فتح حادث سيناء الأخير، الحديث عن جماعات العنف المسلح التكفيرية بسيناء، والتي عقدت شبه اتفاق ضمني فيما بينها على التنسيق، والتحالف، وأصبحت مكوناتها تتجه بشكل كبير إلى الوحدة، تحت راية الجماعة الأكبر فيها، وهي أنصار بيت المقدس. و"البوابة نيوز" تفتح أمام القارئ، طاقات ونوافذ مغلقة، وتضع خريطة واضحة لكل تلك الجماعات الموجودة في سيناء. 1- جماعة "جند الإسلام": تعتبر جماعة "جند الإسلام"، من مجموعات السلفية الجهادية الموجودة داخل مصر، وتحديدًا في سيناء، وهى تحمل أفكار تنظيم القاعدة, وتتمركز بصورة كبيرة بمدينة الشيخ زويد, وتضم حوالى 300 عنصر جهادي، عدد كبير منهم تلقى تدريبات عسكرية على أيدى الجماعات الجهادية فى غزة، بجبل الحلال. يعد تنظيم "جند الإسلام" من أخطر الجماعات والتنظيمات المسلحة حيث إنه من أكثر التنظيمات تسليحًا، فهو يمتلك أسلحة ثقيلة متطورة ومنها ال"آر بي جيه" ومضادات الطائرات والدبابات ومدافع الجرينوف. وتتركز هذه الجماعة في جبل الحلال وجبال المهدية التي تعتبر أهم قاعدة عسكرية لهذه التنظيمات لشن هجمات على إسرائيل. تمكن تنظيم "جند الإسلام" من تحقيق انتشار واسع في سيناء، ويعتبر الجناح العسكري المسلح لجميع الجماعات والتنظيمات المسلحة في شبه الجزيرة السيناوية. تنحصر مهمة "جند الإسلام"، في إعداد المجاهدين وتدريبهم وتسليحهم وإمدادهم بالخرائط وخطط العمليات الجهادية المسلحة في سيناء . وقد ظهرت تلك الجماعة في استعراضات علنية في المدن الحدودية يوم مقتل ابن لادن، وهم يرتدون ملابس سوداء ويرفعون أسلحتهم. من أخطر العمليات الإرهابية التي قام بها التنظيم بعد الثورة، الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش بأكثر من 40 عنصرًا مسلحين بأسلحة ال"آر بي جي" والقنابل والأسلحة الثقيلة، فضلًا عن محاولة احتلال قسم الشرطة ورفع رايات القاعدة عليه، والدعوة لإقامة إمارة إسلامية في سيناء. 2- أنصار الشريعة: تمثل جماعة "أنصار الشريعة"، "الذراع الأيدولوجي" والمورد البشري والمالي لتنظيم القاعدة المسلح، وإحدى مهمات "أنصار الشريعة" هي ممارسة أكبر قدر من الضغط على وجوب تطبيق الشريعة. وأنصار الشريعة، هي تنظيم إقليمي، عده مراقبون، أنه القاعدة في ثوب جديد، بدأت عندما أسس "القاعدة" جماعة وكيلة عنه في أبريل 2011 تسمى "أنصار الشريعة في اليمن" . ومؤخرًا وضع أحد أبرز المنظرين الجهاديين العالميين وهو الشيخ أبو المنذر الشنقيطي ختم موافقته على الموجة الجديدة لجماعات "أنصار الشريعة". وكان الشنقيطي ذو الأصل الموريتاني قد نشر مقالة بعنوان "نحن أنصار الشريعة" داعيًا فيها المسلمين إلى إقامة جماعاتهم الدعوية المسماة ب "أنصار الشريعة" كلٌ في دولته ثم الاتحاد في كتلة واحدة. وقد أعلنت "أنصار الشريعة في مصر" عن نفسها كجماعة منظمة على الأرض، تحت اسم "أنصار الشريعة – الطليعة السلفية المجاهدة"، والتي يرأسها أحمد عشوش ، و"أنصار الشريعة" التي يرأسها سيد ابو خضرة، والتي تعمل في مصر في وجه اجتماعي خدمي تستغله للتجنيد. وقد أصدرت حركة "أنصار الشريعة" التى يقودها أحمد عشوش، وثيقة الإنشاء للطليعة السلفية المجاهدة، أكدت فيه أن مهمتها هى إقامة الخلافة الإسلامية، ودعم جماعات المجاهدين، والقضايا الإسلامية، وتحقيق التوحيد الخالص، وأكدت عبر موقعها على وثيقة "نصرة الإسلام" التى أصدرها أيمن الظواهرى، والتى دعا فيها لتحرير ديار المسلمين، والدعوة للتحاكم للشريعة، والعمل على إقامة الخلافة. وقد التقيت بعشوش، في معسكره بكفر الدوار، وكان لي لقاء معه، أكد لي فيه، أن أسامة قاسم أو هشام أباظة ليس لهما أدنى علاقة بالجهاد، ونبيل نعيم تم فصله لأنه تابع لأمن الدولة، والإسلاميون الذين يمارسون السياسة كاذبون ومشركون سياسيًا لأنهم تعاملوا مع الديمقراطية الكافرة، وكل من لا يحكم بالشريعة فهو كافر، ولابد من إزاحته بأي شكل. كما قال: أنا أول من نادى بالدمج بين السلفية الجهادية، منذ أن التزمت في سن صغيرة في السبعينيات، حين عاصرت كل نشطاء الحركة، والرموز الكبيرة للجهاديين، والتزمت بمنهج السلف، وكانت أول قضية اتهمتني بها الدولة، هي الطليعة السلفية الجهادية، لكنهم أدخلوني في تنظيم طلائع الفتح، وأبو قتادة ليس أول من نادى بالسلفية الجهادية، فأنا أول من ناديت بذلك، وحاولت أن أجمع بين السلفية العلمية البحتة، لمدرسة الإسكندرية التي لم تكن تنظر في الواقع، ولا تنظر لتغييره، وبين الجهادية المعنية بالتغيير، ونقل الدولة من التبعية الاستعمارية . جماعة أنصار الشريعة المصرية، هي أخطر تنظيمات السلفية الجهادية داخل مصر، إذ انها كانت المورد الرئيسي للمقاتلين إلى سوريا، حيث إنها أعلنت أن مصر أرض دعوة وليست أرض جهاد، الآن، إلا أن ذلك لا ينفي تحولها في لحظة ما إلى العمل المسلح، حين تحين الفرصة. 3- الحركة الإسلامية لتطبيق الشريعة: نشأت الحركة الإسلامية لتطبيق الشريعة، على يد محمد حجازى مفتي تنظيم طلائع الفتح التابع لتنظيم الجهاد، وداوود خيرت، ثم انضم لها محمد الظواهري. وقد تأسست الحركة على يد أعضاء سابقين في تنظيم طلائع الفتح الجهادي، الذي كان يقوده الظواهرى باعتباره أميرًا عامًا لجماعة الجهاد. أعلنت الحركة الإسلامية لتطبيق الشريعة، عقب وصول محمد مرسي للحكم، أن مهمتها تتركز على نصرة السجناء المظلومين، وتطبيق الشريعة، وإقامة الخلافة الإسلامية. وقالت في بيانها التأسيسى: "لن ننسى أى مظلوم فبعد أن تعود لنا حقوق إخواننا الأحرار كاملة غير منقوصة سنخرج لنطالب بحقوق إخواننا المعتقلين السياسيين المسجونين ظلما بسجن العقرب. شارك أعضاء الحركة في فعاليات التظاهر بمليونية الشريعة، كما شاركوا فى الاعتصام برابعة، عقب ثورة 30 يونيو على حكم جماعة الإخوان، وألقي القبض على مؤسسها داوود خيرت فى مدينة نصر. 4- "أنصار الجهاد" نموذج تكفيري غايته إقامة إمارة إسلامية: جماعة "أنصار الجهاد"، هى أحد نماذج السلفية الجهادية، وهى من أخطر الجماعات، فهى المتهمة الأولى بقتل جنود رفح ال27. نشأت عقب ثورة 25 يناير، وتضم نحو 300 عضو مسلح تقريبًا يمتلكون أخطر الأسلحة، كما يمتلكون منصات للصواريخ ومدافع هاون وأسلحة ثقيلة مضادة للطائرات. وقد تمثل الظهور الإعلامى الرسمى للقاعدة فى مصر، من خلال بيان صدر عن جماعة أطلقت على نفسها " جماعة أنصار الجهاد فى سيناء"، وهو بيان مبايعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. واحتوى البيان الصادر بتاريخ 23 يناير2012 ، ما نصه " إلى أميرنا الحبيب، وشيخنا المفضال، أبي محمد