تحيي الكنيسة ذكرى القديس برثولماوس، أحد الاثني عشر رسولًا، الذي حمل البشارة إلى الأمم البعيدة، ودفع حياته ثمنًا لإيمانه، فاستُشهد بطريقة من أشدّ طرق الاستشهاد قسوة، إذ سُلخ جلده حيًّا قبل أن يُقطع رأسه، فكان شاهدًا حيًّا لصلب المسيح وفق العقيدة المسيحية حتى النفس الأخير. من تلميذ بسيط إلى كاروز في أقاصي الأرض برثولماوس هو الاسم الثاني للرسول نثنائيل، الذي ذكره إنجيل يوحنا، وكان من أوائل من دعاه فيلبس للقاء المسيح وقد قال عنه المسيح "هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه"، ما يدل على صدقه الداخلي وصفاء قلبه. وانطلق في رحلة طويلة للكرازة، ويُقال إنه بشر في الهند، أرمينيا، وجورجيا، وآسيا الوسطى. وقد واجه مقاومة شديدة أثناء تبشيره بترك عبادة الأصنام واتباع المسيح.
استُشهد في أرمينيا... وخلّدته الكنيسة برمز الجلد المسلوخ بحسب التقليد، استُشهد برثولماوس في أرمينيا بعدما نجح في تحويل ملكها وابنته إلى الإيمان بالمسيح أثار ذلك غضب الكهنة الوثنيين، فأمروا بقتله بوحشية: فقاموا بسلخ جلده حيًّا ثم قطعوا رأسه ، ويُصوَّر القديس برثولماوس في الأعمال الفنية غالبًا وهو يحمل جلده بيده، كرمز لاستشهاده، ومن أشهر التماثيل التي تجسد ذلك تمثال له في كاتدرائية ميلانو. وتُكرّمه الكنيسة كواحد من أعمدة الإيمان وشهداء الحق، وتحتفل بتذكاره في 24 أغسطس من كل عام.