سقوط ضحايا ومصابين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    صحيفة: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا    ضغوط جديدة على بايدن، أدلة تثبت انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي في غزة    سيد عبد الحفيظ: أتمنى الزمالك يكسب الكونفدرالية عشان نأخذ ثأر سوبر 94    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الجونة    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    تستمر يومين.. الأرصاد تحذر من ظاهرة جوية تضرب مصر خلال ساعات    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    لو بتحبي رجل من برج الدلو.. اعرفي أفضل طريقة للتعامل معه    مينا مسعود أحد الأبطال.. المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم السبت في الصاغة    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    وكالة فيتش تغير نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    حي شرق بمحافظة الإسكندرية يحث المواطنين على بدء إجراءات التصالح    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    العالم يتأهب ل«حرب كبرى».. أمريكا تحذر مواطنيها من عمليات عسكرية| عاجل    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 4 مايو 2024 في البورصة والأسواق    صوت النيل وكوكب الشرق الجديد، كيف استقبل الجمهور آمال ماهر في السعودية؟    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الإذاعى أحمد أبو السعود    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    «صلت الفجر وقطعتها».. اعترافات مثيرة لقاتلة عجوز الفيوم من أجل سرقتها    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    وفاة الإذاعي أحمد أبو السعود رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية الأسبق.. تعرف على موعد تشييع جثمانه    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    الخطيب يهنئ «سيدات سلة الأهلي» ببطولة الكأس    تعثر أمام هوفنهايم.. لايبزيج يفرط في انتزاع المركز الثالث بالبوندسليجا    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"اللواء البنا : أخونة الجيش تعجل "بالانقلاب العسكري"
نشر في البوابة يوم 24 - 05 - 2013

- التيارات الإسلامية المؤيدة للإخوان تعرف أن “,”الجماعة“,” ملاذها الوحيد للحفاظ على وجودها واستمرارها
- أحذر شباب “,”تمرد“,” من “,”أن يستغلهم“,” حزب أو فصيل سياسي بعينه
- حزب “,”الإرادة والبناء“,” أُسس ليكون خط الدفاع الأول عن الجيش والمخابرات
- أمريكا “,”أمرت“,” بحكم الإخوان لمصر لتكون هناك قوة سنية تحارب القوة الشيعية
- المجلس العسكري “,”أتى“,” بالإخوان إلى السلطة بأوامر أمريكية “,”لضمان المعونة“,”
- مستشار الأمن القومي لبوش تحدث عام 2002 عن تقسيم العالم العربي إلى 73 دولة
- حماس أحرقت السجون لتخرج “,” جماعة الإخوان“,” فهم أصدقاؤها وأصدقاء الكيان الصهيوني الأوفياء
- محمد بديع ليس إخوانيًّا وبايع قادة “,”التكفير والهجرة“,” ثم سرق لافتة الإخوان
- “,”الجماعة“,” دبرت حادث “,”اختطاف الجنود“,” ليقوم مرسي “,”بتحريرهم“,” ويوصف بالبطل المحرر
- المخطط الخبيث أن تجتمع الجيوش “,”الحرة“,” لحصار مصر ثم اقتحامها
حوار: محمود كمال
التحق بالعمل في مؤسسة الرئاسة في 6 أكتوبر 1973، وهو نفس اليوم الذي شهد انتصار مصر على إسرائيل واستعادة سيناء، واستمر حتى العام 2001 يعمل في قصر الرئاسة إبان حكم الرئيس السابق مبارك..
هو نجل الشيخ محمود علي البنا ، من مواليد قرية شبرا باص محافظة المنوفية، كان مقربًا جدًّا من الرئيس السابق مبارك ورجاله، لديه خبرة أمنية وعسكرية ومعلوماتية موسعة، ولديه أيضًا الكثير من الأسرار والخبايا حول جماعة الإخوان المسلمين وطبيعتهم، وحول الكثير من الأمور التي تحدث في مصر الآن.
إنه اللواء “,”شفيق محمود علي البنا“,”، رئيس الإدارة المركزية للاتصالات الإلكترونية بقصر الرئاسة إبان الرئيس السابق مبارك، وهو الآن رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بحزب الإرادة والبناء -تحت التأسيس- وهو الحزب الذي يجمع أبناء القوات المسلحة الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973.
