رئيس جامعة الأزهر: أساتذة الإخوان تحت المراقبة.. وطلاب الإرهابية عاجزون

أكد د. عبدالحي عزب رئيس جامعة الأزهر أنه لا يحمل أجندات سياسية وأنه لا يمثل سوى الأزهر الشريف ومنهجه، متعهدًا بمواصلة دور الأزهر في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف والتخريب.
وأوضح في حواره مع "البوابة نيوز" أنه لا يمكن لطلاب الإخوان أو أي أحد عرقلة مسيرة العملية التعليمية بجامعة الأزهر، وأن من يقومون بأعمال الشغب لا يمثلون طلاب الأزهر، بدليل أن عدد من قاموا بالتظاهر في الأيام الماضية لم يتجاوز عددهم 150 طالبًا حتى الآن، وفيما يلي نص الحوار:
ما هي خطتك في العمل كرئيس لجامعة الأزهر؟
جامعة الأزهر هي جامعة عريقة تمثل أكبر مؤسسة دينية تعليمية في العالم اجمع وهو الأزهر الشريف بما له من مكانة وقيمة علمية ودينية، ولذلك سأعمل جاهدًا من أجل الحفاظ على جامعة الأزهر في مكانتها العالية مع استمرار العمل على نهضتها وتيسير كل الوسائل اللازمة للعملية التعليمية بما يحقق الصالح العام، ولذلك على كل العاملين في الكليات ببذل مزيد من الجهد في إنجاح العملية التعليمية، وأي مسئول في الجامعة سيتراخى عن العمل عليه أن يترك موقعه على الفور.
نود أن نذكر وجود تخوف من استغلال بعض اساتذة الإخوان عملهم الجامعي في تخصيص مناهج تعمل على تكوين فكر متطرف أو مسيس لصالح جامعة الإخوان ؟
أود أن اطمئن الجميع بأننا خصصنا لجان متابعة للمناهج في كل كلية وهناك متابعة مستمرة ومفاجئة لأي كلية للتعرف على طبيعة المناهج، وأي منهج يكتشف أنه خارج السياق أو يتحدث عن الإخوان أو يتناول أمورًا سياسية يتم إلغاؤه على الفور ووضع منهج بديل له، فلا سياسة في مناهج أي كلية، ولا حديث عن إخوان أو غيرهم في مناهج كليات الأزهر.
وما موقف الجامعة من أساتذة الإخوان ؟
أساتذة جامعة الأزهر ثلاثة أقسام، قسم وطني لا علاقة له بأمور السياسة ولا يتدخل فيها، ويؤدي رسالته العلمية على أعلى مستوى، وقسم آخر كان لديه تعاطف مع نظام الإخوان لكنهم تبينوا الحقيقة، وقسم ثالث وهم الاساتذة المنتمون للإخوان وهم قليلون، حيث لايتعدى عددهم 2% من أساتذة الأزهر وأكبر دليل أن كلية الشريعة والقانون التي كنت أتولى عمادتها قبل رئاسة الجامعة كان بها 120 أستاذًا لم يوجد بينهم إخواني سوى ثلاثة اساتذة فقط.
واساتذة الإخوان يتم التعامل معهم بشكل عادي لكنهم موضوعون تحت المراقبة والميكروسكوب لتتبع أي تصرفات غير لائقة تصدر عنهم، وأي أستاذ يصدر منه أي تصرف يسيء للأزهر أو يسيء للعملية العليمية بجامعة الأزهر فلا مكان له في الجامعة وسيتم التحقيق معه فورًا وفصله إن لزم الأمر.
كيف ستتصرفون مع من يثبت انتماؤه الإخواني؟
الجامعة تتعامل مع طلاب الجامعة وخريجيها بشفافية مطلقة أيا كانت انتماءاتهم لكننا سنقف بقوة ضد أعمال الشغب ومن يحرض عليها أيا من كان.. ولدينا من الإجراءات القانونية ما تعيننا على ذلك.
