قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تقدم داعش في بلدة كوباني السورية الحدودية توقف، اليوم الخميس، بعد أن شن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة أعنف غارات جوية حتى الآن على مقاتلي التنظيم المتشدد الذين يهاجمون البلدة منذ نحو شهر. وقال مسئولون أتراك وأمريكيون الأسبوع الماضي، إن داعش على وشك الاستيلاء على كوباني وانتزاعها من الاكراد الأقل تسليحا الذين يدافعون عنها بعد أن سيطر التنظيم المتشدد على نقاط إستراتيجية في عمق البلدة. ووصلت الغارات التي تشنها قوات التحالف إلى مرحلة تصعيدية جديدة خلال الايام القليلة الماضية وتعرضت أهداف داعش حول كوباني إلى نحو 40 غارة خلال اليومين الماضيين. وأوقفت الغارات تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد، وقالت مصادر كردية إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية تمكنوا من استعادة بعض الاراضي. وينظر إلى الهجوم المستمر منذ أربعة اسابيع على أنه اختبار لإستراتيجية الضربات الجوية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقال الزعماء الاكراد مرارا أن بلدة كوباني المحاصرة لن تنجو دون وصول أسلحة وذخيرة للمدافعين عنها وهي خطوة لم تسمح بها تركيا حتى الآن. وتسعى داعش للسيطرة على كوباني لتعزيز موقفها في شمال سوريا بعد أن سيطرت على مساحات كبيرة من الاراضي السورية وأيضا الاراضي العراقية. وهزيمة داعش في كوباني ستكون نكسة كبيرة للمتشددين وتعطي دفعة لأوباما. وقال شاهد من رويترز إن طائرات حلقت فوق كوباني يوم الخميس، وترددت أصوات النيران في البلدة وسمعت عبر الحدود التركية مع احتدام القتال في الصباح. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه حدثت خلال الليل ست ضربات جوية إلى الشرق من كوباني وان الاشتباكات استمرت خلال الليل. وذكر أن أيا من الجانبين المتصارعين لم يحقق مكاسب ملموسة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد خلال اتصال هاتفي إن داعش تحاول طرد وحدات حماية الشعب الكردية من الجنوب ليصبح أمامها المزيد من المداخل إلى البلدة، وذكر أيضا أن الاشتباكات جرت على بعد ستة كيلومترات إلى الغرب من البلدة قرب برج البث الاذاعي. وقالت مصادر داخل كوباني أن القوات الكردية تمكنت من اجبار مقاتلي داعش على التقهقر في بعض مناطق جنوب وشرق كوباني التي يحاصرها التنظيم المتشدد من ثلاث جهات. وقالت قائدة كردية عرفت نفسها باسم دجلة لرويترز في ساعة مبكرة من يوم الخميس "استعدنا مساحات من الاراضي لا بأس بها أمس، و"الاشتباكات مستمرة. وشاهدنا أمس الكثير من جثث مقاتلي داعش بعضهم كان يحمل سيوفا." وقال صحفي في كوباني إن الضربات الجوية مكنت القوات الكردية من شن هجمات للمرة الأولى منذ بدء هجوم داعش قبل أربعة أسابيع. وقال عبد الرحمن جوك لرويترز في اتصال هاتفي إنه شاهد بعض مواقع وحدات حماية الشعب في شرق البلدة أمس الأربعاء والتي كانت داعش تسيطر عليها قبل يومين فقط. وأضاف أن المسؤولين في كوباني يقولون إن الغارات الجوية كافية لكن هناك حاجة لتحرك بري لطرد داعش، وان وحدات حماية الشعب قادرة تماما على القيام بذلك لكنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة.