قال المرشح الرئاسي التونسي ورئيس الوزراء الأسبق، الباجه قائد السبسي، "بناء على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة قررنا تشكيل حزب حركة نداء تونس لأول مرة". وأضاف خلال حواره للحياة اليوم، مع الإعلامي عمرو عبدالحميد "كنا ملتزمين بقرار عدم الترشح للانتخابات، وكنا نطمح أن نسير في نهج ديمقراطي لكن انتخابات 23 أكتوبر في تونس بينت عدم التوازن في المشهد السياسي بالبلاد". وأشار إلى وجود قطب يساري سمى "الجبهة الشعبية"، ومن جانب آخر تم تشكيل حزب نداء تونس ليمثل الاتجاه الوسطي، مضيفا "نحن مسلمون وننتمي للإسلام المعتدل." وقال السبسي "أتحفظ على كلمة الربيع العربي لأنها اختراع أوربي".. وتابع "في مايو 2011 أثناء مؤتمر الثمانية الكبار وعدت الدول الكبرى بتقديم المساعدات سواء المادية والفنية لمصر وتونس لكنهم تراجعوا" مؤكدا أن العالم الغربي لا يحب دفع التكلفة السياسية لمساعدة الدول العربية بدعوى الكساد الاقتصادي. وحول التدخلات الخارجية، قال إن التدخلات مرفوضة.. مشيرا إلى أن هناك شعوبا تتصدى لتلك التدخلات، مؤكدا أن مصر دولة لديها حضارة آلاف السنوات، وتترسخ بها مفهوم الدولة.. موضحا أن الحكومات قد تنهار ولكن الدولة والنظام باقين سواء في مصر وتونس بما يجعل الدولة في مصر محصنة ضد التدخلات الخارجية. وقال إن بورقيبة كان لديه هاجس الدولة وأنه حقق مفهوم الدولة خلال السنوات الطويلة منذ تحرر تونس من الاستعمار. وأكد أن بورقيبة ليس متشددا ضد التيارات الإسلامية وإنما واقعي يعرف علاقات تلك التيارات بالخارج وغيرها من الحركات المتشددة. وقال السبسي "بعد الاستقلال استثمرنا في البشر "المادة شخمة" وهي تعني "التعليم هو الأساس". موضحا أن الرصيد الأساسي في تونس هو البشر. وتابع: "في عهد بورقيبة غادرت منصب وزير الخارجية لأني كنت أرى أن التغيير أصبح ضرورة". وحول بن على، قال إنه أيد بن على، لأنه كان لديه مشروع تحرري ووعد بالديمقراطية ولكنه خرج من المشهد السيسي منذ 20 عاما قبل رحيل بن. وقال أبرز سلبيات بورقيبة أنه بقى في الحكم مدة طويلة جدا ولم يكن ديمقراطيا وأكد أن بورقيبة كان وطنيا ومخلصا وعفيف اليد ونزيها وأمضى نصف حياته في المعتقلات ولم يكن فاسدا. وقال إن حزب النهضة التونسي أراد تهميش الانتخابات الرئاسية.. والدستور ينص على انتخاب الرئيس بالانتخاب الحر المباشر. ومن جانب آخر، قال أن مهدي جمعة سيبقى رئيسا للوزراء بعد الانتخابات البرلمانية حسب الدستور وتابع: حركة النهضة والإسلاميون فرضوا علينا إجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية لأنهم يريدون تهميش الرئاسة. وقال "استطلاعات الرأي ترى حزب حركة نداء تونس في مقدمة الانتخابات الرئاسية"، مشيرا إلى أنهم يأخذون فقط اتجاه من تلك الاستطلاعات فقط للعمل عليها في الميدان. وقال إن نداء تونس ليس حزبا كلاسيكيا ولا يملكون أيديولوجيا وإنما لديهم 4 روابط وهم رابط نقابي ويساري ومستقل ورافد