يبدو أن تقارير المعلومات الأخيرة التي أفادت أن صفقة الاسلحة الأخيرة التي عقدتها مصر مع روسيا تتضمن الحصول على سربين (24 طائرة) طراز ميج – 35 الأحدث في الترسانة الجوية الروسية، وليس الميج – 29 كما أشيع سابقاً، يبدو أن هذه التقارير أحدثت فزعاً في الدوائر المعنية بالأمن القومي الإسرائيلي، نظرا لما يشكله ذلك من تغيير حاد في ميزان التسلح بالشرق الأوسط لصالح مصر، خاصة وأن إسرائيل تعتبر التفوق المطلق لسلاحها الجوي – على المستويين الكمي والنوعي – هو أحد ركائز نظرية أمنها القومي، الامر الذي تحرص معه دائما على امتلاك أحدث المقاتلات الأمريكية، حتى تلك التي تحت الانتاج مثل ف-35، ف-22. هذا إلى جانب أنظمة تسليح أخرى حديثة تضمنتها صفقة الأسلحة الروسية لمصر شملت أنظمة دفاع جوي وقطع وصواريخ بحرية مضادة للدبابات من الجيل الثاني. ولم يقتصر الفزع فقط على إسرائيل وأمريكا بسبب هذه الصفقة، بل أصاب أيضا دول أخرى ومنظمات في الدائرة الإقليمية مثل قطر وتركيا وإيران والسودان وحماس – لا يسعدها أن ترى الجيش المصري متماسكاً وقوياً وقادراً على الدفاع عن حياض مصر ,امنها، ويأتي ترتيبه ال 13 بين أقوى جيوش العالم (106 جيش) طبقاً لتصنيف مؤسسة GFP الدولية، وكانت هذه القوى الإقليمية الكارهة لمصر قد راهنت طويلا على أن تنعكس حالة الفوضى التي أصابت مصر بفعل ثورة 25 يناير وأضعفتها على جيشها، وبما يؤدي إلى إنهاكه وتفسيخه على النحو الذي جرى في جيوش العراق وسوريا وليبيا واليمن بفعل ثوراتها، إلا أنه بفضل الله تعالى خاب فألهم وخسروا رهانهم، فقد إستمر تماسك الجيش المصري، بل واستمر في تطوير قدراته القتالية، وكانت صفقة الاسلحة الروسية الاخيرة إحدى مظاهر هذا التطوير، وقد زاد من ذعر وفزع هذه القوى الاقليمية الحاقدة على مصر وجيشها ما أعلنه المشير عبدالفتاح السيسي المرشح للرئاسة والاقرب اليها عن استعداد الجيش المصري للدفاع عن أمن أي دولة عربية تطلب مساندته، ولن يفصله عن ذلك سوى "مسافة السكة". على حد قوله.