إن وجبة ثقيلة خلال السحور، لن تساعد خلال صيام اليوم التالي كما يتصور البعض، بل على العكس تتسبب في مضاعفات ومشاكل تزعج الصائم طوال فترة النهار. والآن ننطلق في جولة حول الآثار السيئة لوجبة سحور ثقيلة، وتأثيرها على الجسم، والبدائل الصحية التي نستطيع تناولها على السحور باطمئنان. أولًا: أضرار وجبة سحور ثقيلة قبل النوم: 1 - الحموضة: تناول كميات كبيرة من الطعام قبل النوم تسبب زيادة أفراز الاحماض الهاضمة في المعدة. ومع النوم مباشرة بعد الأكل والاستلقاء على الظهر تزداد نسبة حدوث الارتجاع الحمضي للمرئ. مما قد يسبب احساس مزعج بالحرقة أثناء النوم وخلال فترة طويلة من النهار بعد الاستيقاظ. 2 - مشاكل النوم: تناول كمية كبيرة من الطعام قبل النوم يسبب ارتفاع معدلات حرق الغذاء في الجسم وإنتاج الطاقة، مما يزيد حالة الصحو بدرجة من الدرجات. بجانب أن الاستلقاء عالسرير للنوم مع معدة ممتلئة بالطعام قد لا يكون وضعًا مريحًا ومناسبًا للنوم على أي حال. يترتب على هذه المشاكل عجز الإنسان عن النوم المريح والهادئ لفترة كافية ؛ مما يجعل الصباح التالي صباح مزعج ملئ بالكسل والتوتر. 3- عدم القدرة على الاسترخاء: تناول كميات كبيرة من السكريات على السحور يسبب ارتفاع معدلات السكر في الدم بشكل سريع ؛ ويترتب على ذلك زيادة معدلات الطاقة في الجسم، وهذا يتعارض مع ما يحتاجه الجسم من الشعور بالاسترخاء قبل النوم. 4 - الشعور بالعطش الشديد بعد الأكل: تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات محتوى الأملاح العالي تسبب سحب المياه من الخلايا تاركة ورائها شعور قوي بالعطش قد يمتد طوال فترة الصيام في اليوم التالي. 5 - الشعور بالانتفاخ وعسر الهضم: تناول الأطعمة المحمرة في السحور قد يسبب بطء عملية الهضم ؛ مما يؤدي لشعور مزعج بالانتفاخ لفترة طويلة خلال صيام اليوم التالي. ثانيًا: ما البدائل الصحية ؟ عندما نفكر في بدائل صحية لوجبة السحور، فإننا نستهدف بشكل أساسي مشكلتين يقابلهم الصائم خلال نهار رمضان ؛ أولهما مشكلة الحصول على طاقة تساعد الجسم على العمل خلال الصيام، وثانيهما مشكلة الحفاظ على قدر كاف من السوائل في الجسم. 1 - الطاقة: - هناك العديد من الاطعمة الصحية التي يمكن تناولها على السحور وتعطي الإنسان قدر مناسب من الطاقة خلال فترة الصيام. هذه البدائل لا تعتمد على الكم الكبير لامداد الجسم بالطاقة، والفكرة وراء امداد هذه البدائل للجسم بالطاقة طوال فترة الصيام هو احتوائها على ألياف وكربوهيدرات من النوع المركب بطئ الامتصاص؛ مما يجعل تفككها وخروج الطاقة منها يحدث بمعدل بطئ طوال ساعات الصيام. وهذة البدائل تشمل: الشوفان، القمح، العدس، الشعير، البطاطس، الخضروات، أغلب أنواع الفواكه. كذلك يجب الحصول على كميات معتدلة من اللحوم البيضاء منخفضة الدهون لإمداد الجسم بقدر كافي من البروتين.