وجدت دراسةٌ حديثة أنَّ المرضى الذين يتناولون الكثيرَ من الخضار والفواكه والاسماك خفَّضوا من فُرص إصابتهم بنوبات القلب وفشل القلب والسكتة. تُشير دراسةٌ كنديَّة حديثة إلى أنَّ الأشخاصَ الذين يُعانون من أمراض القلب، ويتَّبعون نظامًا غذائيًَّا صحيًَّا للقلب، قد يُنقِصون من احتمالات إصابتهم بنوباتٍ قلبيَّة أو بالسكتة. نوَّه الباحِثون إلى أنَّ تلك الفوائدَ أفضلُ من مثيلاتها من الفوائد التي تأتي من تناول أدوية القلب فقط، مثل الستاتين وأدوية ضغط الدم والأسبيرين. قالت سامانثا هيلر، مُنسِّقة التغذية السريريَّة لدى مركز رعاية السرطان في مستشفى غريفين في ديربي: "تنتشر كثيرًا الفكرةُ الخاطئة التي تقول بأنَّ أدويةَ أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والمستويات العالية من الكوليستيرول ومشاكل صحيَّة أخرى متعلِّقة بأمراض القلب والأوعية ستحلُّ أو تُعالِج المسائلَ الراهنة". "تُعطي الأدويةُ إحساسًا زائفًا للمريض بالحماية والأمان. وكثيرًا ما يَغفَل الأطبَّاءُ عن التأكيد على أهميَّة إعادة تكوين أسلوب حياة صحيَّة. لهذا، يميل المرضى إلى تجاهل النصائح العامَّة والتمارين المتعلِّقة بالنظام الغذائي". "إنَّ الحقيقةَ تكمن في أنَّ ما يتناولَه الناسُ من طعام يُؤثِّر بشكلٍ كبير في صحَّة كامل جهاز القلب والأوعية عندهم". " حتى لو أنَّ أحدَهم يأخذُ الأدوية، سيستمرُّ الأذى الذي يلحقُ بالجسم بسبب تناول الكثير من الأطعمة غير الصحيَّة، كالوجبات المُشبعة بالدهون والمأكولات سريعة التحضير والجاهزة واللحوم الحمراء والمُصنَّعة والحلويَّات والأطعمة المُكرَّرة والمُعالَجة؛ حيث سيزداد الالتهابُ واضطراب تنظيم السكَّر والأنسولين واستفحال أمراض القلب والأوعية. لذلك، يجب أن ننظرَ إلى الطعام الذي نتناوله على أنَّه دواءٌ لنا، وأن نُراعي الالتزامَ بطعامنا الصحِّي بالطريقة نفسها التي نلتزم فيها بتناول أدويتنا". ترأست ماهشيد ديهخان، التي تعمل اختصاصيَّةَ تغذية في معهد أبحاث صحَّة السكان في جامعة ماكماستر في هاميلتون بأونتاريو، فريقًا دوليًا من الباحثين، حيث قاموا بجمع البيانات لأكثر من 31 ألف بالغٍ لديهم أمراضٌ في القلب والأوعية. اشتملت الدراسةُ على بلدان في أمريكا الشماليَّة والجنوبيَّة وأوربا وآسيا والشرق الأوسط. سُئِل المشاركون عن النِّظام الغذائي الذي يتَّبعونه، وبالتحديد عن كميَّة الحليب والخضار والفواكه والحبوب والاسماك واللحوم ولحوم الدواجن التي تناولوها في السنة الماضية. قدَّم المشاركون أيضًا معلوماتٍ حولَ عادات التدخين لديهم، ومقدار التمارين التي يقومون بها. وخلال خمس سنوات من المُتابعة، حصلت نوباتٌ قلبية وسكتات لأكثر من 5 آلاف مريض. بناءً على حساباتهم، وجد فريقُ ديهخان أنَّ المرضى الذين اتَّبعوا نظامًا غذائيًا صحِّيًا للقلب خفَّضوا من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية بنسبة 35 في المائة. وجد الباحثون أنَّ هؤلاء المرضى خفَّضوا أيضًا من خطر نوبات قلبية جديدة بنسبة 14 في المائة، ومن خطر فشل القلب بنسبة 28 في المائة، ومن السَّكتة بنسبة 19 في المائة. قال الباحثون إنَّه بالرغم من تباين الأنظمة الغذائيَّة والمستويات الاقتصاديَّة للناس الذين شملتهم الدراسة بناءً على البلدان التي يعيشون فيها، بقي المفتاحُ للوصول إلى نظام غذائيٍّ صحيٍّ للقلب هو نفسه؛ وتحديدًا النظام الغذائي الغني بالخضار والفواكه والاسماك والذي تقلُّ فيه كمِّية تناول اللحوم. قالت ديهخان: "يجب على الأطبَّاء أن ينصحوا مرضاهم، الذين يواجهون خطرًا كبيرًا، بأن يُحسِّنوا نظامَهم الغذائيَّ، ويتناولوا المزيدَ من الخضار والفواكه والحبوب والاسماك؛ حيث سيُساعد هذا - وبشكل كبير - على التقليل من عودة أمراض القلب والأوعية، أكثر من مجرَّد العلاج بالدواء وحده، كما سينقذ أرواحَ الكثيرين على مستوى العالم".