روى الكاتب الإنجليزي انجرام في كتابه عن أبي نواس وأساطيره هذه القصة: "إن تاجرا ذبح معزة ومر به مسكين فجلس إلى جانب القدر لعله يستسيغ الخبز باستنشاق رائحتها، ثم لقي التاجر فقال له: إنك أيها السيد قد أحسنت إلى إذ منحتني رائحة معزتك فاصطنعت بها هنيئا. فأخذ التاجر تلابيبه وقال له: الآن علمت كيف ضاعت النكهة من لحمها فقد اختلستها أنت إذن ولا ندري. وساقه التاجر إلى هارون الرشيد وقد كان شديد المحاباة للتجار فخكم على المسكين بتغريمه اثنتى عشرة روبية يأخذها التاجر ثمنا لنكهة ذبيحته وخرج المسكين يبكي لأنه لا يملك فلسا من هذه الغرامة فقابله أبو نواس وقرر أن يسدي إليه النصيحة وأعطاه النقود بشرط ألا يدفعها إلا في وجوده وبالفعل حضرا في الغد، وحضر التاجر وأمسك أبو نواس بالنقود وألقاها على الأرض فاقترب التاجر منها ليأخذها فأبعده أبو نواس وقال له: أسمعت رنينها ؟ قال التاجر: نعم حسبك، لقد وصلك الثمن رنينا برائحة فقد شبع هو بالأمس من رائحة طعامك ومن حقك أن تشبع اليوم من رنين الدراهم وترك أبو نواس الدراهم للمسكين وانصرف..