أيمن الظواهري ، حفظك الله ونصرك وأعانك، من جنودك في سيناء الحبيبة في أرض الكنانة، نبايعك على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وأثرة علينا، فارم بنا حيث شئت، فلن ترى ولن تسمع منا إلا ما تقر بها عينك، وتشفي بها صدرك، فلن نقر ولن نستسلم إلا على آخر قطرة من دمنا في سبيل الله، وحتى يحكم الإسلام بعون الله تعالى. وفقكم الله شيخنا الحبيب المجاهد إلى ما فيه الخير للإسلام والمسلمين، ونسأل الله أن يحفظكم بحفظه، وأن يحفظ قادة الجهاد في كل مكان إنه ولي ذلك والقادر عليه"، واختتم البيان بتوقيع " جنودكم في جماعة "أنصار الجهاد في جزيرة سيناء" . تتمركز تلك الجماعة على الشريط الحدودى مع قطاع غزة، وتتكون من بعض الأعضاء السابقين في تنظيم "الجهاد" الذين خرجوا من السجون، ويريدون إقامة إمارة إسلامية من طريق طرد الجيش والشرطة من سيناء، والاستيلاء على المقار الأمنية. وقد أكدت السلطات الأمنية أن عادل حبارة المقبوض عليه حاليًا لاتهامه فى قتل 27 مجندًا فى مذبحة رفح الثانية، هو من تزعمها مؤخرًا، واعترف بمسئوليته عن تنفيذ المذبحة. تبنت الجماعة تنفيذ عمليات تفجيرات الغاز الطبيعي المؤدي إلى إسرائيل عبر شمال سيناء، كما تبنت تفجيرات إيلات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي قتل فيها 8 جنود إسرائيليين في أغسطس الماضي. 1- التكفير والهجرة فى سيناء أو "الرايات السوداء": تنظيم "التكفير والهجرة فى سيناء"، أطلق على نفسه "السلفية الجهادية" محاولاً احتكار المصطلح، رغم أنه يحوى تيارات متنوعة، بعضها إقليمي. و"السلفية الجهادية" هى تيار عام، يوجد فى أغلب بلاد العالم، تنحدر معظم التنظيمات السيناوية منه، فهو تيار عام يرجع أصوله لعام 1979، بعد ظهور الجماعة القطبية التي تأثرت بأفكار سيد قطب، والتي أطلق عليها اسم "جماعة أهل السنة والجماعة". وتتباين الجماعات التي خرجت من إطار السلفية الجهادية، ما بين مجموعات جنحت إلى فكر التكفير، أو أخرى، اكتفت بتكفير الحاكم، والمطالبة بإحياء الخلافة، وأجازت فى الوقت ذاته قتل رجال الشرطة. انتشرت السلفية الجهادية في سيناء بصورة كبيرة فى أواخر عام 1993، ودبت الخلافات بين التنظيمات السيناوية بعد الثورة بسبب رغبة البعض فى الاندماج مع المجتمع، حتى ظهرت جماعة التكفير والهجرة، التى أطلق عليها البعض "الرايات السوداء"، وهم تكفيريون يكفرون بالذنب والمعصية، ويعتبرون أن المشكلة الكبرى هى غياب شرع الله والإسلام عن كل الكون، ويعد شكرى مصطفى قاتل الشيخ الذهبى، هو المرجعية الفكرية لهم، من خلال بعض الكتابات مثل (الحجة البالغة) . "الرايات السوداء"، أو "التكفير والهجرة"، يتمركز فى منطقة الشيخ زويد، ويمتلك أسلحة خطيرة جدًا وأغلبهم تلقى تدريبات قتالية خارج مصر وخاصة في غزة ودير البلح. من أخطر العمليات التي قام بها التنظيم هو تحطيم تمثال السادات، واستهداف "قسم ثان العريش" وقتل عددًا من ضباط الجيش والشرطة أواخر يوليو 2011، وتفجير ضريح الشيخ زويد 3 مرات، وقتل عدد من أفراد الشرطة في شهر يونيو 2011 وقتل النقيب محمد إبراهيم الخولي (29 عامًا) والشرطي محمد حسنى إبراهيم (31 عامًا)، وإصابة الشرطيين عبد السلام حامد عبد الله (20 عامًا) ويحيى إبراهيم عبد