيون وفك وتركيب السلاح والدخول في حروب ومعارك تشوّه كل ما يجب أن يكونوا عليه دون رحمة. زعيم عصابة في محكمة الجنايات يواجه أحكامًا بالسجن لمدة 155 عامًا لن يفلت منها أبدًا، لكنه لا يهتم بما يجرى حوله، يعرف أن كل ما يحدث مسرحية سخيفة من ترتيب القدر، ويوزع على الحضور أبياتا من شعره.. كان شاعرًا لا يتخلى عن شعره، بل يخلّد ذكراه بنفسه حتى لا يأتى من يحكى عنه، ويمنحه بطولات مصطنعة أو متأخرة.. حكى عن عشقه للنساء، ولم ينسَ الليالى السوداء في السجن، وأشار إلى جوانب منسية في حياته. الضباط كانوا أصدقاءه.. لكنه حين شعر بالوشاية، ورأى من يحاصره، ويرفض أن ينقذه في آخر لحظة في حصاره الأخير رغم أنه طلب النجدة من جيوش الشرطة التي أحاطت ب«الجزيرة»، لم يبقَ على مَن باعوه، وقال كأنه يستعجل موته: «أنا معايا كشف بأسماء ضباط الداخلية اللى اشتغلت معاهم ولو حصل لى حاجة هانشر الأسماء». هذا التناقض مثير لا يمكن أن يمر هكذا، فالشخصية التي تملك الشىء وعكسه تحرك شيئًا ما في نفس من يقابلها، خاصة إن كان غامضًا، لا تصادف اسمه كثيرًا في الجرائد، لكن تهتم بما يقال عنه متى تردّد اسمه، هكذا أصبح عزت حنفى بالنسبة للمصريين بعد انقلابه على «الداخلية»، شبح له طلّة ساحرة حين يطلّ، بطل شعبى حين تأتى سيرته، رغم كل ما تعرّض له كان واثقًا من نفسه حين استضافته مذيعة خلف الأسوار، يعبر عن كل ما جرى، يدافع عن نفسه ولا يأخذ خطوة للخلف، ولا يطلب رحمة أحد، يرد على أدلة إدانته بلا أي ملمح من ملامح الانكسار. كل ذلك سمح لعزت حنفى بأن يكون بطلًا أسطوريًا في نظر الناس، يمكن أن تلجأ إليه، وتستدعيه إلى الحياة، أو تبحث عن شبيه له تمنحه «النبوت» ليقوم بدور «المخلص»، وتهتف: «اسم الله عليه، اسم الله عليه». هذه طبيعة مصرية أصيلة، لا يستريح الواحد إلا حين يكون الفتوة حاضرًا يحمل عنه أوزاره، وإن لم يكن موجودًا يتم اختراعه حتى إن لم يكن يصلح كفتوة تسلمه نفسك آمنًا على ما تريد، ومطمئنًا على ما يفعله بك، ليست مرة واحدة، أكثر من مرة استدعى المصريون فتوة. في عهد مبارك، فعلوها مع المشير أبو غزالة، لكن مبارك خاف، وعزله بعد فضيحة لم تخطر له على بال، ثم فيما بعد كان عمر سليمان، وحكاية مدير المخابرات العامة الذي لم يكن موجودًا على الساحة.. قليل الحضور.. غامض.. نادر الكلام.. ليس محسوبًا على أحد.. لكن له طلّة، وهيبة، ويشبه فتوات روايات نجيب محفوظ، حتى إن هناك مَن دعاه لدخول انتخابات الرئاسة ضد حسنى مبارك، وعلّق له «بانرات» دعاية في الشارع.. وبالغوا في نسج الأساطير حوله حتى بعد وفاته، وتقول إحداها إنه مازال حيًا وينتظر الوقت المناسب للظهور مرة أخرى. وهناك مَن يصدق إنه مازال حيًا فعلًا، على طريقة نبيل فاروق، عرّاب «المخابرات» في «ملف المستقل»، حين كتب: «لا تصدق وفاة رجال مخابرات إلا حين ترى جثته بعينيك». المصريون متأثرون بما يقال من حواديت عن «المسيح»، مازال متبقيًا من عمره 7 سنوات، لابد أن يظهر حتى يكمل عمره وينتهى ممّا بقى له على الأرض، ويهزم المسيح الدجال، ويجمع