أنهى وزير النقل حاتم عبد اللطيف اجتماعه مع قيادات هيئة السكك الحديدية بعد ساعتين من التوبيخ والتعنيف؛ بسبب الإهمال الذي تسبب في كارثة قطار البدرشين. حاتم عبد اللطيف، مسئول ملف النقل بحزب الحرية والعدالة سابقًا والمسئول الأول عن كارثة البدرشين، اكتفى بتوجيه اللوم دون معاقبة أحد المسئولين، وتجاهل تمامًا الأصوات التي طالبت بتحمله المسئولية السياسية. حزب الحرية والعدالة لم يقف موقف المشاهد بل انبرى أعضاؤه للدفاع عن الوزير وتقديم التبريرات اللازمة والكافية للرأي العام بعد مسئولية الوزير الجديد عن الحادث، فتقدم الصفوف رئيس الحزب محمد سعد الكتاتني الذي كال الاتهام لنظام مبارك وفساده، دون التطرق تمامًا لأي مسئول حالي، وعلى نفس المنوال والنهج مضى رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس الشورى عصام العريان، الذي شدد في تغريدة له على تويتر على ضرورة تخصيص موارد كافية لتطوير السكك الحديدية، وإعادة النظر في توزيع الميزانية القادمة ليكون إنقاذ أرواح البشر هو الأولوية قبل أي أمر آخر؛ مما يعني الاهتمام بالطرق والمستشفيات والإسعاف وغيرها في إطار خطة متكاملة، وتجاهلت بوابة الحرية والعدالة الحدث لحظة وقوعه، واهتمت بمبادرة الشيخ حسان للمِّ الشمل. ولم يكن من المتوقع أن تخرج تصريحات الأحزاب الدينية عن إطار الحرية والعدالة، فأصدر حزب النور السلفي بيانًا نعى فيه الشهداء، وطالب الحكومة أن تشكل على الفور فرقًا لإدارة الأزمات في كل الوزارات ذات التأثير المباشر على حياة ومصالح المواطنين، وطالب النور بتقديم كل مسئول عن إراقة دماء المصريين إلى المحاكمة العاجلة أيًّا كان موقعه. فى حين أصدرت الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية بيانًا قدمت من خلاله العزاء لأسر الضحايا، وتنتظر نتائج التحقيقات لتحديد المتسبب في عدم الالتفات لصيحات التحذير الصادرة من المجندين الضحايا قبل وقوع الحادث بفترة طويلة بوجود خلل واضح في عربتي القطار التي كانوا يستقلونها. تركة موروثة منهارة وعلى خطى الحرية والعدالة رأت الجماعة الإسلامية أن تكرار هذه الحوادث يدل على الإهمال الجسيم طوال السنوات الماضية، ويدفع المواطنون ثمنه من أرواحهم، أما حزب الوسط فعبر عنه نائبه المحامي عصام سلطان الذي قال على صفحته بالفيسبوك: أن مرفق السكة الحديد تركة موروثة منهارة، وأن حالة باقي الخدمات الموروثة من النظام السابق من نقل وصحة وتعليم وخلافه أسوأ بكثير، وأننا نعيش بستر الله، ولكن ستر الله يتنزل على عبادٍ يأخذون بالأسباب، والأخذ بالأسباب هذه الأيام بالذات يتطلب حكومة قادرة واعية جسورة مبادرة تقتحم المشكلات الكبرى، وتبدأ بالمشروعات العملاقة، رافعةً راية الأمل، مستبدلة بها حالة الإحباطِ عند الناس، واكتفت بقية الأحزاب الدينية الأخرى بالصمت انتظارًا لما تحمله الأيام الفترة القادمة. على الجانب الآخر هاجم النشطاء السياسيون وشباب الثورة الرئيس بشدة، وحملته مع حكومته المسئولية الكاملة على إزهاق أرواح المصريين. وعلّق الناشط السياسي أحمد دومة عبر حسابه الخاص على “,”تويتر“,”: “,”عشرات الشهداء من المجنّدين البسطاء في حادث قطار البدرشين.. وطبعًا مش مرسي اللي كان سايق القطر“,”. فى حين اكتفت الناشطة الحقوقية جميلة إسماعيل بكلمة “,”كفاية“,” لتعلّق بها على حادث قطار البدرشين. وطالب حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، الرئيس مرسي بوقف عمل قطارات الموت إلى حين تطويرها، ودعاه إلى وضع سلامة المصريين على سلم أولويات الحكومة بدلًا من الانشغال بسياسة التمكين. وغرّد الناشط السياسي ممدوح حمزة: أن أطفال الأمس “,”ضحايا قطار أسيوط“,” هم شباب اليوم “,”ضحايا قطار البدرشين“,”. وقال رئيس حزب الدستور محمد البرادعي: “,”إن مصر تركع كل يوم بسبب هذا الفشل، وأن مأساة مصر ليس في انتماء من يحكم ولكن في غياب القدرة على إدارة البلاد. وتساءل عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن الخطة الحكومية لإصلاح مرفق النقل بعد حادث أسيوط؟ وعلَّق خالد علي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، على “,”تويتر“,” متهمًا النظام بالاستبداد، متسائلاً: “,”كم من الشهداء والمصابين يحتاج النظام ليبدأ بإصلاح وتطوير مرفق السكة الحديد؟“,”. ومن جانبه، نعى أمين إسكندر، أمين عام حزب الكرامة، ضحايا القطار، وأكد أن حوادث القطار المستمرة جزء من الخراب الذي حل بمصر؛ نتيجة للإهمال المتكرر، وأنه نتيجة طبيعية لعدم وجود صيانة دورية، متهمًا الرئيس مرسي وحكومته بالإهمال في حقوق الناس، والتركيز على السلطة، مؤكدًا أرواح الجنود في رقبة مرسي. إنهم يتجاهلون المصريين عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر المصري، نبه إلى أن قضية السكك الحديدية أكبر من الإطاحة بأشخاص، حتى وإن كانوا وزراء، وقال: “,”إذا كانت هناك ثمة حاجة لثورة، فإنها يتعين أن تكون في هذا القطاع المتهالك؛ لأن إصلاح مصر يبدأ من كل ما يمس المواطن ويحافظ على حقوقه وحياته، ويجب ألا تغيب الأولويات في زمن الأزمة والمزايدات“,”. وأعربت جبهة الإنقاذ الوطني عن تعازيها وتضامنها مع أسر الضحايا والمصابين وقالت، في بيان لها، “,”لقد قامت ثورة 25 يناير قبل عامين من أجل تحقيق مصالح المواطنين، ولتأكيد مسئولية الدولة في تلبية احتياجات مواطنيها وحقهم في حياة أفضل، وبخاصة بين الغالبية من المصريين الفقراء، ويؤكد حادث قطار البدرشين- ومن قبله حادث قطار أسيوط الذي راح ضحيته أكثر من خمسين مواطنًا غالبيتهم من الأطفال الأبرياء- على الحاجة العاجلة لكي يعيد الرئيس محمد مرسي والحكومة الحالية ترتيب أولوياتهم، وأن تأتي حماية أرواح المواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم، وضمان حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية على رأس هذه الأولويات“,”. وقدم الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق لرئاسة الجمهورية، تعازيه لضحايا حادث قطار “,”البدرشين“,”، مؤكدًا أن الحكم الإخواني لا يهتم إلا بما يهم الإخوان ورغباتهم متجاهلاً المصريين.