أدانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الإثنين، ما وصفته ب"الجريمة النكراء" التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر قصف مباشر استهدف مجمع ناصر الطبي في خان يونس، مشيرة إلى أن المستشفى يعد آخر مرفق صحي عام يعمل في جنوب القطاع. وفي بيان صحفي عاجل، اعتبرت الوزارة أن استهداف المستشفى وقتل العاملين في القطاع الصحي والصحفيين وعناصر الدفاع المدني "يأتي في إطار سياسة التدمير الممنهج للبنية التحتية الصحية"، مضيفة أن الهجوم يشكل "استمرارًا لجريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ورسالة واضحة بتحدي كل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية". وكشفت الوزارة أن الحصيلة الأولية للعدوان على مجمع ناصر بلغت 20 شهيدًا من بينهم أطباء وممرضون ومرضى وصحفيون وأفراد من الدفاع المدني، بالإضافة إلى عشرات الإصابات التي وقعت نتيجة القصف. كما أشارت إلى أن الهجوم تسبب في حالة من الفوضى والهلع داخل المستشفى، وأدى إلى تعطيل قسم العمليات، ما حرم المصابين من تلقي العلاج في وقت بالغ الخطورة. وأكدت وزارة الصحة أن استهداف مجمع ناصر الطبي "ليس حادثًا معزولًا"، بل يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات المنظمة على المنظومة الصحية في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، لافتة إلى أن الاستهداف المتكرر للمستشفيات والطواقم الطبية "يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تضمن حماية المرافق الصحية في أوقات النزاعات المسلحة". ووجهت الوزارة نداء استغاثة عاجل إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية، تدعو فيه إلى التدخل الفوري لحماية ما تبقى من المرافق الصحية في القطاع، وتأمين المستشفيات والطواقم العاملة بها من الاستهداف المباشر، محذّرة من أن استمرار القصف يهدد بانهيار كامل للقطاع الصحي في غزة. كما دعت الوزارة إلى تحرك فعلي من قبل المنظمات الحقوقية ومؤسسات الأممالمتحدة لوقف هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها، مؤكدة أن "الصمت الدولي وعدم اتخاذ إجراءات رادعة ضد الاحتلال الإسرائيلي يمثل مشاركة ضمنية في الجرائم الجارية، ويمنح الغطاء السياسي لاستمرار العدوان". واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن حماية الطواقم الطبية والمستشفيات "مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق المجتمع الدولي"، مشيرة إلى أن استمرار تدمير المرافق الصحية يضع أرواح آلاف المرضى والجرحى في خطر داهم، ويقوض أي إمكانية لتقديم الرعاية الصحية الإنسانية في ظل الحصار والعدوان المتواصل.