الصالحين حوله لتقوم القيامة. هكذا يتصوّر المصريون كل مَن يعتبرونه فتوة، يصورونه كمسيح جديد جاء من العدم ليخلّصهم ممّا ابتلاهم به الله.. الأسطورة تحكم، وتتحكم في عقول المصريين بشكل لا يصدق، وليس مطلوبًا أن يصدق. هناك، أيضًا، مخلّصون «تقفيل مصرى»، حين فشل عمر سليمان في تخليص المصريين من «مبارك»، اخترعوا محمد البرادعى، وساروا وراءه، وهو اختراع مصرى أصيل لا يمكن أن ينجح إلا في بلد يقدّس عزت حنفى! قصة «عزت» تتشابه مع سيرة أدهم الشرقاوى، تتطابق معها إلى حد كبير، السيناريست محمد الغيطى قدّمه قبل سنوات في مسلسل تليفزيونى لكن الشخصية لم تكن حقيقية، لم يكن «الشرقاوى» حاضرًا إنما صنع منه المسلسل بطلًا مستعينًا بما أضافت له السير الشعبية والملاحم وحكايات «القهاوى»، وهو ما لم يكن فيه أبدًا. القصة الحقيقية لأدهم الشرقاوى ليست مجهولة، قدّمها التليفزيون في مسلسل من بطولة عزت العلايلى وحسين الشربينى، أظهره على حقيقته وألبسه ثوب النذل بجدارة، فقد باع صديقه، وفى آخر «دردشة» بينهما قال له «بدران»: «أنا جبت لك الفطار ونسيت أجيبلك العشا»، فقال له «أدهم»: «يا خوفى يا بدران ليكون ده آخر عشا». أدهم الشرقاوى في حقيقة الأمر ليس بطلًا شعبيًا ولا مقاومًا للاحتلال البريطانى كما يتصوره الناس، ولكن كان لصا وقاتلًا مأجورًا.. لكن الناس تستريح إلى تصنيفه كبطل حتى لو كانوا يعرفون ما هو عليه فعلًا، وينتصرون له، ويتابعون أخباره وسيرة حياته بنهم، وهو ما حدث في المسلسل التاريخى، فإنه حظى بنسبة مشاهدة عالية جدًا في تاريخ التليفزيون المصرى، رغم سوء الشخصية الذي ظهر عليه أدهم.. لكنه بالنسبة لهم بطل أسطورى ضد الحكومة التي أفقرتهم، وأذلتهم بما فيه الكفاية، ووجوده يعنى أنه جاء لينقذ الضعفاء من ضعفهم وعجزهم وقلة حيلتهم. وبالمثل، حين فشل المصريون في مواجهة «الإخوان»، واستسلموا لهم في البداية، ظهر «السيسى»، هناك من اعتبره «مخلّصًا» تفرضه الظروف التاريخية، لكن أكثر من هم على الساحة اعتبروه منزلًا من السماء، وهى عادة المصرى حين ينبهر بشخص قدّم له خدمات، وأنار له طريقًا كان مظلمًا أو كشف له المجهول، أن يعتبره بطلًا شعبيًا نزل إليه لينتصر له في حروبه التي سيدخلها «بالوكالة عنه». ربما يكون اعتبار عمر سليمان كذلك مقنعًا بشكل ما، و«البرادعى» ليس بعيدًا عمّا يبحث عنه المصريون، وكذلك عبد الفتاح السيسى. لكن هناك أسطورة أخرى من أساطير البطل الشعبى تعود من جديد، وهى عزت حنفى، أحب المصريون البطل الذي تحدّى «الحكومة» لدرجة أنهم بكوا عليه عندما تم تنفيذ حكم الإعدام فيه، خاصة عندما عرفوا أنه في آخر لحظات حياته لم يطلب الرحمة أو يركع لمن ساقوه إلى حبل المشنقة، لكنه أرسل معهم وصيته الأخيرة إلى عائلته التي بدا فيها أنه يريد أن يغسل نفسه من المال الحرام، فأوصى بالتخلص من أغلب أملاكه. تم تنفيذ حكم الإعدام في عزت حنفى وعمره 43 عامًا.. وخرج جثمانه في ظلام الليل ليدفن في مقابر العائلة أمام أقاربه، والقليل من أهل القرية، ويقول الكاتب الصحفى، محمد