دستوري" وأنهم توافقوا مشيرا إلى غياب الخلافات داخل الحزب. وأوضح أن المؤتمر العام لحزب نداء تونس هو الذي سيحدد الهيكل التنظيمي. وأوضح أنه عقب الانتخابات الرئاسية سيتم إعادة تنظيم الهيكل داخل الحزب. وقال لو حصل نداء تونس على الاغلبية في البرلمان لن نحكم وحدنا وإنما نريد التحالف والاشتراك مع قوى أخرى حيث تم تشكيل الاتحاد من أجل تونس من 4 أحزاب على أن يترشحوا في قوائمهم الشخصية لكن بعد الانتخابات سيتم الانفتاح على جميع القوى السياسية للحفاظ على الهوية التونسية. وتابع: الانتخابات يفرض فيها الشعب رأيه. مؤكدا أن التحالف سيكون مع الأحزاب المتقاربة مع رؤية حزب نداء تونس. وقال "نحن مع الدولة العصرية التي تعيش مع عصر القرن الحادي والعشرين خاصة أن تونس تأخرت خلال الثلاث سنوات الأخيرة." وأضاف "السجون ليست المكان المناسبة لبناء رجال الدولة." وحول محمد مرسي أكد أنه اتبع اتجاها حزبيا وشخصيا ضيقا، موضحا أنه لم يكن رئيسا لكل المصريين لذلك ثار عليه الشعب المصري. ورفض مصطلح الانقلاب على مرسي في ثورة 30 يونيو.. مؤكدا أنه لا يؤيد أيا من الأطراف والقوى السياسية أو يتملق أيا منهم. وقال "الجيش المصري قام بواجبه الوطني وانحاز للشعب في ثورتي يناير و30 يونيو".. وهو جيش وطني ويحافظ على أمن مصر القومي. وتابع: حكم الإسلاميين لتونس وضع البلاد في مأزق اقتصادي كبير وتراجعت تونس للمركز 137 في مؤتمر دافوس، مؤكدا أنه لابد من تدارك الوضع الذي حدث في البلاد بعد الثورة سواء من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية". وقال إن حركة النهضة خرجت من الحكومة ولكنها لم تخرج من الحكم، مشيرا إلى أنه يأمل عقب الانتخابات التشريعية والرئاسية في تونس أن تكون فاصلة بين عهدين. وحول عودة بن على، قال إن زين العابدين بن على هرب ولم يملك الشجاعة لمواجهة الوضع.. تونس ستتجاوز هذه المرحلة وتكون لكل التونسيين مشيرا إلى أنه كان هناك قلة من رجال الدولة مقارنة برجال النظام. وحول ترشحه للرئاسة حاليا، قال لم أترشح إلا من أجل نجاح تونس والشعب وقال "لدى مشروع وطني يؤهلني للحكم من أجل تونس". وقال لقد ساندنا ليبيا وقت الثورة، مشيرا إلى إرسالهم سلاح للثوار الليبين، وفي المقابل حافظوا على التوازن في التعاهدات الدولية. وأضاف "ليبيا أصبحت أكبر مخزن للسلاح". منصب الرئاسة لن يضيف أي شيء والرئيس القادم في تونس صلاحياته حددها الدستور وحول الوضع الليبي، قال "للأسف لم يعد هناك في ليبيا دولة وفيها ميلشيات مسلحة تتصارع على الحكم، وتونس لديها خطر حاليا وهو الإرهاب".. مشيرا إلى أن تونس لا تستطيع وحدها مواجهة هذا الخطر. وحول زيارة الرئيس السيسي للجزائر، قال إنها مبادرة ذكية وتوقيتها صحيح من قبل القيادة المصرية. وتابع: القيادة المصرية تستطيع مواجهة الإرهاب وترفض التدخل العسكري الخارجي "الناتو أو غيره" في ليبيا.. موضحا أن الجامعة العربية لديها ما يكفيها من المشاكل ولذلك الحل من داخل ليبيا نفسها.