اختير الشخصية الليبرالية المصرية محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحائز على جائزة نوبل للسلام، رئيساً للحكومة الانتقالية في مصر، التي ستتولى إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية التي سيجري خلالها التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة . “,” “,” ويحظى البرادعي بشعبية بين الناشطين المطالبين بالديمقراطية بسبب معاركه ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك ثم المعزول محمد مرسي. اصبح البرادعي المعروف بنزاهته وتواضعه “,”صوت جبهة 30 يونيو“,” التي تضم اهم الاحزاب والحركات المعادية للرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي ازاحه الجيش تحت ضغط شعبي . وعهدت الى البرادعي الجبهة بمسؤولية “,”تأمين تنفيذ مطالب الشعب المصري واعداد سيناريو يهدف الى تنفيذ خريطة الطريق للانتقال السياسي “,”. هو محمد مصطفى البرادعي الدبلوماسي والسياسي المصري الذي ولد في 17 يونيو 1942، والحاصل على جائزة نوبل للسلام سنة 2005 أثناء عمله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كمدير لها، ومؤسس الجمعية الوطنية للتغيير إبان حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. “,” “,” وهو مؤسس ورئيس حزب الدستور الذي يهدف إلى توحيد القوات السياسية المصرية التي تؤمن بالحريات العامة ومدنية الدولة، من أجل حماية وتعزيز مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير 2011. ويقود منذ 5 ديسمبر 2012 جبهة الإنقاذ الوطني، وهي تحالف لأبرز الأحزاب المصرية المعارضة لقرارات رئيس الجمهورية محمد مرسي الذي بدأ فترة حكمه لمصر بقرارات “,”تفصيلية“,” تمكنه هو وجماعة الإخوان من السيطرة على الدولة المصرية، ما استلزم قيام المعارضة المصرية بضغط شعبي هائل عليه وعلى جماعته. فور انتهاء فترة رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ديسمبر 2009، أعلن عن عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقررة في 2011 ولكن بشرط إعادة تعديل المواد 76، 77، 88 من الدستور المصري ليسمح لأي مصري بخوض الانتخابات الرئاسية، كما طالب ببعض التعهدات الكتابية لضمان نزاهة العملية الانتخابية وبعض الضمانات مثل المراقبة القضائية والدولية، ورحبت أحزاب وتيارات المعارضة المختلفة بهذا القرار يوم 9 مارس 2011 وبعد ثورة 25 يناير أصبح أبا روحيا لشباب الثورة، وأعلن عن نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه في 14 يناير 2012 أعلن انسحابه من الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر يونيو 2012، وذلك لما وصفه بالتخبط في الفترة الانتقالية وغياب أجواء الديمقراطية في مصر تحت قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ما أعطى انطباعا محبطا لدى قطاع كبير من مؤيديه متهمينه بالتخاذل ووصفه برجل ينحاز كثيرا إلى البعد عن المشاكل نظرا لتفضيله الترشح في أجواء ديموقراطية ليست متوفرة على الساحة السياسية. “,” “,” وكان موضوع أسلحة العراق واحتلالها قد أثار جدلا بخصوص شخصية البرادعي خلافا للحقيقة التي أعلنها البرادعي ذاته حول دوافع الإدارة الأمريكية في دعوتها للحرب على العراق بدعوى حيازتها لأسلحة دمار شامل، إذ كان قد رأس هو وهانز بليكس فرق مفتشي الأممالمتحدة في العراق، وصرح في بيانه أمام مجلس الأمن في في 27 يناير 2003، قُبَيل غزو الولاياتالمتحدةالعراق: “,”إن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعثر حتى الآن على أي أنشطة نووية مشبوهة في العراق“,”. كما لم يأت تقرير هانز بلِيكس رئيس فرق التفتيش على أسلحة الدمار الشامل بما يفيد وجود أي منها في العراق، وإن كان لا ينفي وجود برامج ومواد بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية وكيميائية سابقا. كما كرّر ذلك في كلمته أمام مجلس الأمن في 7 مارس 2003 لاحقا، وصف البرادعي يوم غزو العراق بأنه “,”أبأس“,” يوم في حياته. “,” “,” في نوفمبر 2009 وفي خضم جدل سياسي حول انتخابات رئاسة الجمهورية المستحقة في مصر سنة 2012 والعوائق الدستورية الموضوعة أمام المترشحين بموجب المادة 76 المعدّلة في 2007 وتكهنات حول تصعيد جمال مبارك ابن الرئيس السابق، أعلن محمد البرادعي احتمال ترشحه لانتخابات الرئاسة في مصر مشترطًا لإعلان قراره بشكل قاطع وجود “,”ضمانات مكتوبة“,” حول نزاهة وحرية العملية الانتخابية. وقال البرادعي: “,”سأدرس إمكانية الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية في مصر إذا وجدت ضمانات مكتوبة بأن العملية الانتخابية ستكون حرة ونزيهة“,”. إعلان البرادعي أثار ردود أفعال متباينة في الشارع السياسي المصري، حيث عدّه البعض رسالة محرجة للنظام من شخصية ذات ثقل دولي، مفادها أن عملية تداول السلطة في مصر تحتاج إلى إعادة نظر. بينما رأى آخرون أن تصريح البرادعي يعد مسعى حقيقيا لفتح آفاق جديدة للحياة السياسية “,”المخنوقة“,” في مصر، حسب وصفه. “,” “,” وكما كان البرادعي يسبب صداعا للنظام السابق، طاله الكثير من سهام التشويه من نظام الإخوان المسلمين، على الرغم من أنه يعد من القلائل الذين دافعوا عن حق جماعة الإخوان في تكوين حزب سياسي لممارسة العمل الديموقراطي إبان حكم المخلوع.