أكد الدكتور أحمد جابر مدرس الاستشعار من بعد بقسم الجيولوجيا بجامعة بورسعيد وعضو الفريق البحثى المصرى الأمريكى المشترك لمشروع سهل الجلابة بغرب كومبو أن أحدث الصور الفضائية الحرارية والرادارية كشفت أن خزان المياه الجوفي بتلك المنطقة متصل ببحيرة ناصر جنوبا ونهر النيل شرقا من خلال تراكيب جيولوجية (صدوع) عميقة تحت سطح الأرض قد تمد تلك المنطقة بالمياه حال نقصانها، وبالتالى فإن تلك المنطقة لن تعانى من نقص المياه اللازمة لكافة أشكال التنمية. وقال جابر - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن المشروع تنفذه جامعتا بورسعيد وقناة السويس والهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء بالتعاون مع جامعة بوسطنالأمريكية وبتمويل من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية المصري والمؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكي، وبدأ العمل فيه منذ عام 2012 وكان على مرحلتين وتم الانتهاء منه في شهر مارس الماضى. وأضاف أن آليات العمل فيه اعتمدت على استخدام الصور الحرارية الفضائية وأحدث التقنيات الحديثة للصور الرادارية، التي تتميز بدقة عالية في مسح الأراضى الصحراوية بصورة شاملة إضافة إلى المسح الجيوفزيائي باستخدام جهاز الرادار الأرضي والكهربية والمغناطيسية، والتي تم من خلالها وضع خرائط للتربة وتحديد مجارى الوديان المدفونة، وأنسب المواقع لحفر آبار المياه الجوفية. وأوضح جابر أن العالم المصرى الدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطنالأمريكية، والمشرف على المشروع، استعرض خلال لقائه مؤخرا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى آخر صور المسح الفضائي التي تم التقاطها من القمر الصناعى الكندى (رادارسات-2) في أغسطس الماضى لتلك المنطقة الواعدة لتنميتها وتطويرها والاستفادة من مخزون المياه الجوفي بها. وأشار إلى أن الصور الفضائية أثبتت أن تلك المنطقة، التي يمكن استصلاح 750 ألف فدان بها، يوجد بها صدوع كبيرة تعمل كممرات للمياه الجوفية في موازاة نهر النيل، وممرات في اتجاه الهضبة الغربية، وأن منسوب المياه الجوفية بها حاليا أعلى من مستوى نهر النيل، وفى حالة استهلاك المياه الجوفية في عمليات الاستصلاح والتنمية الزراعية والعمرانية خلال 20 - 30 عاما فإن التركيب الجيولوجى للممرات الجوفية يسمح بشد المياه من نهر النيل مرة أخرى أي تجديد المياه. ولفت جابر إلى أن الصور الفضائية والدراسات الميدانية المكثفة التي قام بها الفريق البحثي إضافة إلى دراسات الدكتور بهي العيسوي التي قام بها عام 1992 أكدت أن جميع الأنهار التي كانت تجرى في مصر قديما كانت تمر بتلك المنطقة وبالتالى فإن الرواسب النهرية المختلفة وخصائص مياها الجوفية جعلتها صالحة لزراعة كل أنواع المحاصيل الزراعية، نظرا لخصوبة تربتها ودرجة ملوحتها الملائمة. ونوه بأن هناك العديد من مشروعات التنمية تنفذ حاليا في تلك المنطقة خاصة أنها واقعة بالقرب من أماكن التجمع السكانى ويوجد بها شبكة طرق لا بأس بها إضافة إلى وجود حقول بترول والتي تبلغ نحو 16 بئرا إنتاجيا مما يزيد ويسهل فرص الاستثمار بتلك المنطقة الواعدة.