أظهرت نتائج تجارب الباحثين، أن المعدة تحتوى على عدد كبير جدا من الجراثيم التي تفرز مواد معينة في استطاعتها هضم الأطعمة، حيث بينت الدراسات أنه إذا قل عدد النوع الواحد من هذه الجراثيم عن عشرة ملايين للجرام الواحد من محتوى المصران، نقصت إفرازاتها وتعطلت وظيفتها في هضم الأغذية. والغريب أن نفس الشىء ينطبق على الإفرازات السامة للميكروبات الضارة، مثل الميكروب المتسبب في مرض "الدوسنتاريا"، وكذلك الميكروب المسئول عن حمى "التيفويد"، وهى ميكروبات لا تستوطن عادة في أمعاء الإنسان السليم، وإذا زادت إفرازاتها من المواد السامة يكون كافيا للإصابة بحالة التسمم وأوضحت التجارب أن تلك الميكروبات المعوية تمثل مصدرا مهما للأنزيمات الهاضمة للمواد البروتينية، فهى تعمل على تحليل مركباتها، وبذلك تصبح مكملا لعمل الإنزيمات التي يفرزها الجهاز الهضمى. وكذلك تؤدى هذه الميكروبات خدمة جليلة في عملية امتصاص الأملاح المعدنية كالفوسفور والكالسيوم والماغنسيوم والحديد، كما تضبط نسبتها، ومن الثابت علميا أن الجراثيم تصنع الفيتامينات من عائلة "ب" وعلى الأخص فيتامين "ب12"، المستخدم في صنع الخلايا الدموية.