افتتح الدكتور محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة للمجلس بتونس، المؤتمر العربي الخامس عشر لرؤساء أجهزة المرور. وذكر بيان أصدرته وزارة الداخلية أن الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، أكد في كلمته أن الدول العربية احتفلت قبل نحو شهر بأسبوع المرور العربي الذي انتظم تحت شعار "معا نحو بيئة مرورية آمنة للجميع"، وهو شعار يختصر أبعاد المرفق المروري وتحديات السلامة على الطرق، وأن السلامة المرورية بيئة متكاملة يتوقف نجاحها على جهود جهات متعددة من أجهزة مرور وقائمين على البنية التحتية ومستخدمي الطرق ومصنعي وسائل النقل وفاعلين في المجتمع المدني. وقال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب إن أول ما يجب علينا القيام به لضمان السلامة المرورية هو العمل على احترام القوانين والقواعد المنظمة للبيئة المرورية وتوفير التجهيزات اللازمة التي تمكن من ضبط المخالفات المرورية وتشكل في الوقت نفسه عامل ردع عن ارتكابها، وإن الغرض الذي تضعه أجهزة المرور نصب عينيها ليس اصطياد مستعمل الطريق أثناء مخالفته قواعد المرور، بل الهدف الأول والأخير هو الصرامة في تطبيق القوانين بحيث تكون زاجرة عن ارتكاب المخالفات.. وأضاف أن قناعتنا الراسخة أنهَّ على أجهزة المرور في معرض تطبيقها الصارم للقوانين المرورية أن تحرص على أن يكون تعاملها مع مستعملي الطريق بالرفق، وبالتي هي أحسن في جو من الهدوء والوئام والرعاية بما يخدم الشراكة المجتمعية في مواجهة حوادث المرور ويعزز الصلة بين الشرطة والمواطنين ويسهم في صقل صورة رجل المرور في المجتمع. وأوضح كومان أن الإفراط في السرعة يستحوذ -لتسببه في كثير من حوادث الطرق ولقابليته للقياس آليا بواسطة الرادارات- على القسط الأكبر من الاهتمام، والحال أن مخالفات أخرى قد لا تكون أقل منه تسببا في آلاف الضحايا التي تخلفها حوادث المرور، فالتجاوز الممنوع وعدم احترام الإشارات والسياقة في ظروف نفسية وبدنية غير ملائمة واستخدام مركبات لا تتوفر فيها شروط الأمان، كلها عوامل ذات تأثير مباشر في السلامة المرورية ويجب أن تلقى منا جميعا كلَّ الاهتمام. وأشار إلى أن نجاح أجهزة المرور في ضبط المخالفات، وإن كان يمثل مصدر ارتياح لكونه مؤشرا على كفاءتها ومهنيتها إلا أنه في الوقت نفسه يشكل دليلا دامغا على إخفاق إدارات المرور ومكونات البيئة المرورية الأخرى في نشر الوعي المروري وتركيز مبادئ السلامة على الطرق. وأكد أن مجلس وزراء الداخلية العرب رغم ما حققه في مجال التوعية المرورية -في إطار استراتيجيته الشاملة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة والخطط المرحلية التي وضعها لتنفيذها- من إصدار الكتيبات والملصقات والنشرات وإنتاج الأفلام وتنظيم أسبوع عربي للمرور، فإننا ما نزال نطمح إلى المزيد، وفي هذا السياق فقد يكون من المناسب تنظيم سنة عربية للسلامة المرورية، تحشد خلالها طاقات كل الجهات لتركيز التوعية بخطورة حوادث المرور، ويشرك فيها كل المعنيين بالشأن المروري على المستوى الوطني في كل دولة وعلى مستوى مؤسسات العمل العربي المشترك ومنظمات المجتمع المدني العربية، وذلك انطلاقا من القناعة بأن السلامة المرورية تحتاج إلى تضافر جهود الجميع. وأشار إلى أن جدول الأعمال يحتوي على مواضيع متنوعة تلامس كل الهواجس التي تؤرق القائمين على المرفق المروري، من وضع الأطر القانونية وتنظيم حركة المرور والحد من حوادث الطرق وتعزيز الحملات التوعوية وتركيز الصورة الحقيقية لرجل المرور العربي، وهي كلها مواضيع على درجة بالغة من الأهمية، ستكون رؤيتكم المستنيرة حولها ومناقشتكم المستفيضة لها عاملاً مهماً في تدعيم السلامة على الطرق العربية.