وكيف ستواجهون الفكر المتطرف ؟
بداية نطالب جميع المنتسبين لأي تيار أن يتخلصوا من عباءاتهم الحزبية خارج اسوار الجامعة، ويرتدوا رداء الوطنية الذي يعد فرض عين على كل مصري ومصرية، خاصة أن الاشخاص والأحزاب زائلة ومصر الأزهر هي الباقية، علمًا أننا سنواجة أي خروج عن اللوائح الجامعية بكل حزم ولن نتهاون في ذلك إطلاقًا.
كما قررنا إقامة ملتقى ثقافى كبير يشارك فية كبار العلماء والمفكريين مع فتح قنوات الحوار مع الطلاب والطالبات على هامش هذه الملتقيات لوقف نشر أي فكر منحرف أو بث روح الفرقة بين الطلاب.
تخلف أكثر من عشرة آلاف طالب عن التقدم للالتحاق بالجامعة الأزهر فما تفسيركم ؟
بالفعل نجح في الثانوية الأزهرية هذا العام نحو 82 ألف طالب وطالبة التحق منهم فعليًا بمكتب تنسيق القبول بالجامعة نحو 72 الفًا فقط لكنى أؤكد شيئًا مهمًا جدا للغاية وهو أن هناك فاقدًا يقدر بعشرة آلاف طالب تخلفوا أو عزفوا عن الالتحاق بجامعة الأزهر وهذا ليس صحيحًا ولا يجب أن نسميه عزوفا خاصة أن الطالب الحاصل على الثانوية الأزهرية عندما يريد أن يلتحق بجامعة الأزهر علية أن يملأ استمارة خاصة برغباته ورغبة الطالب يجب أن تحترم فهؤلاء الطلاب العشرة آلاف التحقوا بناء على رغبات وانتماءات وطنية بالكليات العسكرية مثل الحربية والجوية والشرطة والدفاع الجوى والكلية البحرية.
ودعنى اقص لك طرفة وهى أنى أذكر في مرة من المرات شاهدت احتفالية تخريج دفعة في إحدى الكليات العسكرية وكانت المفاجاة أن العشرة طلاب الاوائل بالكلية كان منهم 5 من طلاب الثانوية الأزهرية وكانت سعادتنا بالغة بهم وتم تكريمهم مرتين الأولى لتفوقهم والثانية لحفظهم القرآن الكريم وكانت سعادتنا بالغة بهم وليس هذا فقط فقد تكرر ذلك في تخريج دفعة من كليات عسكرية أخرى أيضا وبالتالى هذا ليس عزوفًا لكنه تنوع أن تجد في شتى الميادين شباب الأزهر نماذج مشرفة داخليًا وخارجيًا، وفى مقابل ذلك نجد طلابًا وافدين من شتى أقطار الارض يريدون أن يلتحقوا بجامعة الأزهر الشريف ومن هناك تم تعيين مساعد لوزير الخارجية معني بشئون الطلاب الوافدين نظرا لأن الملايين من المسلمين في العالم تهفو أفئدتهم إلى الدراسة في الأزهر كونه كعبة العلم في العالم.
وما هي خطتك في التعامل مع الطلاب ؟
الطالب الذي يحافظ على قيمة وقامة الأزهر له كل الحب والتقدير والاحترام، أما الطالب الذي يعرقل العملية التعليمية ويخرج عن قيم الأزهر فليس له مكان بيننا.. كما لابد على طالب الأزهر أن يعمل على أن يكون نموذجا لطلاب الجامعت الأخرى في الالتزام والانتماء، ولذلك سيتم تطبيق برنامج له أبعاد متعددة من أهمها بث روح التوعية والانتماء والحب للأزهر والوطن.