الباز، في كتابه «عظماء وهلافيت»، إنه «لو مات موتة ربنا وهو في عزه كانت جنازته تحولت إلى جنازة أسطورية لكنه ذهب إلى قبره في صمت». عزت حنفى كان ينتظر لو مات موتة ربنا جنازة لا تقل عن جنازة عبد الناصر، وبالمناسبة، فالرئيس لا يختلف عن البلطجى الصعيدى في تفاصيل شخصيته، كلاهما تقمّص شخصية «المخلص» الذي يفعل الخطأ لكن المهم عنده أنه كان مقتنعًا بأنه ليس خطأ. هذه رواية مسجلة، ومعروفة، عن نهاية عزت حنفى، لكن التاريخ لم يطوِ صفحاته، مازال يسمح بأن تضاف إليه روايات أخرى لابد أن تخرج في حالات اليأس العظيمة، ولحظات البحث عن مخلص. لا تخلو الأفراح من ذكريات وسير كبار العائلات، لا أحد يختلف على أن المرحوم كان بطلًا أسطوريًا حتى لو مات «مشنوقًا» بعد أحكام بالسجن 155 سنة.. كذلك كان فرح ابن شقيق عزت حنفى.. قال أخوه إن «عزت لم يهرب وتم إعدامه واستلمنا جثته ودفناه أمام القرية كلها، وما ظهر في فيلم (الجزيرة 2) كذب في كذب». لكن.. هناك من استدعى روح عزت حنفى بعد سنوات من اختفائه، ربما لإنقاذه ممّا وصل إليه حال عائلة «حنفى» على حدود الثأر مع عائلة «سباق» المنافسة لها، فالعائلة تحتاج إلى مَن ينقذها ممّا استقر عليه الحال بعدما كانت على علاقة بكبار رجال الحكومة، وتحكم دولة داخل الدولة. «عزت حنفى حىٌ يرزق، لم يعدم، هرب من السجن خلال ثورة (25 يناير)، ويختبئ في الجبل، منتظرا اللحظة المناسبة عشان خاطر يظهر».. هكذا يردد أحد أخواله، الذي يدَّعى أنه مازال على اتصال به حتى الآن. ما يقوله خال عزت حنفى لا يقع موقع الجد ولا يمكن أن يكون كذبًا مطلقًا.. ربما يكون قصة من قصص الهروب إلى المجهول للبحث عن مسيح جديد يفدى عائلته، وقد تجسّد هذه المرة في شكل عزت حنفى. هذا ما قال خاله، لكن «عزت» لم يظهر حتى الآن. لما يقال عن عودة عزت حنفى ظروف تاريخية لا تنفصل عمّا حدث وقت ظهور أدهم الشرقاوى بل تتقاطع معها، فالسيسى - كما يراه الإعلام ويصوره - عملاق جدًا، هناك من يعتبره بطلًا، وهناك من يرى أنه الخائن الأول، لكن في نفسه يخفى إعجابًا ما به، وبما فعله، وبجبروته وحسمه في اتخاذ قراراته ولأنه بطل كان الجميع يبحثون عن أبطال آخرين، إما ليقفوا ضده أو ليساعدوه، وهى فكرة إذا راجت ستجد من ينتصر لها وينشرها، والكل سينتظر عزت حنفى الذي قال، حسب ما سمعوه في فيلم «الجزيرة»: «من النهاردة مافيش حكومة»، لأن الناس في انتظار مخلص، بطل يخرج لهم ولو حتى من كتب الأساطير لينقذهم ممّا هم مجبرون أن يعيشوا فيه من قهر وعجز وشعور بالدونية وانتظار الموت (فهو الآن أقرب إليهم من حبل الوريد)؛ لأنه شخص فعل ما يريده، وتريده أنت ولا تقدر على عمله.. وهو ما يجعل من الصعب أن ينحازوا للحقيقة، وهى أن عزت حنفى مات، وشبع موتًا. إننا أمام قاتل مأجور.. لكن الناس تميل إلى أن يجعلوا منه بطلًا، كان رئيس عصابة، وحاكم جزيرة، وأداة من أدوات الحكومة، لكن هناك من ينتظره ويخترعه من جديد ثم يريد أن يجعل منه مخلصًا. وكما يقول «الباز»: «تلك مأساتنا.. كل أبطالنا ليسوا إلا مجموعة من المجرمين».