يتكلم الكثير من الاختصاصيين عن مخاطر الروتين اليومي على الحياة الزوجية وعلاقة الزوجين ببعضهما البعض، لكن لكل زوجين عاداتهما الخاصّة التي يمارسانها يوميًا وبالتالي تندرج ضمن إطار الروتين. فهل الروتين يقتل العلاقة العاطفية ويدمّر الزواج؟ أم أنه قد ينقذه أحيانًا ويقوّي الروابط بين الزوجين؟ يحاول الازواج خصوصًا الذين دخلوا القفص الذهبي حديثًا الهروب من الروتين الذي يجتاح العلاقة ويدمّرها، ولكن مع مرور الوقت يتسلل الروتين إلى العلاقة العاطفية ويكسب الزوجين عادات خاصّة بهما. فلكلّ شريك عاداته الصغيرة الخاصّة به، وكلّ منهما يختار طرفًا معيّنًا من السرير لا يتخلّى عنه، ويشاهدان التلفاز قبل الخلود إلى النوم... وغيرها من العادات التي يمارسانها يوميًا. فهل يعني ذلك انّ الروتين سيدمّر علاقتهما؟ وفق الاختصاصية في علم النفس لويز مركور فإن للروتين آثارًا إيجابية على الزوجين تتلخّص بنقطتين أساسيتين هما: 1- تأمين الحماية والاستقرار: إذ يؤمن الروتين للزوجين الحماية المطلوبة ويشعرهما بالأمان خصوصًا أنهما ينامان سويًا وياكلان معًا يتواصلان ويتشاركان تفاصيل الحياة معًا. كلك يساهم الروتين في عيش الزوجين نوعًا من الاستقرار الذي يحاتجه الزواج لينجح. 2- تنظيم الحياة: كذلك يساهم الروتين اليومي الزوجين على تنظيم حياتهما المشتركة ويقلل بالتالي من نسبة الضغوطات الملقاة عليهما. فعندما يمارس الإنسان الأعمال الروتينية، فإنه يقوم بها بطريقة أوتوماتيكية فيربح الوقت والطاقة. ولاحظت الاختصاصية النفسية انّه لا مفرّ من الروتين في الحياة العاطفية والزوجية خصوصا أنه يقوّي العلاقة ويساهم في استقرارها وثباتها وبالتالي نجاحها. لكنّها في المقابل حثّت الناس على عدم الاستسلام للروتين لأنه قد يؤذي علاقتهما ويدمّر زواجهما "ولينجح الزواج ويستمرّ مدّة اطول عليكما الحصول على جرعة معتدلة من الروتين، فالافراط منه يؤدي إلى رتابة العلاقة العاطفية أما فقدانه فيكون دليل نقص في الالتزام بالزواج وبمتطلباته".