حاورته “,”البوابة نيوز“,”؛ لنتعرف على حقيقة هروب مرسي من السجن وتفاصيلها، خاصة وهو من أوائل من فجروا هذه القضية، وأيضًا للتعرف على طبيعة الجماعة، وأهم المعلومات التي كانت لدى الرئيس السابق تجاههم، وما هو السر وراء وقوف أمريكا مع الإخوان وتصعيدهم للحكم في دول الربيع العربي، وما هي حقيقة بديع وكيف أتى للجماعة، وغيرها من الأسرار التي تناولناها في حوارنا مع اللواء المهندس شفيق البنا.
وإلى نص الحوار..
§ بداية نود إلقاء الضوء على المشهد السياسي المصري الراهن، خاصة في ظل التداعيات المتلاحقة والسريعة على الساحة..
- المشهد السياسي المصري ينقسم إلى 3 فصائل: فصيل حاكم، وهو جماعة الإخوان المسلمين، وتلتف حوله التيارات الإسلامية الأخرى المستفيدة من حكمه، لا سيما حزب البناء والتنمية وحزب الوسط، وفصيل ثان هو الشباب الثوري الذى ليس له الخبرة السياسية ولكن لديه الطموح، والفصيل الثالث وهم ذوى الخبرات السياسية الذين يسعون لقيادة الدولة. والفارق بين التيارات الثلاثة كبير جدًّا، وظهر ذلك واضحًا في انتخابات الرئاسة عندما لم يرض أي مرشح من المرشحين أن يتنازل للآخر في سبيل تحقيق مصلحة الدولة، وهم الآن يحاولون التجمع من خلال جبهة الإنفاذ الوطني، ولكن للأسف سرعان ما سيختلفون أيضًا على المناصب، وهو ما يتضح الآن من تضارب داخل الجبهة حول أمرين، الأول هو المشاركة في الانتخابات البرلمانية من عدمها، والثاني هو رغبة البعض أن تكون هناك انتخابات رئاسية مبكرة بينما الآخرون لا يريدون هذا الاتجاه.
§ هل الشباب بدأ ينضج سياسيًّا من خلال حركة “,”تمرد“,”؟
- بالطبع الشباب بدأ ينضج لكنه في مراحله الأولى، وأتمنى أن يكون هناك قائد أو زعيم يتبنى هؤلاء الشباب، ويوجههم، ويضع لهم الخطط والإستراتيجيات التي من خلالها يستطيعون تحقيق أهداف الحملة، وهو إسقاط النظام، لكني أحذرهم بألا يستغلهم حزب أو فصيل سياسي بعينه؛ تحت غطاء أن هذا الحزب أو ذاك يفتح مكاتبه لهم.
§ البعض قال إن “,”تمرد“,” مجرد انتصار معنوي، فما رأيك بذلك؟
- بالطبع لا؛ فهي حركة هزت وزلزلت كيان النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين، ولو استطاعت الحملة أن تجمع 15 مليون توقيع فإنها تستطيع إسقاط مرسي وفقًا للمادة الثالثة من الدستور، والتي تنص على أن الشعب مصدر السلطات؛ لأن هذا حينها معناه أن 15 مليون مواطن مصري سحبوا الثقة منه مقابل أنه فاز بالانتخابات الرئاسية من خلال حصوله على 13 مليون صوت.
§ ما هو سر الدعم الحقيقي من قبل حزب البناء والتنمية وحزب الوسط لجماعة الإخوان المسلمين؟
- سر الدعم يكمن في أن هذه التيارات تعرف أن ملاذها الوحيد للحفاظ على وجودها وبقائها واستمرارها والحصول على مناصب هو استمرار جماعة الإخوان المسلمين في الحكم؛ لأن حكم الإخوان والرئيس مرسي إذا سقط فستعود قيادات ورؤساء هذه الأحزاب إلى السجون من جديد، وعلى رأسهم عاصم عبد الماجد.
