أكد السفير فرانك هارتمان سفير المانيابالقاهرة، ان مصر شريك متميز خاص لالمانيا، وهي ضمان الاستقرار في المنطقة، مرحبا في الوقت ذاته بالحوار الوطني الذي يجري في مصر ويتسم بالمكاشفة والمصارحة والشفافية والسماح للاصوات الناقدة ان تشارك سواء من المجتمع المدني او السياسيين. وقال "هارتمان" خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر السفارة بالقاهرة، إن مصر هي اكثر البلدان تضررا بسبب الحرب الجارية في السودان، فالسودان بها 24 مليون نسمة وسيحتاجون مساعدات انسانية عاجلة، وسيكون هناك طوفان من اللاجئين السودانيين سيتجه لمصر والتى ستتأثر بذلك بشدة.
وتابع: دخل مصر من 150 - 200 ألف لاجئ سوداني وفقا لتقديرات الاممالمتحدة ومن المتوقع ان يصلوا الى 700 ألف بنهاية العام، وهذه كارثة وضغط شديد على مصر.
وأضاف أن المانيا تدعم مصر وتقدم لها مساعدات انسانية، موضحا أن المفوضية العليا لشئون اللاجئين (الغذاء العالمي) وقدمت لمصر 6.7 مليون يورو بزيادة نحو 2 مليون يورو عما كان مخصص.
وأكد السفير فرانك هارتمان، أن المانيا قدمت لمصر خلال الاربع سنوات الماضية 100 مليون يورو لبرنامج الغذاء العالمي، واجمالي ما تم تقدميه 220 مليون يورو، خصص منهم 100 مليون للسودان، كما قدمت لدول الجوار وتشاد وافريقيا الوسطى والسودان، مؤكد ان وقف إطلاق النار يعد أولوية قصوى ثم تبدأ بعد ذلك العملية السياسية.
وأشار إلى أن المانيا قامت بترحيل 800 فردا من السودان الى الاردن عبر مصر منهم 200 يحملون الجنسية الالمانية، معربا عن الشكر لمصر لمساعدتها في ترحيل هذا العدد من خلال 16 رحلة جوية.
وأعلن السفير الألماني لدي القاهرة فرانك هارتمان عن انعقاد مؤتمر مشترك بين وزارتي الصناعة المصرية والاقتصاد الألمانية في القاهرة سبتمبر المقبل لمناقشة مشكلات الاستثمار وسبل زيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين مصر وألمانيا.
وقال هارتمان إن حجم التبادل التجاري بين مصر وألمانيا، لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية الحالية والتي يمر بها العالم أجمع، حيث بلغ 5.2 مليار يورو، مشيرًا إلي رغبة الجانب الألماني بعدم تأثر هذا التبادل بأي مشكلات.
وأكد السفير الالماني ثقة بلاده في قدرات الاقتصاد المصري، وهو ما ظهر من خلال توقيع عدة اتفاقيات وصفقات من بينها إعادة فتح شركة بي ام دابليو في مصر، إضافة إلي وجود شركة بوش وكذلك سيمنز التي تملك مشروعات لصناعة الاجهزة المنزلية، وشركة بي بوتيك الرائدة في الصناعات الكيميائية، وهناك العديد من المشروعات القائمة، مع رغبه بنك اعادة الاعمار الالماني دعم الاستثمار في مجال التوظيف بمصر من خلال دعم الشركات التي تستهدف خلق فرص عمل جديد، شريطة تفعيل اجراءات الاصلاح الهيكلي والتوسع في الخصخصة والمساواة بين شركات القطاع الخاص والمملوكة للدولة.
كما تطرق السفير الالماني إلى عدد من أوجه التعاون الأخرى بين القاهرة وبرلين، مشيرًا إلى أن المقاصد المصرية في مقدمة أولويات السائح الألماني الذي يشكل قوامه ما يفوق 1.3 مليون سائح سنويًا.
وبخلاف السياحة، قال هارتمان إن بلاده حريصة علي تعزيز التعاون في مجال التعليم، لافتًا إلى وجود خطة لتأهيل 100 مدرسة في مصر لتطبيق المنهج الألماني التربوى بها والحصول على الاستشارات والدعم الفني الألماني في مصر، معلنًا الاحتفال السبت المقبل بمرور 150 علي إنشاء المدرسة الثانوية الإنجيلية الألمانية الموجودة في الدقى، وهي أكبر وأعرق مدرسة ألمانية بالخارج، وكذلك سيتم الاحتفال العام المقبل بمرور 149 عام على انشاء مدرسة سان شارل بورومى في الإسكندرية، كما سيتم الاحتفال بتخريج أول دفعة من الجامعة الألمانية يونيو القادم.
وأشار فرانك هارتمان، إلى التعاون الوثيق بين مصر والمانيا في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث يلعب التعهد الألماني لبرنامج NWFE، والذي يبلغ 285 مليون يورو، دورًا مهمًا يهدف إلى إنشاء ممر توزيع افتراضي للطاقة الخضراء في مصر، مشيرًا إلى أن جزء من هذا المبلغ عبارة عن قروض ميسرة وجزء آخر مبادلة دين بهدف دعم وانتاج الهيدروجين الأخضر، موضحًا مواصلة المفاوضات مع مصر لإبرام اتفاقيات جديدة لكيفيه استخدام هذه المخصصات لمشروعات تدعم هذا القطاع.
من ناحية أخرى كشف سفير المانيا عن الغاء اجتماع وزراء الخارجية العرب مع دول الاتحاد الاوروبي الذي كان مقررا انعقاده بالجامعة العربية يوم 20 يونيو الجاري بسبب وجود سوريا، فالاتحاد الاوروبي لن يجلس على طاولة واحدة لحضور وزير خارجية سوريا.
وقال انه سيتم عقد اجتماع بين الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط مع رئيس مفوضية الاتحاد الاوروبي بديلا عنه.
وحول قرار عودة سوريا للجامعة العربية، قال اننا نحترم قرار عودة سوريا للجامعة العربية الذي تم في قمة جدة ولكن لا نرى اساس لتطبيع العلاقات بين المانياوسوريا حتى يتم تنفيذ قرار الاممالمتحدة 2254 فلم يحدث اي تقدم حتى الان ولابد ان يتم تحسين الوضع في سوريا سواء العملية السياسية او عودة اللاجئين او مكافحة التهريب والمخدرات.
وقال: لا نريد مكافاة سوريا دون مقابل ولابد من تنفيذ قرار الاممالمتحدة وندعو الجامعة العربية ان يحدث تقدم نحو تحقيق الاهداف المنوطة بسوريا.
وحول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قال إننا نثمن عاليا الدور الذي تضطلع به مصرللتوصل لوقف اطلاق النار لكن للاسف لا تزال هناك توقعات لمزيد من التصعيد فالكل منشغل بالسودان ولكن التصعيد متوقع في ظل استمرار بناء المستوطنات ووجود عناصر متطرفة في الحكومة الاسرائيلية والاستفزازات في الاقصى.
وتابع: المانيا دعت لعقد مجموعة ميونخ (مصر والاردنوالمانيا وفرنسا ) واجتمعت في 11مايو الماضي وتداولت في هذا الشأن وموقفنا لم يتغير من ضرورة حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين وهو حل تفاوضي.
وحول التقارب الايراني السعودي، قال هناك تقارب ملموس بين ايران والسعودية ولكن لانتوقع ايضا ان يتم تطبيع العلاقات مع ايران ولابد ان نستوضح موقفها بالمنطقة وخاصة موقفها تجاه الملف النووي.