المنعم 20 عامًا. في مايو الماضي استهدف التنظيم أفراد الشرطة والجيش المصري بكمين الماسورة الذي يقع على مدخل مدينة رفح المصرية، كما أطلق المسلحون قذيفة "آر. بي. جي" على مدرعة شرطة طراز فهد، وأسفر الهجوم عن مقتل شرطي مصري يدعى محمود صبري محمد (22 عامًا) من قوات الأمن المركزي ولقي حتفه في مكان الحادث، كما أصيب عدد آخر. وأصدرت هذه الجماعة عددًا من البيانات باسم "السلفية الجهادية في سيناء" تبنت فيها عددًا من العمليات ضد اسرائيل، وعلى خطوط الغاز المتجه إليها من مصر، وتبرأت في ذات الوقت من عملية قتل واختطاف الجنود في رفح . 2- "التوحيد والجهاد" أم التنظيمات التكفيرية في سيناء: يعتبر "التوحيد والجهاد" من التنظيمات الكبرى في سيناء، وهو تنظيم مصري متطرف شديد العنف، يقترب إلى الفكر التكفيري أكثر من اقترابه من الفكر السلفي، وهو الذي قام بتفجيرات سيناء الشهيرة، والمعروفة إعلاميًا باسم تفجيرات طابا وشرم الشيخ في 2004 و2006. "يعد تنظيم "التوحيد والجهاد" من أقدم وأخطر الجماعات المسلحة في سيناء، بعد أن انشق عن الجماعة السلفية الدعوية، في نهاية عام 1997 بقيادة خالد مساعد الذي أسس التنظيم، وخميس الملاخي، وكانت عملية طابا في عام 2004، من أبرز عملياتها، والتي قام بها شاب فلسطينى بالعريش، يدعى إياد أبو صالح. يرجح أن الشريك الأساسى لخالد مساعد فى بناء هذا التنظيم كان نصر خميس الملاحى، وكان الاثنان يرتبطان بعلاقة صداقة وطيدة منذ الصغر، حيث نشأ مساعد والملاحى فى منزلين متجاورين فى مدينة العريش، وربطتهما علاقة الصداقة منذ الصغر، كما تزاملا فى جميع مراحل الدراسة، حتى وصولهما إلى المرحلة الجامعية، حيث التحق خالد بطب أسنان الزقازيق، ونصر بحقوق الزقازيق، ثم اشترك الاثنان لاحقًا فى بناء تنظيم التوحيد والجهاد. وفى مرحلة لاحقة، انضم إليهما سالم خضر الشنوب، الذى أصبح بعد ذلك المسئول العسكرى في التنظيم، وكان يتولى تدريب عناصر التنظيم على الأسلحة وتصنيع القنابل، فى قريته الفرقدة المجاورة لجبل الحلال بوسط سيناء. وكان خالد مساعد يلقى دروسًا دينية منتظمة فى مسجد الملايحة بالعريش بعد صلاة العصر يومى الاثنين والخميس، كما نشط نصر الملاحى فى إلقاء دروس دينية فى مسجد التوفيق بالعريش أيضاً، وتمكنوا من إقناع بعض الشباب بأفكار التنظيم والانضمام إليه، كما تمت عمليات تجنيد أخرى من خلال مسجد الأوابين فى التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية. قتل خالد مساعد مؤسس التنظيم، واعتقلت شرطة حبيب العادلى 2000 معتقل من أبناء سيناء، وسجنوهم مع المحكوم عليهم في محاولة اغتيال أبو باشا "الناجون من النار"، ومنهم مجدى الصفتى، ويسرى عبد المنعم، وهو تنظيم ينتمي إلى جماعة التوقف والتبين التكفيرية، فخرج بعضهم متأثرين بهذه الجماعة، مما جعل التوحيد والجهاد أقرب إلى التكفير منها إلى السلفية الجهادية. فى عام 2006 نفذت جماعة التوحيد والجهاد عملية شرم الشيخ، وثبت أنه تم تدريب منفذها في منطقة "دير البلح" بغزة، واعتقلت مصر حينها أيمن أبو نوفل، من قادة عز الدين القسام، واتهمته بأنه وراء تنفيذ العملية، إلى أن تم تهريبه بعد الثورة، حيث ظل فى أسيوط لمدة يومين، ثم تم تهريبه من أسيوط إلى سيناء ثم غزة عبر