كشفت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، اليوم الأربعاء، عن صور رصدتها الأقمار الصناعية لحجم الدمار الذي لحق بالقاذفات الروسية التي تعرضت لضربات قوية من المسيرات الأوكرانية خلال الهجوم الذي عرف باسم "عملية العنكبوت". وتظهر الصور، التي شاركها محللون من مصادر مفتوحة، الغبار والحطام فقط حيث كانت تقف أكثر من اثنتي عشرة قاذفة نووية روسية على المدرج في مطار بيلايا، وهو واحد من أربع قواعد عسكرية على الأقل ضربتها 117 طائرة بدون طيار أوكرانية يوم الأحد. وقال جون فورد، الباحث المشارك في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي ومقره كاليفورنيا، إن الصور التي قدمتها شركة كابيلا سبيس، وهي شركة أقمار صناعية، تؤكد إنجاز أوكرانيا في تدمير الأسطول المتمركز في منطقة إيركوتسك. وأظهرت صور الرادار بقايا طائرتين على الأقل من طراز Tu-22 Backfire - وهو نفس نوع الطائرات الأسرع من الصوت التي استخدمت لقصف أوكرانيا، كما تم التعرف على ما لا يقل عن أربع قاذفات استراتيجية ثقيلة من طراز "تو-95" بين الطائرات التي دمرت في مطار بيلايا. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن برادي أفريك، وهو محلل استخبارات قوله إن بعد دراسة الصور: "من الواضح أن الهجوم على هذه القاعدة الجوية كان ناجحا للغاية"، مضيفًا: "كانت الطائرات المستهدفة في الهجوم عبارة عن مزيج من قاذفات من طراز Tu-22 و Tu-95، وكلاهما استخدمتهما روسيا لشن ضربات ضد أوكرانيا."
وأشار أفريك إلى أن مطار بيلايا مليء بطائرات وهمية مسطحة، ولم يبدو أن أيًا منها يخدع الطائرات الأوكرانية بدون طيار المنتشرة في القاعدة العسكرية. وتم نشر صور مماثلة التقطتها الأقمار الصناعية للهجوم على قاعدة إيفانوفو الجوية، التي تقع على بعد 100 ميل شمال شرق موسكو. وفي المجمل، أصابت عملية "شبكة العنكبوت" 41 طائرة حربية في 4 قواعد جوية مختلفة على الأقل، وفقًا لوكالة الاستخبارات الأوكرانية، حيث وصف المدونون العسكريون المؤيدون لموسكو الهجوم بأنه "بيرل هاربور روسيا". وأضاف جهاز الأمن الأوكراني أن نحو 34% من أسطول قاذفات توبوليف 95 الروسية، المجهزة لحمل الحمولات النووية، تم تدميرها. وقال أندريه كوفالينكو، المسؤول في مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، إن 13 هدفا على الأقل تم تدميرها بالكامل، وتشير التقديرات إلى أن الأضرار التي لحقت بروسيا كلفت 7 مليارات دولار من الخسائر.
وقال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن الهجوم الجريء من المرجح أن يجبر موسكو على إعادة تشكيل دفاعاتها الجوية في أعقاب الضربة المهينة. وقال معهد دراسة الحرب إن "العملية... ستجبر المسؤولين الروس على التفكير في إعادة توزيع أنظمة الدفاع الجوي الروسية لتغطية نطاق أوسع بكثير من الأراضي وربما نشر مجموعات دفاع جوي متنقلة يمكنها الرد بشكل أسرع على ضربات طائرات بدون طيار أوكرانية مماثلة في المستقبل".