§ هناك كثير من الأحزاب السياسية موجودة في الشارع المصري، لكنها لم تلمسه؛ لذا دائمًا توصف بأنها ورقية، فما هي هذه الأسباب؟
- هناك أسباب ملقاة على عاتق الشعب المصري، وهي أنهم جلسوا 60 عامًا تقريبًا لا يفكرون في السياسة ولا يمارسونها، ولكن كانت لديهم عقيدة هي الانضمام للحزب الحاكم؛ لتحقيق بعض المصالح الشخصية، بجانب أن أغلب الشعب لا يفكر إلا في كيفية أن يقضي يومه المعيشي وماذا يأكل، وماذا يشرب. وهناك أسباب أخرى ملقاة على عاتق الأحزاب السياسية، هي أن هذه الأحزاب، سواء القديمة التي أُسست خلال العهد البائد، أو الجديدة التي أسست بعد الثورة، وهذه لا تعبر ولا تمثل الشعب المصري؛ لأنها لا تمتلك كوادر سياسية أو قواعد حزبية في المحافظات والمدن والقرى المصرية؛ لذا فهي تفتقر إلى الدعم والتواجد الشعبي.
§ هل ترى أن جماعة الإخوان المسلمين لا زالت هي اللاعب الرئيسي في المشهد السياسي باعتبارها القوة الأكثر تنظيمًا في ظل ضعف القوى السياسية الأخرى؟
- فعلاً هي القوة الأكثر تنظيمًا واللاعب الرئيسي، لكنها ليست الوحيدة؛ فالشعب المصري هو القوة الحقيقية التي أسقطت نظامًا بائدًا مستبدًّا، ولكن هناك قوة أخرى ستظهر خلال الفترة القادمة، وهي قوة عسكرية، وهذه القوة ممثلة في ضباط وجنود القوات المسلحة الذين شاركوا في حرب أكتوبر، ولا يعرفون سوى أمرين هامين، هما “,”النصر أو الشهادة“,”، وهذه القوة تعدادها 5 ملايين، وهي قوية جدًّا، لكنها لم تعلن عن نفسها بعد؛ ومن هنا واتتنا فكرة حزب “,”الإرادة والبناء“,”، والذي أسس ليكون خط الدفاع الأول عن الجيش والمخابرات الحربية، وأسس أيضًا لخدمة الشعب المصري ومصالحه؛ لعله يكون خير عِوض لهم عن الأحزاب الكارتونية المتواجدة في الساحة، وخير عوض عن نظام وحكم مستبد، وهذا الحزب يسعى أيضًا إلى تصحيح مسار مصر اقتصاديًّا واجتماعيًّا.
§ هناك كثيرون يقولون إن هناك صفقة تمت بين جماعة الإخوان المسلمين والقوات المسلحة، فما صحة ذلك؟
- لا بد أن نعرف أنه منذ حرب أكتوبر 1973 إلى الآن والإدارة الأمريكية هي الداعم الرئيسي للقوات المسلحة المصرية؛ حيث تمدها ب 1300 مليون دولار سنويًّا، أي أنها تصرف على تسليح وذخيرة وتدريب قيادات القوات المسلحة؛ لذا فمن الطبيعي أن يكون هناك نوع من السيطرة على قيادات الجيش إبان الثورة، خاصة أن المشير طنطاوي كان ضابطًا بالقوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر، إبان الاتفاقية التي نصت على المعونة العسكرية السنوية للجيش المصري؛ لذا أصبح الجيش طواعية تحت رحمة وتدخل أمريكا، وسيكون مضطرًا لتنفيذ أوامرها التي تطلبها، أمريكا أرادت واختارت أن تحكم جماعة الإخوان المسلمين مصر ودول الربيع العربي؛ لتكون هناك قوة سنية تحارب القوة الشيعية الموجودة بالمنطقة، بالفعل الشعوب العربية ثارت ضد الفساد والاستبداد، وأسقطت أنظمتها، ولكن للأسف هناك حقيقة غائبة عن كثيرين، وهي أن أمريكا تأخذ الشعب إلى حيث تريد، فللأسف إن المعونة العسكرية الأمريكية تحكمت في قرارات المجلس العسكري، الذي ارتبطت إرادته بإرادة الإدارة الأمريكية الداعمة له؛ فلذا عندما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية المجلس العسكري بتسليم السلطة للإخوان لم يكن أمامه سوى تسليمهم الحكم؛ لذا فالمجلس العسكري هو من أتى بالإخوان إلى السلطة بأوامر أمريكية؛ من أجل ضمان المعونة العسكرية الأمريكية له.
§ هل ما قلته سابقًا يفسر عدم دعم الجيش للراحل عمر سليمان؟
- بالطبع.. فعندما أعلن سليمان عن ترشحه اتصلت جماعة الإخوان المسلمين بأمريكا وطالبتها أن يأمر المجلس العسكري باستبعاد سليمان، أو على الأقل الاتفاق معه على الانسحاب أو الرجوع في قراره.
