سادت حالة من الجدل حول مستقبل قمة الدوحة المزمع انعقادها الشهر القادم، وإمكانية رأب الصدع بين الأشقاء في دول الخليج السعودية والبحرين والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، حيث استضافت الرياض مساء اليوم قمة خليجية استثنائية لحسم الموقف الشائك ما بين استمرار الكويت رئيسة للدورة الخليجية لعام آخر، أو عقد القمة الخليجية في الدوحة الشهر المقبل. وقال مسئول خليجي رفيع في تصريحات صحفية اليوم: إن الدول الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) لا ترى أهمية في انعقاد القمة في الدوحة قبل حل نهائي للأزمة معها، وأضاف "أن هناك رغبة في التجديد لرئاسة الكويت عامًا آخر، وتأجيل قمة قطر، حتى تتضح الصورة الكاملة لمدى التزام الدوحة التعهدات السابقة". وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، أنهى أخيرًا جولة خليجية شملت السعودية والإمارات وقطر والبحرين، في محاولة لإذابة الخلافات الخليجية قبل القمة التي من المقرر عقدها في قطر الشهر المقبل، إلا أن الجهود لم تسفر عن نتيجة. وكانت الدوحة قد نفت أي معلومات تشير إلى إلغاء القمة المرتقبة، حيث رحبت باستقبال قادة دول مجلس التعاون في قمتهم الشهر المقبل، كما أكدت أن الاجتماعات التحضيرية للقمة تأجلت ولم تلغَ، في الوقت الذي لازالت فيه السعودية والإمارات والبحرين تتهم قطر بعدم الالتزام بتعهداتها بالتوقف عن التدخل في الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون، والتي كان من نتيجتها أن أقدمت الدول الثلاثة في الخامس من مارس الماضي على سحب سفرائها من الدوحة. وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثان أبلغ العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن بلاده بذلت قصارى جهدها لحل الخلاف الخاص بعلاقات الدوحة مع دول الخليج إلا أنه يبدو أن العاهل السعودي غير مقتنع. ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد عبد العزيز – الخبير في الشئون الخليجية – أنه من المتوقع أن تتأجل القمة الخليجية القادمة في قطر نظرا للخلافات القائمة بين الدوحة من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى. وأضاف الخبير في الشأن الخليجي – في تصريحات خاصة "ل"البوابة نيوز"" – أنه لم بتضح بعد بشكل قاطع كون قمة الدوحة ستنعقد في موعدها المحدد الشهر القادم أم لا، وأن البيان الختامي المتوقع صدوره خلال ساعات قليلة سيحدد مستقبل هذه القمة. وأشار إلى أن السعودية والإمارات والبحرين لن ترغب في المشاركة في قمة الدوحة إذا لم تصل إلى حل نهائي للأزمة الآن وتتأكد من مدى التزام الدوحة بتعهداتها السابقة بالتوقف عن التدخل في الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون، مضيفا أنه على الرغم من زيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثان إلى السعودية أكتوبر الماضي إلا أن العاهل السعودي لم يغير موقفه من قطر.