في محاولة لإعادة ضبط إيقاع الجهود الغربية تجاه الحرب في أوكرانيا، وجّه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعوة مشتركة إلى تشديد الخناق على موسكو، من خلال حزمة عقوبات جديدة تستهدف إرغام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القبول بخيار التفاوض. وقال ستارمر، في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، إن على الغرب «إعادة تركيز جهوده للتحضير للسلام»، مشددًا على أن الضغط المنسّق وحده هو ما سيدفع بوتين إلى طاولة المفاوضات. من جهته، دعا ماكرون بوضوح إلى «تشديد الضغط» على روسيا، كوسيلة لإجبارها على تغيير مسارها العسكري والسياسي. وجاءت هذه التصريحات خلال ترؤس الزعيمين اجتماعًا افتراضيًا من مركز قيادة «الناتو» في نورثوود شمال غربي لندن، لما أُطلق عليه «تحالف الراغبين» – وهو تجمع غير رسمي لقوى غربية تتبنى موقفًا متشددًا حيال موسكو، وتسعى إلى وضع إطار مستقبلي لوقف إطلاق نار بين كييف والكرملين. المبعوث الأميركي الاجتماع شهد حضور المبعوث الأميركي كيث كيلوغ، إلى جانب شخصيات بارزة في مجلس الشيوخ الأميركي، من بينهم السيناتور الجمهوري المتشدد ليندسي غراهام، المعروف بمطالبته المتكررة بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، باعتبارها الوسيلة الأكثر فاعلية لردع طموحات الكرملين. التحرك الفرنسي–البريطاني يعكس تحوّلًا واضحًا من خطاب الدعم العسكري إلى خطاب "الهندسة السياسية"، أي فرض شروط لإنهاء النزاع من موقع القوة. غير أن غياب روسيا عن هذا الإطار، ومحدودية دور كييف فيه، يثيران تساؤلات حول مدى فعالية هذا النهج في إنتاج سلام دائم، لا مجرد هدنة هشّة تسبق جولة جديدة من التصعيد. تشير هذه التطورات إلى أن الغرب، وعلى رأسه لندن وباريس، بات يسعى لإغلاق دائرة الحرب عبر السلام بالإكراه، وليس عبر التفاهم، ما قد يرسم ملامح فصل جديد من الحرب، عنوانه: «الضغط من أجل السلام... ولو بالقوة».