ميسرة صلاح الدين: نحتاج وزيرًا شابًا متصلًا مع الماضي ومواكبًا للحاضر كتب الشاعر السكندري ميسرة صلاح الدين، مسرحيته الشعرية الجديدة خلال شهر تقريبًا، وكان بداخله تحدٍ أن تصبح أفضل مما سبقها في كتاباته، تدور أحداثها حول شخصية أسطورية يونانية تدعى "بنادورا"، فهي المرأة الأولى على سطح الأرض وكانت طبعًا أجمل مخلوق على وجه الأرض لأن طبقًا لأساطير الإغريق كان كل سكان الأرض من الرجال وهى كانت منحة ونقمة من الآلهة القديمة على أهل الأرض، وستناقش تلك الرواية الاثنين المقبل الموافق 16 يونيو الجاري بقصر التذوق سيدى جابر بالإسكندرية، في السادسة مساءً، لذا تحاورنا مع "ميسرة" للتعرف أكثر على مسرحيته الجديدة بنادورا، الصادرة عن دار الربيع العربي، وكان الحوار كالتالي.. *هل "بنادورا" مسرحيتك الشعرية الأولى؟ - "بنادورا" هى مسرحيتى الشعرية الثانية بعد مسرحية "الورد البلدى" التي صدرت عام 2012 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وكانت تؤرخ بشكل ما لثورة 25 يناير، وتوثق أحداثها وكل وجهات النظر التي تؤيدها وحتى التي تعارضها، ومن الممكن أنني فعلت ذلك اعتقادًا مني أن التاريخ يكتبه المنتصر، لذا كان لابد أن أترك رؤيتي للثورة والأحداث المصاحبة لها عن طريق مسرحية "الورد البلدي". *كم استغرقت من الوقت في كتابة "بنادورا"؟ - قمت بكتابتها في مدة لا تزيد على شهر تقريبًا، علمًا بأنني أعدت كتابتها أكثر من مرة في فترة طويلة تصل إلى عامين، ورغم إعادة الكتابة إلا أنني لم أغير في فكرة المسرحية أو سير أحداثها، ولكن التحدي الأكبر كان هو أن تصبح "بنادورا" أفضل من مسرحية "الورد البلدي" شعرًا ودراما، ذلك لأنها تعد خطوتي الثانية على نفس الطريق. *ماذا يعني اسم "بنادورا"؟ - "بنادورا" هى شخصية أسطورية يونانية، وهى المرأة الأولى على سطح الأرض، وكانت بالطبع أجمل مخلوق على وجه الأرض لأن طبقًا لأساطير الإغريق كان كل سكان الأرض من الرجال، وكانت تعد منحة ونقمة من الآلهة القديمة على أهل الأرض خاصة من برومثيوس الذي سرق النار المقدسة من جبل الأوليمب، وقرر أن يوهبها للبشر، وكان جزءًا من أسطورة "بنادورا" صندوق مقفول وغامض كمنحة من زيوس رفض زوجها أن يفتحه، ولكنها ألحت عليه كثيرًا، واستغلت فرصة غيابه وفتحته فخرج منه أرواح شريرة تمثل النفاق، والغدر، والخيانة، والحرب، والأمراض، وغيرها، مما أدى لتغير على وجه الأرض تمامًا، ليصبح كل ما نملكه هو الأمل حتى نستطيع التغلب على هذه المصاعب لنكمل الحياة. *عن أي شيء تتحدث المسرحية؟ وما هي أهم الشخصيات بها؟ - بالرغم من أن اسم المسرحية مستمد من الأسطورة، إلا أن المسرحية تتحدث ببساطة عن علاقة المرأة والرجل، وعن بحث الرجل دائمًا عن المرأة المناسبة له، وأنه من دونها لا يشعر بكل مباهج الحياة، إضافة إلى أن المرأة تستمد من الرجل البهجة والسعادة، وتوهبه بدورها منابع جنتها، إلى أن تطورت العلاقة بينهما بتطور مراحلها المختلفة، ويتخللها العديد من الصراعات والتناقضات والاختلافات، كل ذلك في ظل صعوبة الحياة التي يئن كلاهما فيها تحت الضغوط المادية والاجتماعية والسياسية، مما يضطرهم لاتخاذ قرارات في ظاهرها تبدو حل ولكنها في الحقيقة تزيد من المعاناة والعذاب. ويتابع "ميسرة": تعتمد المسرحية على فكرة التجريب، لذلك فإن عدد الشخصيات بها قليل، والديكورات بسيطة ومحايدة وتصلح أن تكون في أي زمان تظهر فيه شخصية الرجل مع المرأة، ويعد الراوي من أهم الشخصيات في بنادورا، حيث إنه دائم التواجد مع الرجل والمرأة، يروي الأحداث، ويشارك فيها، وأحيانًا يفتعل بعض الصراعات بينهما، وينهيه ويساعده في ذلك اثنان تابعان له، ينفذان كل أوامره، ويقدمان بعض النصائح، إلى جانب وجود طفل، الذي يُعد الهدية الجميلة التي جمعت بين الرجل والمرأة، وحفزتهما على الاستمرار. *ماهي الرسالة التي ترغب في توجيهها من خلال المسرحية فيما يتعلق بعلاقة الرجل والمرأة؟ - أعتقد أن كلًا من الرجل والمرأة تغير بشكل كبير جدًا، خلال الأعوام الماضية في مصر، وعلى مستوى العالم أصبحت المرأة غير محصورة في الدور الاعتيادي لها أو راضية بالنظرة التقليدية لها، بل أصبحت تعمل وتقرأ وتتظاهر، وأصبحت تملك مطالب وأحلام تسعى جديًا إلى تحقيقها، بل وتجاهر بذلك، إضافة إلى أن الرجل تغير أيضًا وأصبحت حياته أكثر صعوبة وتعقيدًا، حيث تقف العديد من العوامل الخارجية والظروف أمام أحلامه، مما يؤدي إلى فشل أي علاقة بين كلاهما "الرجل والمرأة". ويضيف "مسيرة": لذا أحاول من خلال المسرحية مناقشة فكرة الغربة "غربة الإنسان"، داخل وطنه، أثناء بحثه عن شخص يحبه، وغربته بعد أن يجده، التي تنشأ مع الخلافات والصراعات بينهما. *هل من الممكن رؤية "بنادورا" على خشبة المسرح كمحاكاة للعديد من المسرحيات الشعرية التي تم تمثيلها من قبل؟ - بالطبع أتمنى ذلك، لأن المسرح في النهاية هو فن المشاهدة، والنص المكتوب جزء من العمل المتكامل الذي يتم عرضه على الجمهور، علمًا بأن مسرحيتي الشعرية الأولى "الورد البلدي" كان هناك مشروع لتنفيذها مسرحيًا بالفعل، ولكن ما حدث من اضطرابات في مصر أدى إلى وقف المشروع، كما توقفت العديد من الأمور الجيدة، ولكن لدى أمل أن أرى أعمالي على خشبة المسرح بشكل ملائم في أقرب وقت، وأن تصبح مصر أفضل. *كيف ترى ترشيح العديد من الشخصيات لتولي وزارة الثقافة، ومنهم مؤخرًا الإعلامي أحمد المسلماني؟ - ليس لدى أي تعقيب على الشخصيات في حد ذاتها، خاصة أن العديد من الشخصيات تفرض نفسها على الساحة في الفترات التي يتم فيها تشكيل الحكومة، وتعلن بطرق معينة عن خبر ترشحها، لكي تظهر في الصورة على الرغم من عدم ترشحهم من قبل أي مسئول! ولكني أفضل أن أتحدث عن فكرة وزير الثقافة نفسها، ولدى بالأخص سؤال واضح "ليه وزير الثقافة ميكونش شاب فى آواخر التلاتين أو أوائل الأربيعن؟!".. حتى يكون أكثر نضجًا ولديه خبرة كبيرة بالعمل الحكومي، إضافة إلى رؤية مغايرة للعمل الثقافي، مستوعبًا لما يفكر فيه الشباب حاليًا، متابعًا لأساليب كتاباتهم، على معرفة بالأدباء الكبار وقارئ لهم، أعني ضرورة أن يكون وزير الثقافة متصلًا بالماضي ومتعايشًا مع الواقع، ولديه رؤية للمستقبل. جزء من أجواء مسرحية "بنادورا": تقف المرأة وحيدة فى منتصف المسرح يبدو عليها الحزن الشديد ثم يدخل تابع 1 من جهة اليمين وهو يرتدى كاب ذا لون أصفر كساعى البريد وفى يده خطاب تابع 1(مخاطبًا المرأة ): ج ... جواب من حد غايب تخطفه المرأة وتفتحه مسرعة فيخرج من المسرح كما دخل من اليمين ويدخل تابع 2 وهى تقرأ الخطاب ويرتدى ايضا كاب ساعى البريد تابع 2 ( مخاطبًا المرأة ) : ج ... جواب راحوا الحبايب تأخذ المرأة الخطاب وهى تبدأ فى البكاء تدريجيًا ويخرج التابع 2 مسرعًا والمرأة فى بكاء متصاعد ثم يعود التابعان وفى أيديهم مجموعة من الخطابات يلقيانها فى الهواء تباعًا والمرأة فى حالة من البكاء الشديد والانهيار تحاول التقاطهم من الهواء ثم يقف التابعون أمامها وظهرهم للجمهور ليحجبوها عن الرؤية وتسقط عليهم مجموعة خطابات من أعلى فى تصاعد موسيقى عنيف وتبدأ المرأة فى مقاومة التابعين لتخرج من خلفهم حتى تنجح المرأة: جوابات كتير متعطرة بالفضفضة وأنا قلبي وردة اتعطرت بالفقد الطفل ( يدخل المسرح من جهة اليمين غير ملتفت للمرأة): أول جناحي ما يتفرد حبدأ أطير المرأة: صدقنى مش مهزومة أو متمردة لكن بعادك طعمه زى الوأد الطفل ( يتحرك على المسرح بحرية وانطلاق ): أول جناحى ما يتفرد حبدأ أطير ح أبدأ أرفرف فى الفضا لحلمى الكبير ح أطلع سحاب النشوة وأنزل فى المطر واصطاد طيور اللهفة من عش الخطر أول جناحى ما يتفرد حبدأ أطير.