في الجزء الرابع من شهادته على أحداث ثورة يناير، قال الدكتور عبد الرحيم علي، مدير المركز العربي للدراسات والبحوث ورئيس تحرير “,”البوابة نيوز“,”، خلال لقائه مع الإعلامي جمال عنايت في برنامج “,”شاهد عيان“,” على قناة “,”اليوم“,”: إن الرجل المسيحي يقول في صلاته: “,”اللهم لا تدخلنا في تجربة، ولكن نجنا من الشرير “,”. وأضاف “,”علي“,”: إن الرئيس الأمريكي اتصل بالفريق أحمد شفيق وقال له: أنت قائد للمعارضة، في الوقت الذي كان لا يتصل فيه الرئيس الأمريكي بمرشح خاسر، ولكن اتصل بالفريق شفيق وقال له: أنت معك نصف المصريين وأنت الآن مؤهل لقيادة المعارضة المصرية، وإن الفريق شفيق شعر بأن هناك تهديدات له ولأسرته وأنه يتعامل مع “,”قِسْم“,” غير شريف، هو جماعة الإخوان . وقال علي: إنه ظهر العداء للفريق شفيق بعد كمية القضايا التي اتهم فيها، رغم أنها قضايا ملفقة، والهدف من ذلك إحراج صورة الفريق شفيق أمام الشعب المصري. مشيرا إلى أن الإخوان في ذلك الوقت كانوا يعترفون بأن أكثر شخصيتين شرفا في النظام السابق هما الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية واللواء الراحل عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق . مؤكدا أن كل يوم ترفع فيه قضية ضد الفريق أحمد شقيق، تنضم له أصوات متعاطفة ، وأن الإخوان أكدوا أنه في حال فاز الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية ستتحول مصر إلى أنهار من الدماء . واستطرد علي قائلا: إن الإخوان أعلنوا نتيجة الانتخابات الرئاسية في تمام الساعة الرابعة صباحا في بداية برنامج “,”صباح الخير أمريكا“,” لكي يبعثوا برسالة إلى أمريكا بفوز مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي . وقال: إن السفيرة الأمريكية جلست مع الفريق شفيق، وقالت له: لماذا تؤخرون النتيجة حتى الآن؟ فرد عليها قائلا: إن ظهور النتيجة لديكم أنتم، فعرضت على الفريق شفيق أن يترك مجلس النواب والجمعية التأسيسية لجماعة الإخوان، فقال لها: حدوث ذلك على جثتي، ولم يوافق الفريق شفيق على الصفقة التي عرضتها عليه السفيرة الأمريكية . وأشار “,”علي“,” في حواره، إلى أن الجمعية التأسيسية جاءت من مجلس باطل، لا يجوز أن يضع دستورا للبلاد، مضيفا أن مجلس الشعب هو الآخر جاء باطلا . وقال “,”علي“,”: إنه عندما التقى بالسلفيين، قال لهم: لماذا قررتم انتخاب الدكتور مرسي، في الوقت الذي قبلتم فيه أن تحكم مصر شخصية عسكرية لا تعادي المشروع الإسلامي؟ فقالوا: إن المجلس الأعلى بقيادة الفريق شفيق ومجموعته قاموا بحل مجلس الشعب، فظنوا أن هناك حيلة وغدرا في ذلك الأمر . وأشار “,”علي“,” إلى أن العلاقة بين الإخوان والسلفيين باتت متوترة، وستزداد توترا في المستقبل، مضيفًا أن علاقة الإخوان بتيار التجديد “,”حزب الوسط حاليا“,” بدت متوافقة مؤخرا، وقال: إنهم يرددون في الإعلام أن هناك ثورة مضادة تريد هدم الثورة . مؤكدا أن الإخوان خسروا كل الأطراف التي ساعدتهم في الانتخابات من قوى مدنية محترمة، وقال: أُذَكِّر حزب الوسط بلقاءاته مع اللواء أحمد رأفت، وهم يقدمون أنفسهم على أنهم القنبلة الموقوتة التي ستفجر جماعة الإخوان إلى شظايا، وأنهم كانوا يذهبون إلى رئاسة الجمهورية ويترجون مقابلة زكريا عزمي ويرسلون له رسالة مكتوب فيها: إننا السلاح الوحيد الذي تستطيعون به القضاء على جماعة الإخوان المسلمين . لم أكن “,”أعرف“,” شفيق وقال “,”علي“,”: إن الخلاف بين المجلس العسكري والإخوان كان على رئيس الحكومة، وإن الإخوان كانوا يريدون أن يأتوا بمرسي بصفته رئيسا لحزب الحرية والعدالة رئيسا للحكومة بدلا من الجنزوري، ولكن عندما رفض المجلس العسكري قرر الإخوان أن يقدموا أحدا للانتخابات الرئاسية، وكان الشاطر في البداية، ثم مرسي، كما جاء في وثيقة الشاطر نفسه . وأضاف: لم أكن أعرف شفيق قبل الانتخابات الرئاسية، ولم أقابله، وحصل تواصل بيننا عن طريق صديق مشترك لعلمه بخبرتي عن الإخوان، وتكلمت مع شفيق