§ كنتَ في زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2002، وحينها تعرفتَ على الكثير من الأسرار تختص بما يدور الآن بما يسمى دول الربيع العربي، فما أهم تلك الأسرار؟
- بالفعل كنتُ في أمريكا عام 2002، وحينها سمعت في أحد المؤتمرات مستشار الأمن القومي للرئيس بوش، وهو يتحدث عن كيفية تقسيم العالم العربي إلى 73 دولة، وكيف سنثير الثورات والطائفية، وكيف سنستخدم السنة والشيعة وكذلك النوبيين، وحينها لأول مرة أسمع عن أن النوبة في بالهم ومخططهم، فوجدته يتحدث عن جمهورية جديدة اسمها جمهورية النوبة من أسوان للسودان وعاصمتها أسوان، وهم حاليًّا قاموا بتشكيل حركة “,”كتالة“,” القتالية الممولة من تنظيم القاعدة بالسودان؛ للسيطرة على النوبة وإعلان استقلالها وانفصالها عن مصر لتكون اسمها جمهورية النوبة وتكون منفصلة عن مصر، وحينها قلت في نفسي بأنهم يحلمون، أما الآن فللأسف هذا الحلم على وشك أن يكون حقيقة بفضل مرسي وجماعته.
§ ما أهم المعلومات التي كانت لدى النظام السابق وكانت عاملاً مؤثرًا في الزج بهم في السجون والمعتقلات دائمًا؟
- النظام السابق بقيادة مبارك كان يكره جميع التيارات والتنظيمات الإسلامية، وكان يبلغ بتقرير يومي عنهم، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين في مصر والسودان بقيادة حسن الترابي، وعلم مبارك أن السودان احتوت معسكرات لتدريب الإسلاميين الجهاديين وجند الله وتنظيم القاعدة تحت غطاء وحماية الشريعة الإسلامية، وهؤلاء هم من حاولوا اغتيال مبارك في أديس أبابا، ومن هذه الحادثة زادت كراهيته بصورة أكبر لجماعة الإخوان المسلمين، وكان يعتمد على وزارة الداخلية في تخليصه من الجماعة؛ فهو كان يعلم أن جماعة الإخوان المسلمين هي الخطر الأكبر عليه وعلى مصر.
§ كنتَ أول من فجر مفاجأة هروب الدكتور مرسي من سجن وادي النطرون، فمن هو الفاعل الحقيقي لهذه الحادثة؟ وكيف هرب الرئيس مرسي وقيادات الإخوان منه؟
- بالطبع حركة حماس هي الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، رغم أنها كانت في بدايتها حركة مقاومة شعبية إسلامية، ولكن إسرائيل نجحت في التخلص من قادتها الحقيقيين، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، ومن حينها وحماس تحولت إلى ألعوبة في يد المخابرات الإسرائيلية؛ لذا فهي من حررت قيادات الإخوان المسلمين من سجون وادي النطرون، وعلى رأسهم الدكتور محمد مرسي، وحررت بعض عناصرها وعناصر حزب الله من سجون المرج وأبو زعبل؛ لذا فإن جماعة الإخوان تأخذ طمأنتها ووجودها من وجود حركة حماس كذراع وجيش عسكري حامٍ لهم، ولا بد أن نوضح هنا سبب دخول محمد مرسي وقيادات الإخوان السجون إبان ثورة يناير، وهنا السبب يرجع إلى رصد مكالمات الجماعة وأعضاء حركة حماس حول مخطط التدخل وتوقيتاته، والتقط جهاز المخابرات الحربية هذه المكالمات ورصدها؛ لذا قام جهاز أمن الدولة بإلقاء القبض عليهم ووضعهم في سجن وادي النطرون، وكان عددهم 34 قيادة، وأحب أن أؤكد أن حركة حماس هي التي أحرقت السجون، وهي التي أحدثت البلبلة حتى يقوموا بإخراج أصدقائهم وأصدقاء الكيان الصهيوني الأوفياء -وهم جماعة الإخوان المسلمين- من السجون؛ لكي يصلوا بعد ذلك إلى حكم مصر.
