شاركت جامعة حلوان بوفد من الكوادر الإدارية وأعضاء هيئة التدريس في البرنامج التدريبي المتخصص الذي نظمته الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد بهيئة الرقابة الإدارية خلال الفترة من 25 إلى 27 مايو 2025، وذلك في إطار الشراكة المؤسسية الهادفة لبناء بيئة عمل خالية من الفساد وقائمة على الكفاءة والمسؤولية. جاءت مشاركة وفد جامعة حلوان في هذا البرنامج تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، وبإشراف اللواء محمد أبو شقة أمين عام الجامعة، وبتنسيق وإشراف عام من الدكتورة حنان كمال، منسقة مبادرة "جريس" ومقرر لجنة مكافحة الفساد بالجامعة، حيث مثّلت هذه المشاركة خطوة عملية نحو تحقيق التحول المؤسسي المنشود، من خلال إعداد كوادر واعية تمتلك الأدوات العلمية والمهارية اللازمة لتطبيق الحوكمة والشفافية. مكافحة الفساد شهد البرنامج التدريبي سلسلة من المحاضرات التي تناولت بعمق محاور محورية في ملف مكافحة الفساد، انطلقت بعرض تفصيلي قدمته هيئة الرقابة الإدارية حول دورها في التصدي للفساد، وتطرقت إلى تعريف الفساد، أسبابه، آثاره على المجتمعات والمؤسسات، وأدوات مواجهته الفعالة، في سياق وطني شامل يستند إلى معايير النزاهة وحماية المال العام. كما ألقى البرنامج الضوء على أهمية البنية المعلوماتية للدولة المصرية كأحد الأدوات الحيوية التي تعزز من كفاءة الحوكمة والرقابة، مع شرح متكامل لكيفية توظيف قواعد البيانات والتكامل الرقمي في كشف الفساد والوقاية منه، بما يواكب التطورات العالمية ويحقق أهداف التنمية المستدامة. كما ناقش الإطار التشريعي والمؤسسي لمكافحة الفساد في مصر، مستعرضًا القوانين المنظمة وجهود الدولة في توفير بيئة قانونية صارمة ومرنة في أن تكفل ضبط الأداء المؤسسي، وتكرّس مبدأ المحاسبة لكل من تسول له نفسه الإضرار بالصالح العام أو تجاوز حدوده الوظيفية. رؤية مصر 2030 وقد امتدت المحاضرات إلى تناول رؤية مصر 2030، وإبراز ارتباط مكافحة الفساد بأهداف التنمية الشاملة، حيث أظهرت المحاضرات كيف أن دمج مفاهيم الشفافية والحوكمة في الخطط الاستراتيجية للدولة هو حجر الزاوية في تحقيق نمو اقتصادي مستدام ومجتمع قادر على الابتكار والمنافسة. ولم تغفل المحاضرات العلاقة الوثيقة بين الفساد والأمن القومي، حيث تم تحليل التهديدات التي يمثلها الفساد على استقرار الدول، مؤكدين أن حماية الأمن لا تقتصر على الحدود بل تبدأ من الداخل، من خلال تعزيز القيم الوطنية وردع مظاهر الفساد الإداري والمالي. كما خصص البرنامج جانبًا هامًا لتسليط الضوء على الحوكمة والرقابة الوقائية والمانعة، باعتبارها أدوات استباقية لإحباط محاولات الفساد، حيث تم استعراض آليات المتابعة المؤسسية الحديثة، وأثر تعزيز دور الرقابة الداخلية في رفع كفاءة الأداء ومنع الانحرافات الإدارية. وركزت محاضرة الإدارة وأخلاقيات العمل على منظومة القيم المهنية داخل بيئة العمل، وأهمية ترسيخ مبادئ الانضباط والالتزام والسلوك الأخلاقي كركائز أساسية في بناء مؤسسات قوية وشفافة تعكس صورة حضارية للدولة المصرية. وفي السياق ذاته، شاركت جامعة حلوان في فعاليات يوم النزاهة الذي نظمته الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، وذلك ضمن المبادرة الدولية "GRACE". وركزت الفعالية على دور الشباب في بناء مجتمعات نزيهة ومستدامة، وشهدت مشاركة فعالة من ممثلي القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية، تأكيدًا على أهمية التعاون متعدد القطاعات في مكافحة الفساد. وقدمت جامعة حلوان خلال الفعالية عرضًا لجهودها في تفعيل مبادرة GRACE داخل الحرم الجامعي، وما تبنته من خطوات عملية لنشر ثقافة النزاهة والشفافية بين طلابها، دعمًا لأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030. يذكر أن مبادرة "جريس" انطلقت في ديسمبر 2021 خلال الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد الذي استضافته مصر بشرم الشيخ، وتهدف إلى تمكين الشباب عبر التعليم في معركة مكافحة الفساد، وبناء جيل قادر على قيادة مؤسسات الدولة بكفاءة ونزاهة.