كلاماً عاماً، وتحدث عن الإخوان باحترام، وكان يسمع، فقلت له: “,”إن مسكت العصاية من النصف ستخسر، يجب أن يكون خطابك واضحاً “,”. وتابع “,”علي“,” حديثه، أن المعركة وقتها كانت بين الدولة الوطنية والإخوان، وأن كثيرا من المسلمين العاديين عندهم خلط بين الإسلام والإسلاميين، وهذا ما جعل معظم المرشحين -الذين صدروا في البداية عدم رفضهم للمشروع الإسلامي، وإن كانوا أتوا من خلفية بعيدة عن هذا المشروع، وأمسكوا العصا من المنتصف- لم يحصلوا على أصوات، وهو ما أثبت وجهة نظري . وقال علي: الحملة المسعورة ضد شفيق بدأت بسبب موقعة الجمل، التي لم تكن موجودة أثناء وجوده في رئاسة الوزراء، ولكن ظهرت هذه النغمة بعد إعلان ترشحه للرئاسة، والإخوان برَّءوه وقتها، وبعد ذلك صدّروا للنخبة أنه المسئول عن موقعة الجمل، فتبنت النخبة هذه الفكرة وبدءوا في الصدام مع شفيق . وأضاف: الجيش كان لديه اعتقاد أن الانتخابات النزيهة ستأتي بشفيق؛ لأن الشعب المصري كله ليس مع الإخوان، والجيش كان كل هدفه أن يخرج من المرحلة بأقل الخسائر، ولا يقال عليهم إنهم فعلوا بمصر مثلما حدث في سوريا . وأكد عبد الرحيم في لقائه، أن الإخوان لعبوا أثناء الانتخابات لعبة الحرب الباردة وحرب الشائعات، وركزوا على المناطق التي من المفترض أنها ستعطي للفريق شفيق صوتها مثل الساحل الشمالي . استبعاد سليمان ظلم وأكد “,”علي“,”، أن المجلس العسكري في فترة ما بعد 11 فبراير 2011، كان يريد نظاما رئاسيا، وأن جماعة الإخوان كانت تريد نظاما برلمانيا، مشيرًا إلى أننا لسنا في دولة برلمانية لكي نلتزم بمطالب الإخوان بتعيين رئيس الوزراء بأغلبية البرلمان، ثم تم الاتفاق مع الجنزوري لتولي رئاسة الحكومة . وأضاف علي، أن المجلس العسكري أقسم للجنزوري إنه لن يتخلى عنه مقابل أن يأتي الإخوان برئيس وزراء جديد، موضحا أنهم أكدوا له أن القوى السياسية لن تستطيع أن تقيله من منصبه، ومؤكدا أن الإخوان حاولوا عرقلته بكل الطرق، وأنهم بعثوا بجهاديين إلى سيناء ليكونوا شوكة في ظهر المجلس العسكري . وأشار الباحث في تاريخ الحركات الإسلامية، إلى أن المجلس العسكري اتفق مع الإخوان على 3 مرشحين لرئاسة الحكومة، وليسوا من الإخوان كلهم، بشرط أن يقوم المجلس العسكري بتعيين 14 وزيرا في الحكومة، منهم 4 وزراء سياديين، وأن يقوم الإخوان بتعيين 14 آخرين ليسوا منتمين للإخوان، وأصر الإخوان على ترشيح الرئيس الحالي محمد مرسي لرئاسة الحكومة، وتم مناقشة ترشح منصور حسن للرئاسة من قبل أحد قادة العسكرين، وبالفعل تقبل الرؤية التي تم عرضها وأعلن عن نيته للترشح، وظن الإخوان أن العسكري سيحكم من خلف حسن، مشددا أن منصور حسن لم يكن مرشح العسكري، ولكنها كانت رؤية، نظرا لتوافق كل القوى عليه . واستطرد “,”علي“,”، أن الإخوان ناقشوا تلك القضية في مجلس شورى الجماعة، وتم الاتفاق على ترشيح خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، وكل التابعين لهم كانوا يقولون إنهم لن يرشحوا أحدا للرئاسة كما وعدوا، ولكنني كنت أعلم جيدا بنيتهم لترشيح الشاطر، مشيرا إلى أن ترشيح اللواء الراحل عمر سليمان للرئاسة لم يكن أي شخص يعلم به حتى المجلس العسكري ومساعدوه المقربون، وقبل ترشحه بدقائق لم يكن أحد يعلم ما نيته، وفوجئ الجميع بترشحه . وأكد رئيس المركز العربي للدراسات، أن قضية استبعاد سليمان من الترشح للرئاسة بسبب نقص 33 توكيلا في توكيلاته للترشح كذب، ويوما ما سنحكي قصة سليمان وما حدث، وأن خروجه كان ظلما وبهتانا، وليس المجلس العسكري هو من قام بذلك، ولكن من فعل ذلك يعلم أنه سيتم الاتفاق بينه وبين أحمد شفيق، ويتنازل أحدهما للآخر، موضحا أنه سيتقدم ببلاغ رسمي في تلك القضية، وأنه تم تزوير الانتخابات وأن الأوراق التي تثبت ذلك موجودة . وأضاف علي، أنه عندما تقدم مرسي بأوراقه إلى لجنة الانتخابات، لم يتقدم بأوراقه، متحديا لجنة الانتخابات أن تقوم بإظهار أوراقه التي تؤكد أنه خرج بشكل قانوني من سجن وادي النطرون .