ألقى الملك فيليب السادس، ملك إسبانيا، كلمة للجالية الإسبانية في مصر خلال زيارته الرسمية الأولى إلى القاهرة، والتي تُعد أول زيارة له إلى المنطقة. استهل الملك فيليب السادس كلمته بالترحيب قائلاً: "أسعدتم مساء (مساء الخير على الجميع- Masa aljir Alalgamía)"، موجهاً شكره من أعماق قلبه للجالية على انضمامهم إلى هذا اللقاء وعلى الترحيب الحار بهذه الزيارة، التي وصفها بأنها مميزة له وللملكة، إذ تتيح لهما التعرف على تجارب الجالية الإسبانية في مصر ورؤيتها الفريدة لهذا البلد العظيم وإمكاناته وتحدياته، مؤكداً تقدير إسبانيا لكرم أبنائها في الخارج والتزامهم بالحفاظ على الروابط مع الوطن الأم. إرث تاريخي جمع إسبانيا بمصر وتوقف الملك فيليب السادس عند الإرث التاريخي الذي جمع إسبانيا بمصر عبر الرحالة والعلماء والدبلوماسيين والمؤرخين الذين وفدوا إليها منذ القرن التاسع عشر، مذكراً بأسماء بارزة مثل مينينديث بيدال، جريجوريو مارانيون، سوليداد أورتيجا، جاومي فيسينس فيفيس، وإيسابيل جارثيا لوركا، الذين عادوا إلى إسبانيا وقد تغيّرت حياتهم جذرياً بعد زيارتهم لمصر. وأضاف أن وجود الجالية الإسبانية في مصر يعكس ثراء العلاقات الثنائية ويُجسّد المودة التي يكنها المصريون لإسبانيا بفضل جهود الإسبان في مجالات عدة، شملت رجال الأعمال في مشروعات البنية التحتية، علماء الآثار والمصريات العاملين منذ ستة عقود، معلمي اللغة الإسبانية في معهدي ثربانتيس بالقاهرة والإسكندرية، المستعربين والباحثين الجامعيين، موظفي المنظمات غير الحكومية، الصحفيين، وأيضاً موظفي السفارة الإسبانية ومكاتبها المختلفة. تعزيز التفاهم بين الشعبين وأشار الملك فيليب السادس إلى أن أكثر من ستمائة إسباني يعيشون في مصر مع عائلاتهم منذ عقود، معرباً عن تقديره العميق لمساهماتهم القيّمة في تعزيز التفاهم بين الشعبين، مؤكداً أن هذا التفاهم تعزز أكثر هذا العام مع رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعكس متانة الروابط بين مدريدوالقاهرة. وأكد أن إسبانيا ومصر تتشاطران الرغبة الراسخة في التعايش السلمي والحوار والمصالحة في الشرق الأوسط لإرساء بيئة مستقرة لتنمية الشعوب بكرامة وعدل.
وختم الملك فيليب السادس كلمته قائلاً: "أشكركم جميعاً مجدداً على حفاوة الاستقبال ،ويسعدنا كثيراً تشارك هذا اللقاء معكم كما نتمنى لكم من أعماق قلوبنا أقصى نجاح على المستويين العملي والشخصي ، ونحن على قناعة بأنكم تقدمون من خلال عملكم اليومي الدؤوب إسهاماً قيّماً في تعزيز العلاقات بين إسبانيا ومصر ،ونأمل أننا من خلال هذه الزيارة نسهم في تعزيز هذه العلاقة لما فيه مصلحة شعبينا.