أعلنت روسيا، عن زيادة عدد قواتها على الحدود مع أوكرانيا، بعد قرار زعماء العالم، تعليق عضوية موسكو في قمة الدول "G8"، أمس الاثنين، الذي لم يصل إلى حد الطرد الدائم، وسط مخاوف من فشل الضغوط الغربية في الحد من الطموحات العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكان رد فعل روسيا سريعا وقاسيا، وصرح وزير الخارجية سيرجي لافروف، بأن الكرملين "لن يتمسك بهذه الهيئة"- في إشارة إلى G8. كما فرضت موسكو حظرا على سفر 13 مسئولا كنديا، في ابتكار جديد للدبلوماسية الانتقامية واستخدام فلسفة العين بالعين خلال الأزمة الأوكرانية. وعقد "لافروف" محادثات مع نظيره الأوكراني أندري ديشتشيتسيا، بمناسبة أول محادثة رسمية بين البلدين منذ أن استولت روسيا على شبه جزيرة القرم، قائلا: "جلسنا اليوم من أجل توضيح رؤيتنا لإقامة حوار وطني جيد مع الأخذ بعين الاعتبار جميع المقيمين في أوكرانيا". كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد دعا في وقت سابق، لاجتماع استثنائي للسبعة أعضاء في مجموعة G8 للدول الصناعية الكبرى، في محاولة للتوصل إلى موقف موحد بشأن أسوأ أزمة في العلاقات مع روسيا منذ نهاية الحرب الباردة وحتى الآن. وقال نائب مستشار الأمن للرئيس الأمريكي، بن رودس، إن "البيت الأبيض يريد اتباع نهج منسق لأي عقوبات اقتصادية أكثر عمقا، ونود أن نتخذ تصعيد ثابت مع متابعة الضغط علي روسيا، بعد ضمها لشبه جزيرة القرم في وقت سابق من هذا الشهر". وبعد اجتماع تم مساء أمس لمدة ساعة على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي، أصدر قادة الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، بيان تعليق عضوية موسكو، الأمر الذي جعل فرص فرض مزيد من العقوبات ضئيلة جدا. وجاء البيان بتعليق مشاركة روسيا في قمة G8، وكان نصه: "سنعلق مشاركتنا في G8 حتى تغير روسيا سلوكها، مما يوفر البيئة بعودة فاعلية G8 كما يجعل اي مناقشة مستقبلية ذات مغزى". لكن المقلق هو إشارة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، الأسبوع الماضي، إلى إمكانية طرد روسيا بشكل دائم من مجموعة G8، على الرغم من أن لغة البيان لم تشر إلى الطرد أو موعد انتهاء تعليق عضوية روسيا، من أجل ترك الباب مفتوحا لها. وجاءت تلك الأزمة، لتفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة، منها (هل تستجيب روسيا لتلك الضغوط، خاصة بعد مطالبات أقاليم صغيرة أخرى مثل ترانسدنيستريا الواقعة على الحدود مع اوكرانيا، بالانضمام إلى موسكو، العملاق القادم؟، وهل يسعى بوتين إلى تهدئة الأوضاع، أم إلى توسعة نفوذه بضم أوكرانيا عسكريا؟). يأتي ذلك في صراع آخر بين واشنطنوموسكو، بالنسبة لمزيد من السيطرة بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة الأزمة السورية، بجانب الموقف من علاقات أكثر تميزاً مع مصر.