§ ولكن كيف ترى نفي وزير الداخلية لوجود الرئيس مرسي بسجن وادي النطرون؟
- بالطبع لا يملك محمد إبراهيم وزير الداخلية الجرأة في أن يؤكد أن مرسي كان موجودًا بسجن وادي النطرون؛ حتى لا يُقال ويتم التنكيل به؛ لذا كان لا بد عليه أن يقول بأن اسم مرسي غير موجود عندي، على الرغم من تأكيد كل القيادات الشرطية، التي كانت موجودة بسجن وادي النطرون آنذاك، بأن الرئيس مرسي كان متواجدًا بالفعل في السجن.
§ وما هي طبيعة العلاقة التي تربط بين تنظيم الجهاد والقاعدة من جهة وبين جماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى؟
- التيار الإسلامي في ظاهره متفق، ولكنه في داخله مختلف، فهناك السلفية الجهادية، والسلفية القطبية التي تمثل جماعة التكفير والهجرة، وبالطبع هناك أيضًا جماعة الإخوان المسلمين، هناك كثيرون يقولون إن جماعة الإخوان المسلمين متواجدة منذ أكثر من 80 عامًا ولكن هذا ليس صحيحًا من وجهة نظري؛ لأني أعلم بأن جماعة الإخوان انتهت منذ وفاة عمر التلمساني، فأنا كنت على علم بقيادات الإخوان البارزة، وعلى رأسهم عبد المتعال الجابري ومصطفى مشهور وعمر التلمساني، فهؤلاء كانوا دعويين وليس لهم علاقة بالسياسة، فكانوا يقومون بتفسير آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وكنت أحضر معهم حديث الثلاثاء في جامع الخلفاء الراشدين، وفي نفس الوقت كان الدكتور محمد بديع وبعض أصدقائه قد بايعوا شكري مصطفى وصالح سرية كقائدين لهم، وهذه الفرقة من التكفير والهجرة، وعلى رأسها بديع، المرشد الحالي للجماعة، واستغلوا وفاة عمر التلمساني وسرقوا لافتة الجماعة ووضعوها عندهم، ومن حينها وهم أعضاء بالجماعة، رغم أن جماعة الإخوان المسلمين انتهت بالفعل بعد موت عمر التلمساني، أما الآن فالجماعة الموجودة ليست لها علاقة بالإسلام ولا المسلمين، أما شكل وطبيعة العلاقة فهي علاقة قائمة على مصالح مشتركة يربطها عنصر واحد، وهو الإرهاب.
§ أمريكا وضعت سيناريو صعود الجماعة منذ أكثر من عشر سنوات، فما صحة ذلك؟ وما هي أهم أهداف هذا السيناريو؟
- بالطبع، فالولايات المتحدة الأمريكية بحثت عن حال وأوضاع مصر بعد مبارك، وكانت دائمًا تسأل نفسها: ماذا بعد مبارك؟ وكان أول من أشار إلى ذلك الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل في إحدى محاضراته بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحينها وصفه كثيرون بالجنون، وعندما حاول الرئيس السابق مبارك أن يأتي بجمال مبارك كرئيس للبلد وأن يحاول إقناع أمريكا بذلك فشل، وعندما علمت أمريكا بأن مبارك يعد جمال كرئيس للحكم ويسير في خطوات ذلك ضاربًا بها عرض الحائط؛ من هنا بدأت تفكر جديًّا في الإتيان بجماعة الإخوان المسلمين للحكم؛ للعديد من الأسباب، أهمها أن أمريكا وجدت أن الإرهاب موجود في أمريكا وأوروبا عن طريق هذه الجماعات والتنظيمات الإسلامية؛ ففكرت في كيفية التخلص منها، فلم تجد مفرًّا لها سوى أن تصعدها للحكم في دول الربيع العربي؛ حتى تقضى على عمليات الإرهاب عندها وفي أوروبا، وعندما بحثت في أصول هذه التنظيمات والجماعات وجدت أن جماعة الإخوان المسلمين هي العباءة الأساسية لخروج هذه التيارات؛ فقررت أن تعينها على الوصول للحكم في دول الربيع العربي؛ لكي تتخلص من الإرهاب عندها، وفي نفس الوقت تحارب التيار الشيعي، وبهذه الوضعية تكون حققت العديد من أهدافها وبأقل ثمن وجهد.