هناك طلاب في السجون والمعتقلات أين هم في أجندتك ؟
اطمئن الجميع اننى أب ووالد قبل أن أكون مسئولًا ومن هذا المنظور فإن مجلس جامعة الأزهر أكبر مجلس جامعى في العالم يضم قرابة 100 عضو قام بمخاطبة المستشار النائب العام بشأن طلاب الجامعة وقت أن كنت عضوًا مشاركًا به كونى عميدًا لكلية الشريعة والقانون، اليوم وانا رئيسا للجامعة قمت بتجديد مخاطبة المستشار النائب العام بشأن الإفراج عن أي طالب ينتمى لجامعة الأزهر غير متورط في أحداث عنف.
وبماذا تفسر تظاهرات طلاب الإخوان التي تستهدف عرقلة الدراسة ؟
الدراسة منتظمة بشكل متكامل داخل مختلف كليات الجامعة واتباع يوميا الكليات بشكل لحظي للاطمئنان على سير العملية التعليمية، ولن يستطيع أحد أن يعطل مسيرة التعليم.
كما أن ما حدث من شغب خلال الأيام الماضية ماهو إلا "زوبعة" يتم القضاء عليها في لحظات، فمن يقوم بأعمال شغب من الطلاب لا يتجاوز عددهم 150 طالبًا وهو عدد لا يمثل نسبة مقارنة بمئات الآف من الطلاب الذين يدرسون بالجامعة
وكيف يتم إثبات إحداث الشغب ؟
الجامعة مزودة بكاميرات مراقبة ذات نقاء عال ومن يرتكب أي عمل من شأنه أن يؤدى للخروج عن الأطر الجامعية سوف يتم تطبيق القانون عليه..كما يتم يوميا تمشيط أمني للجامعة وأسوارها لضبط أدوات التخريب التي يستخدمها بعض الطلبة المخربين.
بعض هؤلاء الطلاب يروجون أن رئيس الجامعة يمثل يد السلطة بماذا ترد عليهم ؟
نحن لا نمثل سوى الأزهر الشريف ومنهجه ولن نسمح بوجود أي فكر متطرف بين الطلاب.. وليس لدينا أي حسابات سياسية، كما يحاول البعض أن يروج ونحمل فقط الفكر والمنهج الأزهري ومصممين على نشر هذا الفكر ومواجهة الإرهاب والفكر المتشدد، ولا مكان لدينا لأي طالب منحرف أو مشاغب يريد أن يعكر صفو العملية التعليمية.
إلى أي مدى ترى تعديلات القانون (103) ومدى تأثيرها في ضبط العملية التعليمية ؟
ما حدث تعديلات في القانون ( 103) من شأنه أن يؤدي لردع كل من تسول له نفسه زعزعة استقرار العملية التعليمية، فكل من يثبت تورطه في إثارة الشغب داخل الحرم الجامعى سواء أكان هذا الشغب صادرًا من عضو هيئة تدريس أو طالب أو موظف أو عامل يتم فصله على الفور بلا رجعة.
سمعنا أنه تمت زيادة مصاريف المدن الجامعية هذا العام؟
بالفعل تم زيادة مصاريف المدن الجامعية هذا العام لكن هذا قرار اتخذه المجلس الاعلى للجامعات ونحن نقوم بتطبيقه علمًا بأن الطالب الذي يسكن خارج المدينة الجامعية ينفق شهريًا قرابة 1000 جنيه سكن وأكل وخلاف ذلك، أما نحن في المدينة الجامعية فلن يتخطى العام الدراسى كاملا ضعف هذا المبلغ مقارنة بالامكانيات المتاحة للطالب المقيم في المدينة الجامعية.
ومتى يبدأ التسكين في المدن الجامعية للقدامى ؟
خلال الايام القليلة المقبلة سوف يبدأ التسكين في المدن الجامعية وفق معايير من النزاهة والشفافية مع استبعاد أي طالب ثبت تورطه خلال أحداث العنف التي تمت العام الماضي.