الأنفاق. عاودت الجماعة نشاطها بالهجوم المسلح على قسم ثان العريش، عقب الثورة، والذى قاده قيادى الجماعة كمال علام، الهارب من حكم بالإعدام. عناصر جماعة التوحيد والجهاد تلقت تدريبها على أيدى كتائب القسام, بعد هروبهم من سيناء لقطاع غزة خلال عام 2007 نتيجة لتشديد الخناق عليهم, وعقب الثورة, تم العكس حيث نزحت عناصر جهادية من غزة لداخل سيناء, هروبًا من ملاحقات حماس" . وقد أثبتت اعترافات المعتقلين من تنظيم التوحيد والجهاد أن عدد التنظيم لا يتجاوز ال300 فرد، وعملية التجنيد تتم عبر الدروس الدينية والاستفادة الوثيقة من الروابط العائلية والقبلية، فعلى سبيل المثال، قام المسئول العسكرى سالم الشنوب بعد انضمامه للتنظيم بتجنيد أشقائه محمد وعودة وسلامة وضمهم للتنظيم. وتشير مصادر سيناوية أن هناك ارتباطًا شديدًا بين جماعة التوحيد والجهاد، وجماعة أنصار الإسلام الفلسطينية، وقيل إنهم من نفذ عملية خطف الجنود السبعة، تحت قيادة الجهادى هانى أبو شيته شقيق الجهادى حمادة أبو شيته المحكوم عليه بالإعدام في قضية تفجيرات طابا وعلى قسم شرطة العريش الذى راح ضحيته 5 من أفراد الشرطة ومدنى واحد عام 2011. يرجح أن الاثنين، مساعد والملاحي، آمنا إيمانًا عميقًا بأفكار الشيخ شوقى التى تبنى على تكفير وتصفية كل من يخالف تطبيق الشريعة الإسلامية وتبنى فكرة إحياء الخلافة الإسلامية. وجماعة الشوقيين كان قد أسسها الشيخ شوقى عبد اللطيف الذى استغل سذاجة الصيادين وتمكن من تجنيد أكثر من 900 عنصر انضموا إلى تنظيمه، حتى قتل في فترة التسعينات. عقب ثورة 25 يناير وهروب أعضاء جماعة الشوقيين التى نشأت بالفيوم من سجنى أبو زعبل والمرج، إلى سيناء انضموا إلى جماعة "التوحيد والجهاد"، وتاجروا فى الدولار المضروب، والسولار. والتنظيم مقسم إلى خلايا عنقودية لا تعرف بعضها بعضاً، واتخذ كل عضو اسمًا حركيًا لا يعرفه زملاؤه فى التنظيم. حدثت تحولات فى توجهات قادة التنظيم، حيث اتجهت نيتهم إلى تنفيذ عمليات مسلحة داخل البلاد، بسبب صعوبة السفر لأفغانستان أو العراق. كان سالم الشنوب، وناصر خميس الملاحى، الذين قتلا فيما بعد، وعيد سلامة الطراوى، وحماد جميعان، ونايف إبراهيم الديب، هم من يخططون للعمليات، ويسمون سرقة مؤسسات الدولة بالغارة، فيسرقون السيارات والأجهزة الكهربائية من المبانى الحكومية لبيعها وتمويل التنظيم وشراء الأسلحة والألغام، وللإنفاق على الاحتياجات الشخصية لأعضاء التنظيم، فضلاً عن تكثيف التدريبات لأعضاء التنظيم على تنفيذ العمليات الإرهابية، علاوة على تكثيف عمليات الإعداد النفسى والذهنى لأولئك الذين سوف ينفذون تلك العمليات. من أهم العمليات التى قاموا بها تفجيرات طابا ونويبع فى 7 أكتوبر 2004، والتخطيط لإحراق سفن أمريكية مارة فى قناة السويس، وتفجير مطار العريش الدولى (مطار القوات الأمريكية والكندية التي تحتل سيناء بموجب اتفاقية كامب دافيد) ، وتفجير 3 كنائس بالعريش ورفح، وتفجير مصنع للأسمنت يقوم بتصدير إنتاجه لإسرائيل، وتفجير مديرية أمن العريش، ومباحث أمن الدولة، ومحاولة اغتيال ضابط بمكتب مباحث أمن الدولة فى رفح. "التوحيد والجهاد" هو أخطر التنظيمات السيناوية على الإطلاق، والتي تحولت مؤخرًا ليصبح اسمها أنصار بيت المقدس.