ذكرت صحيفة السفير اللبنانية أن طهران أبلغت الحكومة اللبنانية أن الهبة التي عرضت إيران تقديمها للجيش اللبناني مؤخرا لا ينطبق عليها القرار الدولي 1747 الصادر تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة والذي يحظر بيع أو توريد أو نقل سلاح أو عتاد عسكري لإيران ، وأن الإيرانيين سبق لهم أن زودوا الحكومة العراقية وحكومات أخرى بهبات ولم يحدث رد فعل كما هو الحال مع لبنان. وتوقعت صحيفة السفير المقربة من حزب الله ألا تتم الهبة العسكرية الإيرانية بسبب الاستجابة المتوقعة من قبل الحكومة اللبنانية للضغوط الأمريكية الرافضة لها. وأشارت إلى أنه رغم قرار وزير الدفاع اللبناني نائب رئيس الوزراء سمير مقبل بتلبية الدعوة لزيارة طهران وإرسال وفد عسكري لبناني من جهة ومجاراة الايرانيين للتحرك اللبناني من جهة ثانية، فإن الزائر (وزير الدفاع اللبناني) ومستقبليه الإيرانيين على يقين تام بأن الهبة التي عرضت طهران تحميلها في البواخر سريعا، ستبقى هبة نظرية وسيُرمى ملفها في الأدراج الوزارية كما حدث سابقا مع مبادرات متعلقة بالسدود والكهرباء وظلت كلها حبرا على ورق. وفقا للصحيفة. وقالت السفير إنه يسجل للديبلوماسية الامريكية ولأجهزة الأممالمتحدة أنها نجحت في ابتزاز لبنان، من خلال إلزامه سياسيا بقرار دولي لا ينطبق على طبيعة الهبة العسكرية الايرانية غير المشروطة والمجانية بالكامل للبنان.على حد قول الصحيفة. وتوقعت أن يجدد الإيرانيون عرضهم أمام وزير الدفاع اللبناني .. بينما لن يقدم لبنان أي التزام بل يشكر ويرحب ويوضح أنه: لا التزام بقبول بالهبة قبل العودة الى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار كتب برفضها قبل سفر الوزير، نظرا لعدم توافر الإجماع عليها! حسب الصحيفة. وأشارت إلى أن قصة الهبة العسكرية الايرانية تعود إلى اغسطس 2010 بعد موقعة العديسة مع الجيش الإسرائيلي حينما أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي، هوارد برمان، تجميد 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية التي سبق إقرارها إلى الجيش اللبناني، متذرعا بمخاوف من أن الأسلحة المقدمة اليه قد تهدد إسرائيل، فردت إيران بالإعراب عن استعدادها لدعم الجيش، ونقل السفير الايراني في لبنان آنذاك غضنفر ركن ابادي رسالة بهذا المعنى الى قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي. وأعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي في أثناء زيارة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى طهران في نوفمبر 2010 ان بلاده مستعدة لمساعدة الجيش اللبناني، وأقدم في خطوة رمزية على تقديم رشاش إيراني من نوع «توندار» للحريري ،ثم تكرر العرض الايراني خلال زيارة وزير الدفاع السابق فايز غصن الى طهران ومع زيارة الأمين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي شمخاني الى بيروت في الثلاثين من سبتمبر الماضي. و عقدت لقاءات عسكرية ايرانية لبنانية أمكن خلالها وضع جدول بالاحتياجات على شكل هبة للجيش اللبناني، على أن تسلم للبنان خلال فترة قصيرة جدا (أقل من شهر)، وتتضمن: رشاشات «دوشكا» مع ذخائرها، مدافع هاون 60 و120 ملم مع ذخائرها، ذخائر من عيار 155 ملم، قاذف «تاو» المضاد للدروع، صاروخ «تاو»، مناظير ليلية، ذخائر دبابات «تي 55» و«تي 62». ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام سارع بإعلان ترحيبه بالهبة فور استقباله شمخاني، وتم الاتفاق على موعد زيارة مقبل لتسلم الهبة. وأضافت السفير أنه لم تمض ساعات قليلة حتى شن الأمريكيون هجوما مضادا على الهبة الايرانية، وقد وردت رسائل تهديد أمريكية واضحة بهذا المعنى الى جهات لبنانية، حتى أن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك حرّض بعثات غربية ضد لبنان، في موازاة زيارة موفده ديريك بلامبلي الى وزارة الدفاع اللبنانية وإبلاغه وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش اللبناني جان قهوجي، على غير عادته ولباقته الديبلوماسية، «أن أي تعاون عسكري بين لبنان وايران «يشكل خرقا للحظر المفروض على توريد أو بيع أو نقل أي أسلحة أو عتاد ذي صلة..» وذلك بموجب الفقرة الخامسة من القرار 1747 الصادر تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة».