أعرب الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، عن فخره بالمكانة التي باتت تحتلها مصر وقيادتها السياسية في المحافل الدولية، مشيرًا إلى الحفاوة البالغة التي رافقت استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي في بروكسل خلال القمة المصرية الأوروبية الأولى. وأوضح خلال مداخلة عبر "إكسترا نيوز"، أن مشهد الترحيب الشعبي والرسمي يعكس تقديرًا واسعًا لحكمة القيادة المصرية ولدور القاهرة الفاعل في إرساء الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن القمة تمثل حدثًا نوعيًا كونها جاءت بدعوة أوروبية خالصة في توقيت بالغ الحساسية عالميًا وإقليميًا. أوروبا الشريك التجاري الأول لمصر وأكد سلامة أن القمة تأتي في وقت تمثل فيه أوروبا الشريك التجاري الأول لمصر، فيما تعد القاهرة بوابة عبور آمنة لأوروبا إلى إفريقيا والمنطقة العربية، لافتا إلى أن العلاقات بين الجانبين تشهد تكاملًا اقتصاديًا واستراتيجيًا حقيقيًا. وقال: إن كلمة الرئيس السيسي خلال المنتدى الاقتصادي المصاحب للقمة كانت بمثابة حملة ترويجية ناجحة لقدرات مصر الاستثمارية، مشيرًا إلى أن الحزم المالية المقدرة بنحو 5 مليارات يورو ومجالات الاستثمار الجديدة تعكس الثقة الأوروبية في الاقتصاد المصري. مصر شريك إنتاجي موثوق وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن تأكيد الرئيس السيسي على أن مصر ليست سوقًا استهلاكيًا بل شريك إنتاجي موثوق، يعبر عن رؤية اقتصادية ذكية تسعى لتوطين التكنولوجيا ونقل الخبرات الأوروبية، مضيفا أن القاهرة نجحت في اختيار مجالات استثمارية تهم الجانب الأوروبي مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، وخلق شبكة مصالح متبادلة تجعل من أوروبا حريصة على استمرار الشراكة مع مصر، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية تحقق مكاسب متوازنة للطرفين وتمتد فوائدها إلى القارة الإفريقية. ورأى سلامة أن نجاح مصر في إدارة ملفات سياسية معقدة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، أسهم في تعزيز مكانتها الدولية ورفع مستوى الثقة الأوروبية في سياستها الخارجية، مشيرا إلى أن مصر تقدم نفسها للعالم كنموذج للدولة المستقرة ذات المؤسسات والرؤية الواضحة، ما جعلها ركيزة أساسية في حفظ الأمن الإقليمي، مؤكدًا أن دورها المتوازن والمخلص في دعم القضية الفلسطينية جعلها طرفًا لا غنى عنه في جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط.