فوضه النوبيون تفويضا كاملا في التحدث باسمهم في أزمة أسوان، وكان الوحيد الذي استطاع الحصول على تعهد والتزام كامل من طرفي الأزمة بالهدنة، ليتوقف الصراع وتبدأ مرحلة لم الشمل. السيد الإدريسي الشريف بالدابودية رئيس الرابطة العالمية للأشراف الأدراسة، الذي يمثل كلمة السر في إنهاء في أزمة أسوان، تلك الأزمة التي استدعت وجود رئيس الوزراء ووزير الداخلية لمحاولة التهدئة. كان الإدريسي وقت اشتعال الصراع في أسوان في زيارة إلى الكويت لعقد عدد من المؤتمرات واللقاءات بصحبة عدد من روابط الأشراف هناك. وعندما علم بما يحدث في أسوان، قرر العودة فورًا إلى أسوان محاولًا المساهمة في حل تلك الأزمة التي عجز الجميع عن حل لغزها، خاصة مع اكتفاء شيخ الأزهر شيخ الأزهر بإطلاق بيان يشجب فيه ما يحدث في أسوان نابذًا كل أعمال العنف التي حثت هناك. ولم يقلل الإدريسي من دور الحكومة المصرية، حيث أكد أن المهندس إبراهيم محلب؛ رئيس مجلس الوزراء، ساعد في إنهاء الأزمة في أسوان، والتي وقعت بين الهلايل والدابودية، مؤكدًا أن الشعب المصري والأجهزة التنفيذية للدولة والإعلام والقضاء ساهموا في الأزمة. وأشاد الإدريسي بدور الأمن، معربا عن أمنياته في استمرار هذه الجهود، حيث فوضت لجنة الصلح رجال الأمن في اتخاذ كل ما يراه مناسبا لوأد هذه الفتنة بين أبناء الدابودية وبني هلال، موضحا أن أصحاب الدم من النوبيين وبني هلال أقروا بأنهم ملتزمون بحقوقهم كما تراها لجنة الصلح وذلك وفقا للشريعة الإسلامية والأعراف العربية حيث يرغب كل طرف في إبراز حقه أولًا ثم التفاوض في الصلح بعد ذلك. واستنكر الادريسي أي محاولة من أي جهة لإثارة الفتن بين أبناء الوطن الواحد، منتقدا بعض وسائل الإعلام التي أظهرت هذه الأزمة في أسوأ صورها بدون النظر إلى الأبعاد الاجتماعية الأخرى. وانتزع الإدريسي وحده، تعهدًا من الطرفين بالهدنة، حيث قال " أخذنا تعهدًا والتزامًا كاملًا من قبيلة الدابودية للحفاظ على الهدنة بأسوان"، مشيرًا إلى أن تناول الأزمة بشكل إعلامي كبير أثر بالسلب على الصراع بين الطرفين". ثقة كبيرة يضعها أهل أسوان بهذا الرجل، الذي طالما تدخل لإنهاء خلافات قبل ذلك، لكنها لم تصل إلى هذا الشكل المخيف من الصراع.