§ كيف ترى محاولات جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسة الرئاسة لأخونة الجيش؟
- في حديث لمهدي عاكف سمعته يقول إن الأخونة ستكون عندما تكون جميع الوزارات إخوانية وجميع السفارات والمناصب العليا في كل المناصب باعتبارها مغانم، ولديهم مقولة غريبة وهي: “,”كنا مستضعفين تحت الأرض أما الآن بعد أن أنعم الله علينا بنعمة التمكين فأصبحنا في زمن حصد المغانم“,”، وأكبر هذه المغانم هي الجيش من وجهة نظره، ولكنه لن ينجح؛ لأن ولاء الجيش للوطن والشعب أولاً وأخيرًا وليس لفصيل معين، ولو استمر مرسي وجماعته في هذا المخطط فإن الانقلاب العسكري قادم قادم؛ لأن الجيش لن يرضى بذلك مهما كانت المبررات، فأي خريج كلية عسكرية بعد تخرجه يؤدي القسم بأن يحمل سلاحه حتى الموت؛ فهو لن يقبل بأن يُحكم من قِبل فصيل له أغراض دنيئة، وأهمهما استيطان إسرائيل وحماس بداخل مصر وتحت الوصاية الأمريكية؛ لذا لو أقال مرسي الفريق السيسي أو استمر في خطة أخونة الجيش فستكون نهايته.
§ كيف رأيت حادث اختطاف الجنود الأخيرة في سيناء، بداية من وقوع الحادث وحتى المؤتمر الصحفي الذي قام به الدكتور مرسي؟
- الدكتور مرسي كان يرفض دائمًا تدخل القوات المسلحة في سيناء وتأمينها، واتفاقية كامب ديفيد كانت تحدّ من تواجد القوات المسلحة بسيناء، وشعبية مرسي في هبوط، ومساوئ إدارته وصلت للشعب في كل نواحي الحياة المعيشية؛ لذا كان لا بد من وجود حدث يعيد شعبية الرئيس مرسي؛ فقامت جماعة الإخوان المسلمين بتدبير حادث اختطاف الجنود السبعة ويقوم مرسي بتحريرهم؛ ليوصف بالبطل المحرر، والرئيس مرسى خلال هذه الأزمة حاور وناور بطرق “,”ابتدائية“,”، أهمها الاجتماع مع رؤساء الأحزاب الإسلامية المؤيدة له، ثم أخذ يجلس مع شيخ الأزهر ووزير الأوقاف على الرغم من أنهما ليس لهمم صلة بالحادث، وهو ما جعل القوات المسلحة تقول له: هذه قضية أمنية من تخصصنا، فلما سمح لهم بذلك، وفوجئ أن التحرك الأمني أكبر بكثير مما تصور، حيث إن مرسي كان متصورًا بأن الجيش سيرسل سرية صاعقة أو مظلات، ولكنه فوجئ بأن هناك سيارات مدرعة وطائرات هليكوبتر وإجراءات أمنية مكثفة لم يكن يتوقعها لا هو ولا أعضاء مكتب الإرشاد ولا حتى أعضاء تنظيم الجهاد، الذين هددوهم بأنهم سيكشفون عن تفاصيل الحادث وسيعترفون عليهم بأنهم من خطط للحادث معهم من أجل استعادة الرئيس مرسي صورته وشعبيته من جديد، خاصة بعد محاصرة الجيش لكل المنازل والبيوت المشتبه تواجد المختطفين بها؛ الأمر الذي أربكهم وجعلهم يتركون الجنود ويطلقون سراحهم؛ ومن ثم خرج مرسي وقابلهم عند طائرة الهليكوبتر، وقام بعمل المؤتمر الصحفي ليظهر في صورة البطل المغوار المحرر لجنود دون إراقة نقطة دماء واحدة، ولكن رب ضارة نافعة؛ فالجيش استعاد قوته وصورته الطبيعية، وازدادت ثقة الشعب تجاهه، وليس العكس كما رتب مرسي وجماعته.
§ وكيف ترى الوضع الراهن في سوريا؟
- أرى بأن ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين يمثلها في سوريا الجيش الحر الذي كونته الجماعة بدعم أمريكا حتى يسقطوا بشار، فهم استطاعوا أن يجهضوا جيش العراق وليبيا، ولم يبق أمامهم سوى الجيش السوري والجيش المصري؛ لذا فهم يعدون في مصر، وخاصة سيناء، حركة حماس، وفى ليبيا في مصراتة جيش ليبيا الحر، ويعدون في السودان تنظيم القاعدة، مع استمالة النوبيين معهم، فالمخطط الخبيث هنا أن تجتمع كل الجيوش السابقة للدخول إلى مصر واقتحامها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.