"بعد 23 سنة خدمة.. محمد منير غنى لى ياجدعان"، جملة أطلقها الشاعر الغنائى أيمن بهجت قمر، فرحا برضاء "الكينج" عن كلماته، واقتناعه أخيرًا بجدارتها بأن يضع عليها صوته، وكذلك بجدارة ألحان عمرو مصطفى، ورغم تلقائية الجملة التى أطلقها "قمر" فور انتهاء "منير" من تسجيل الأغنية، إلا أنها تحمل تساؤلات وعلامات استفهام عن سبب تعاون منير المفاجئ مع قمر ومصطفى، فى ذلك الوقت، وعن معايير اختيار "الملك" لأغانيه، التى بدأت "خصوصية" كلماتها وألوانها، فى الاختفاء فى آخر ألبوماته وأغانيه. ارتبطت الصورة التى نشرها ثلاثى "بشرة خير"، بأن الكينج غار من نجاح الأغنية وطلب من الثلاثى خلطة النجاح، التى تضمن له انتشار أغنيته الجديدة بعد إخفاق أغنيته الأخيرة التى أطلقها فى عهد الإخوان "مالك خايفة ليه؟"، بالطبع هى عادة اتبعها "منير" فى السنوات الأخيرة فى مراقبة السوق والأغانى "اللى بتاكل مع الناس"، وتنفيذ مثلها، إلا أن اختيار "قمر" فى ذلك التوقيت حمل عدة رسائل من "منير" إلى عدد منافسيه. ظل الكينج طوال السنوات الأخيرة غير معترف بموهبة أيمن بهجت قمر، ولا أحقيته فى ارتباط اسمه به، خاصة وأن الأخير ارتبط لفترة طويلة باسم عمرو دياب، والذى يحاول "منير" دائما الابتعاد عنه، وعن طريقه، وفى ظل انتشار قمر على الساحة الفنية بكل أشكالها، فى الأغانى الشعبية والعاطفية وتترات المسلسلات، وكذلك تعاونه مع كل فئات المطربين، رأى "منير" فى تلك الفترة أنه من غير المناسب لمكانته أن ينضم لتلك القافلة من مطربى كلمات "قمر". وبدأ "منير" فى التراجع عن تلك الفكرة، وكف عن انتقاد الشاعر الموهوب، بعد انفصال أيمن عن عمرو دياب، برغبته، وبداية الحرب الشرسة ضده وضد شركة "روتانا"، بدأ المناخ مناسبا لاحتكار الشاعر الموهوب، خاصة بعد تأكده من استحاله عودته لعمرو دياب من جديد، إضافة الى سياسة "الملك"، فى "تخزين وتكويش"، أفضل ما ينتجه الشعراء والملحنين فى "درجة"، بدلا من غنائها، باعتبارها أسهل وسيله لضمان استمراره على "العرش". السياسة التى اتبعها "منير"، فى اختيار أغانيه، تسببت فى تدهور مستواه الفنى، حيث سيطرت الحسابات الشخصية والغيرة الفنية، وكذلك التربيطات المادية، على عقله وحنجرته، وبدأت نتائجها فى الظهور منذ ألبوم "طعم البيوت"، والذى سبقه إنتاج عدة ألبومات مع شركات "فرى ميوزك" مع نصر محروس و"عالم الفن"، لمحسن جابر، واللذان بدءا فى رسم أول ملامح "التجارية" فى طريق منير، واختيار الأغانى السريعة و"البوب"، لألبوماته، بحجة ضرورة مسايرة الروح الشبابية فى الغناء، والحفاظ على جمهوره وحفلاته و"أفراحه". وسلم "منير" نفسه بعدها لنبيل خلف المنتج والشاعر، الذى استطاع أن يقدم كل ما يريده الملك من "كلمات وأموال" لرعاية ألبوماته، والتى حقق "منير" فيها رقما قياسيا فى إنجازها، على غير عادته، حيث سجل وطرح آخر ألبوماته، أهل العرب والطرب، وما بينه من أغان وابتهالات دينية قدمها "منير" بشكل مفاجئ فى أقل من عام واحد، بعد أن عطل جهد عام من العمل مع المنتج طارق الكاشف الذى كان من المقرر أن ينتج له ألبوما آخر. بعد ذلك الألبوم، نجح بعض المقربين من منير وكذلك محبوه وعلى رأسهم الشعراء عبدالرحمن الأبنودى وهشام الجخ وعادل سلامة وغيرهم، فى إقناع منير بضرورة العودة لما قبل "طعم البيوت"، وعرض عليه بعضهم بالفعل العديد من القصائد والكلمات الشبيهة للونه الغنائى، إلا أنه كان يقابلهم بالتحجج والرفض وأحيانا القبول والتأجيل، إلى أن فاجأهم باختيار وتسجيل أغنية من كلمات بهجت قمر فى أقل من أسبوع. ولا تعد تلك السابقة هى الأولى فى مسيرة منير الفنية، ولكنها سلسلة من طغيان "الهوائية" و "الأنانية"، والحسابات المالية على فنه، منذ تخليه عن رفاق نجاحه وصعوده، يحيى خليل وهانى شنودة، إلى الابنودى، وارتماؤه فى أحضان أصحاب رأس المال، وكذلك سعيه الدائم فى احتكار أحلام الشباب والشعراء الراغبين فى العمل معه، وكذلك بعد أن أصبحت "أغانى الأفراح"، هى مقياس النجاح لمطرب "علمونى عنيكى" و"شبابيك".