عادل عبد الكافي: ادعو لعقد حوار وطني يجمع الليبين بالقاهرة.. ولاحل حقيقيا للأزمة دون مصالحة دكتور صالح إبراهيم المبروك: نحتاج لحوار صريح وشفاف لإنقاذ ليبيا تعيش ليبيا حاليا مرحلة شديدة الخطورة، فالأوضاع تزاد تازما والأزمات تتشابك وتتعقد ما يجعل فرص الحل تكاد تكون معدومة، نتيجة الاختلافات والتجاذابات السياسية والايديولوجية إضافة إلى القبلية والجهوية أيضا. أعراض الدولة الفاشلة بدت واضحة في ليبيا نتيجة الهيمنة المطلقة للتشكيلات شبه العسكرية لحركات الإسلام السياسي على كل مفاصل الدولة والتي تعمل وفق اجندات خارجية في غياب أي دور للدولة المركزية التي تدين بالولاء التام لهذه الحركات التي تحتكم للقوة والسلاح في إدارة شئون الشعب الليبي والذي تم تقسيمه وفق ثنائية غريبة.. جرذان موالون لثورة فبراير والطحالب الخضر وهم ازلام القذافي. ونتيجة غياب الحوار والاحتكام إلى البنادق شهدت ليبيا عدة حروب أهلية اتسمت بأنها افقية اقتصرت على عدة مناطق كما في الجنوب بين قبيلة القذاذفة وأولاد سليمان. وفي الوسط بين قبائل بني وليد ومصراته وفي الشرق بين الليبرليين ومؤيدي عودة النظام الملكي من جهة والجماعات الجهادية من جهة أخرى، وهو ما تسبب في أزمة الموانيء النفطية التي تهيمن عليها مليشيات إبراهيم الجضران والتي تكاد توقد الحرب شاملة في كل اقاليم ليبيا. وسط كل هذا الصراعات خرجت اطراف وطنية تطالب بالحوار كوسيلة للخروج من الأزمة بمصالحة وطنية ترتكز إلى الولاء للوطن أولا وأخيرا وبعيدا عن الولاءات الايدلوجية والقبلية والتي تكاد أن توقع البلاد في حرب أهلية لا يعلم أحد مداها. فما فرص الحوار بين الليبيين وهل من الممكن أن يفضي إلى مصالحة وطنية ترضي كل الاطراف وتصفر كل المشكلات الداخلية وتضع ليبيا على بداية طريق بناء الدولة ؟ حوار القاهرة يؤكد عادل عبد الكافي الخبير والإستراتيجي الليبي على أن الأوضاع لن تستقر في ليبيا الا بمصالحة حقيقة بين كل اطياف الشعب الليبي يسبق ذلك حوار وطني من الممكن أن ترعاه دول اقليمية ويكون مكانه القاهرة وتشارك فيه شخصيات سياسية من مصر والإمارات والكويت وتونس والجزائر مثل الدكتور نبيل العربي ووزير الخارجية نبيل فهمي والشيخ زايد بن سلطان والشيخ صباح الأحمد شريطة أن يقوم المؤيدين لدولة القذافي بعملية مراجعة فكرية شاملة وبعد ذلك تكون المصالحة على الارض الليبية بعد الانتهاء من عمل الدستور وتاسيس جيش ليبي وطني يضمن حماية اطر وبنود هذه المصالحة. وأكد على أن عودة هؤلاء الاشخاص المؤيدون للقذافي بدون وجود جيش وطني يحميها يعرض حياتهم للخطر في الوقت الحالي لكن من الممكن الدعوة للحوار في الوقت الحالي على أن تستضيفه القاهرة باعتبارها دولة جوار ويتواجد بها عدد كبير من المهجرين الليبين في الخارج. الشفافية وأكد ذلك أيضا الدكتور صالح إبراهيم المبروك عميد اكادمية طرابلس للدراسات العليا، مشيرا إلى أنه لامناص امام كل الليبيين من التحاور والتفاهم والمصالحة وفق اسس عادلة تضمن عودة المهجرين إلى وطنهم واستراجاع ممتلكاتهم واخذ رواتبهم كاملة وباثر رجعي والإفراج عن الاسرى، مطالبا بأن يكون لهم كيان سياسي يعبرون من خلاله عن ارائهم وتسليم كل الاسلحة إلى الدولة وارجاع المؤسسات العسكرية والامنية إلى سابق عملها. وأكد أن ليبيا أيضا تحتاج لتفعيل جهاز القضاء والشرطة واستعادة اللحمة الاجتماية وبناء ليبيا الحرة والمستقلة، مشيرا إلى أن النخب السياسية في الداخل والخارج مدعوة للبدء في حوار صريح وجاد وشفاف لانقاد الوطن من المجهول الذي يعيشه اليوم، وان هده النخب بكل اطيافها وانتمائاتها مجبرة على تحليل الواقع والافصاح عن الحقيقة مهما كانت مؤلمة والاعتراف بالاخطاء مهما كانت جسيمة لأن هدا هو مفتاح الحل لاية أزمة، مشيرا إلى أن ليبيا اليوم في حاجة إلى نظرية الرابح الرابح لا عقلية الرابح الخاسر لأن خسران الوطن يعنى خسران الجميع. وتابع "بلادنا في حاجة إلى منهج الربح بايقاف الخسائر وهو مايطلق عليه بإستراتيجية الخروج من المشاريع الخاسرة بدلا من الاستمرار في تكبد الخسائر حتى الافلاس.